كوبا والولايات المتحدة تعملان معا على تمتين العلاقات قبل انتهاء ولاية باراك اوباما

بقلم: عبدالرقيب احمد قاسم عكارس
2016-12-28 12:49:39

Pinterest
Telegram
Linkedin
WhatsApp

على الرغم من التقدم الذي أحرز منذ بدء التقارب الكوبي - الأمريكي قبل عامين، لا تزال هناك عقبات رئيسية على رأسها الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي المستمر من قبل الولايات المتحدة على كوبا تعترض التطبيع الشامل للعلاقات.

وأعلن الرئيس الكوبي راؤول كاسترو ونظيره الأمريكي باراك اوباما في 17 ديسمبر/كانون الاول عام 2014 بشكل مشترك بدء عملية استعادة العلاقات الدبلوماسية بعد أكثر من نصف قرن من العداء.

وفي أعقاب ذلك أفرجت الولايات المتحدة سريعا عن 3 من 5 كوبيين اتهمتهم محكمة أمريكية بتهم الجاسوسية وقضت بسجنهم مدد طويلة منذ عام 1998 وما قاموا به هو العمل داخل منظمات ألاجئين الكوبين في مدينة ميامي بحيث راقبوا نشاطهم وافشوا خططهم الرامية الى تنفيذ أعمال إرهابية ضد كوبا. وكانت الولايات المتحدة قد أفرجت عن الاثنين الآخرين في وقت سابق.

واتخذت سلسلة من الخطوات من جانب الولايات المتحدة حيال كوبا، مثل إزالة الجزيرة الكاريبية من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وفي يوليو/تموز عام 2015، استعادت الدولتان العلاقات الدبلوماسية وأعادتا فتح السفارتين في هافانا وواشنطن.

وتواصل التقدم عندما زار اوباما هافانا في مارس/آذار الماضي، وكان أول رئيس أمريكي قائم يزور الجزيرة الكاريبية خلال 88 عاما. وإلى جانب ذلك، تعددت الزيارات رفيعة المستوى والاجتماعات الفنية وتوقيع الاتفاقيات التي تخدم المصالح المشتركة للبلدين.

غير أن الحصار الاقتصادي المفروض من قبل واشنطن على هافانا منذ أكثر من نصف قرن من الزمن لا يزال ساريا ولم يظهر الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون إي رغبة في رفعه.

وفي حديثه أمام الجمعية العامة عام 2016، قال وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز إن "معظم الأوامر التنفيذية والقوانين المؤسسة للحصار لا تزال كما هي وتطبق بصرامة من قبل وكالات الحكومة الأمريكية".

وقد أوضحت هافانا جليا أن العلاقات مع الولايات المتحدة لن تصل إلى التطبيع الشامل ما لم ترفع الأخيرة الحصار الاقتصادي وتعيد قاعدة غوانتانامو البحرية إلى السيطرة الكوبية.

كما واصلت الولايات المتحدة تدخلها السياسي ولم تتوقف عن توجيه الاتهامات لحكومة كوبا في ملف حقوق الإنسان وقضايا أخرى. وقد أعربت هافانا عن رفضها بشدة لتلك الاتهامات.

وقد هدد الرئيس الأمريكي المنتخب حديثا دونالد ترامب الشهر الماضي بأنه قد "ينهي" ذوبان الجليد في العلاقات الأمريكية - الكوبية الذي بدأه الرئيس بارك أوباما.

وتعمل كوبا والولايات المتحدة لتمتين العلاقات الدبلوماسية المستعادة مؤخرا قبل أقل من شهر من انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي باراك اوباما.

ووقع البلدان الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر/كانون الاول مذكرات تفاهم جديدة في واشنطن بشأن التعاون والأبحاث في مجالات محل اهتمام مشترك من جانب البلدين، بما في ذلك الأرصاد الجوية والزلازل وحماية الحياة البرية.

وسرع البلدان جهودهما لتطبيع العلاقات أنطلاقا من وعيهما بأن الإدارة المقبلة بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب قد تكون أقل دعما للتقارب الثنائي. وقد انتقد ترامب الذي سيتولى منصبه في 20 يناير/كانون الثاني 2017 التغير المفاجئ للبيت الأبيض حيال كوبا في أكثر من مناسبة.

وبعد وفاة القائد التاريخي للثورة الكوبية فيدل كاسترو ال 25 من نوفمبر/تشرين الثاني من عمر يناهز ال 90 عاما، قال رينس بريبوس رئيس موظفي البيت الأبيض المعين من قبل ترامب إن رئيسه "سيتخلى بالتأكيد" عن سياسة اوباما الخارجية تجاه كوبا، إذا لم توافق السلطات الكوبية على تقديم المزيد من التنازلات.

وقد هدد ترامب بأنه قد "ينهي" ذوبان الجليد في العلاقات الأمريكية - الكوبية الذي بدأه الرئيس بارك أوباما.

وقال ترامب "في حال عدم استعداد كوبا للتوصل إلى اتفاق أفضل للشعب الكوبي والكوبيين الأمريكيين والولايات المتحدة بأسره، سأنهي الاتفاق".

وأكدت صحيفة جرانما اليومية، لسان حال الحزب الشيوعي الكوبي إن الاتفاقيات الموقعة خلال شهر ديسمبر/كانون الأول تدعو إلى المشاركة في دراسة الأنماط المناخية وتوسيع ودمج شبكات مراقبة الطقس ودراسة أنظمة التنبؤ بالزلازل.

وقال نائب وزير العلوم والتكنولوجيا والبيئة فرناندو غونزاليز " إننا نثق بأن هذه الخطوة ستكون بداية لعلاقة علمية مستدامة وتعاون أكبر بين مجتمعي الأرصاد الجوية في كوبا والولايات المتحدة".

ومنذ إعلانهما استعادة العلاقات الدبلوماسية في 17 ديسمبر/كانون الأول عام 2014، تبادل البلدان 24 زيارة رفيعة المستوى ووقعا على 12 اتفاقية والمزيد في الطريق.

علاوة على ذلك، جرى ما يصل إلى 1200 عملية تبادل في مجالات الثقافية والرياضة والتعليم وغيرها.

وتأمل كوبا أن تقدر الإدارة الأمريكية الجديدة تلك الإنجازات التي تحققت في العلاقة الثنائية منذ عام 2014 بعد أكثر من 50 عاما من العداء.

غير أن الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا منذ اكثر من نصف قرن من الزمن، لا يزال ساريا بالرغم من تخفيف البيت الأبيض بعض القيود والإجراءات ولا سيما فيما يتعلق بالسفر بين البلدين.

وفي النصف الأول من العام، وصل 136913 زائرا أمريكيا إلى كوبا، بزيادة 80 بالمئة تقريبا مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، وفقا للمكتب الوطني الكوبي للإحصاءات.

وفي وقت سابق في سبتمبر/أيلول تحديدا، كان قد أعيد إطلاق الخطوط الجوية بين عدد من المدن الأمريكية ومنتجعات سياحية كوبية مثل فاراديرو وسينفويغوس.

ويقول خبراء صناعة السياحة إنه بمجرد أن تسمح واشنطن لمواطنيها بالسفر بحرية في كوبا، سيزور نحو مليوني أمريكي الجزيرة سنويا، ويتوقع أن يصل العدد إلى 5 ملايين في سنوات قليلة.

وبينما لا يزال الغموض يكتنف مستقبل العلاقات الثنائية، يشهد التقدم الذي تحقق حتى الآن على أن الإرادة السياسية يمكن أن تغير دراماتيكيا مسار التاريخ.

 

 



التعليق


أترك تعليقا
الجميع مطلوبة
لم يتم نشره
captcha challenge
up