بيان صادر عن وزارة العلاقات الخارجية الكوبية

بقلم: عبدالرقيب احمد قاسم عكارس
2014-05-05 13:51:12

Pinterest
Telegram
Linkedin
WhatsApp

نشرت وزارة الخارجية الأمريكية في الثلاثين من أبريل/نيسان تقريرها عن البلدان الراعية للإرهاب لعام 2013، والذي عاود تصنيفه التافه لكوبا "كدولة راعية للإرهاب"، وذلك للمرة الثانية والثلاثين.

لكن وزارة الخارجية الأمريكية لم تجد مفراً من الاعتراف في تقريرها نفسه أنه في عام 2013 "ساندت الحكومة الكوبية ورعت مفاوضات بين ’القوات المسلحة الثورية الكولومبية‘ وحكومة كولومبيا بهدف التوصل إلى اتفاق للسلام بين الطرفين"؛ وأن "لا معلومات عن إقدام الحكومة الكوبية على تزويد مجموعات إرهابية بالأسلحة أو على تدريبها"؛ وأن "أعضاء منظمة ’إيتا‘ المقيمين في كوبا قد تم إرسالهم إليها بالتعاون مع الحكومة الإسبانية".

ولكن، مع ذلك، فإن اعتبارات ذات طابع سياسي والحاجة لتبرير الحصار بأي ثمن، وهو حصار فاشل وتُجمع الأسرة الدولية على إدانته، فرضت نفسها مجدداً على العقلانية.

كحجة وحيدة لدعم هذا الاتهام الافترائي ضد كوبا، ذكرت وزارة الخارجية وجود "فارّين" من وجه العدالة الأمريكية في بلدنا، وهم متّهمون يستحق الأمر التوضيح أنه لم توجَّه لأي منهم تهمة ممارسة الإرهاب. بعض هؤلاء المواطنين تم منحهم اللجوء بصورة قانونية، بينما آخرون، ممكن ارتكبوا جنايات في الولايات المتحدة، تمت محاكمتهم وفقاً للإجراءات المرعية ومعاقبتهم وقرروا الإقامة في كوبا بعد تنفيذ الأحكام الصادرة بحقهم.

تؤكد الحكومة الكوبية مجدداً أنه لم يتم استخدام الأراضي الوطنية ولن يتم استخدامها لاستقبال إرهابيين من أي جنسية كانوا، ولا لتنظيم أو تمويل أو تنفيذ أعمال إرهابية ضد أي بلد آخر، بما فيها الولايات المتحدة. كما أنها ترفض وتدين على نحو لا لبس فيه كل عمل إرهابي، في أي مكان أو ظرف كان، وأياً كانت مبررات ارتكابه.

حكومة الولايات المتحدة هي التي تستخدم إرهاب الدولة كسلاح ضد البلدان التي تعارض هيمنتها، وتلجأ لأساليب مستنكَرة كالتعذيب واستعمال التكنولوجيا العسكرية المتقدمة، بما فيها الطائرات بدون طيار، من أجل قتل إرهابيين مزعومين بلا محاكمة، بل ومواطنين أمريكيين، كما أنها تسببت بموت كثيرين من الأبرياء بين السكان المدنيين.

كوبا هي أحد البلدان التي عانت على مدى عقود من الزمن، في غمرة دفاعها عن استقلالها وكرامتها، عواقب أعمال إرهابية تم تنظيمها وتمويلها وتنفيذها انطلاقاً من أراضي الولايات المتحدة، بمحصّلة 3 آلاف و478 قتيل وألفين و99 معوّق.

لن تنسى كوبا وأمريكا اللاتينية وحوض الكاريبي والعالم أبداً أن حكومة الولايات المتحدة هي التي ما تزال توفّر الملجأ لإرهابيين من أصل كوبي، كلويس بوسادا كارّيليس، الذي خطط لأول عمل إرهابي تم ارتكابه في النصف الغربي من العالم، ونجم عنه تفجير طائرة تابعة للخطوط الجوية الكوبية قبالة سواحل باربادوس، في السادس من أكتوبر 1976 ومقتل ركابها الثلاثة وسبعين. وللمفارقة، ما زالت تسجن ظلماً ولمدد طويلة المكافحين ضد الإرهاب خيراردو هيرنانديز ورامون لابانجينيو وأنتونيو غيرّيرو، بسبب جنايات لم يرتكبوها.

تدين وزارة العلاقات الخارجية بشدة التلاعب بموضوع بالغ الحساسية كموضوع الإرهاب الدولي من أجل تحويله إلى أداة للسياسة المتبعة ضد كوبا وتطالب باستثناء بلدنا نهائياً من هذه القائمة المشينة والأحادية والتعسفية، التي تشكل إهانة للشعب الكوبي وتُفقد حكومة الولايات المتحدة نفسها مصداقيتها.



التعليق


أترك تعليقا
الجميع مطلوبة
لم يتم نشره
captcha challenge
up