تتماشى كوبا مع دول أخرى رفعت الأصوات للتنديد بالخطر الذي تمثله بعض الدول الكبرى في تحديد نفسها مسار الإجراءات العالمية، على حساب معظم الدول النامية. ويبرز مسار الأحداث المحاولات الرامية إلى تصفية التعددية والسياسات المبينة في نهاية الحربين العالميتين وإنشاء منظومة الأمم المتحدة.
إننا نعيش في الوقت الذي تشيد فيه خطابات بعض القادة في الجمعية العامة للامم المتحدة باحترام سيادة الدول واستقلالها، ولكنها في الواقع ترتب الحروب وتضرب لتغييرات النظام.
إننا نواجه الدوافع الهوسية لفرض أحادية الجانب، كما ندد بها ممثلو بوليفيا وفنزويلا والاكوادر ونيكارغوا وغيرهم، في الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وسلط وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز الضوء على كيفية تطبيق التدابير القسرية الانفرادية والأدوات المالية والقضائية وغيرها من الأدوات بصورة غير مشروعة لحرمان الشعوب من حقها في تقرير المصير.
وإذا كانت الدول الغنية "تنكر" عملية سياسية في بلد ما، فإنها ببساطة تنظمون حملة إعلامية، وتطالب حلفاء، ويحاولون عزل تلك الممارسة لأنها "تتحدى" النماذج التي ينبغي استخدامها.
وفي مقر المنظمة الدولية في نيويورك، استمعت قاعة الجمعية العامة بالدهشة اذ هدد الرئيس الاميركي دونالد ترامب بتدمير كوريا الشمالية وفرض المزيد من العقوبات على فنزويلا وتجاهل الاتفاق النووي مع ايران.
ويواصل حلف شمال الأطلسي أعماله الحربية، وكما قال زوير الخارجية الكوبي، فإن الدول الأعضاء في هذه المنظمة تنتهك القانون الدولي والسلام والأمن من خلال تشجيع التدخلات العسكرية والصراعات غير التقليدية ضد البلدان ذات السيادة.
وفي أوقات التهديدات والانتهاكت الصارخة دون عقاب، يقوم رئيس دولة بنشر مفاهيم بدائية مثل "الدول المارقة"، ويدافع عن انتقادات الحمائية التجارية ويأمر بطرد المهاجرين وبناء الجدران على الحدود. وكثيرون يشعرون بقلق بالغ إزاء لغة اللاعقلانية التي تحل محل الدبلوماسية.
وعلى الرغم من أن دونالد ترامب ينظر الى الأمم المتحدة وتحديدا الجمعية العامة، وهي الهيئة الأكثر تمثيلا وديمقراطية، كمنظمة لا علاقة لها بطموحات الهيمنة العالمية للإمبراطورية، سيكون هناك وعلى وجه التحديد في نيويورك، الاول من نوفمبر المقبل، هزيمة دبلوماسية وسياسية أخرى لحكومة الولايات المتحدة من خلال التصويت ضد الحصارالذي تفرضه واشنطن على كوبا منذ اكثر من نصف قرن من الزمن.
ومسبقا لما سيحدث فى الامم المتحدة الاول من نوفمبر المقبل، فقد اتضح في الخطابات التى القاها عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات ووزراء خارجية من جميع القارات الخمس في الدورة رفيعة المستوى للجمعية العامة فى نيويورك، والذين ادانوا الحصار الاجرامى اليانكي الغير عقلانى وغير عادل والذي يعتبر انتهاك صارخا لحقوق الإنسان.
وحذر وزير الخارجية الكوبى برونو رودريجيز من ان محاولة استخدام التهديد العسكرى والقوة العسكرية لوقف الاتجاه الذى لا رجعة فيه نحو التعددية سوف تخلق خطرا كبيراعلى السلام والامن الدوليين، وقال انه يجب الدفاع عن السلام في العالم من خلال التعبئة الدولية.
ويجب على التنديدات التي تم سمعها في الأمم المتحدة ضد الجهود الأحادية الجانب للدول العظمى، ان تشجع حركة عالمية من التنافر التي تدعو بدورها إلى حماية وتعزيز تعددية الأطراف.