دمرت الحكومة الامريكية الحالية العلاقات مع كوبا من خلال طرد 15 دبلوماسيا كوبيا من سفارة الجزيرة الكاريبية فى واشنطن، وذلك كرد مزعوم على تراجع ممثليها في هافانا.
فالحجة تفتقر الى الوزن، فلا مبرر لها كما و لا اساس لها، حيث قررت حكومة الرئيس الامريكي دونالد ترامب منذ توليه منصب الرئاسة بقلب العلاقات الثنائية مع كوبا، من خلال تعزيز الحصار المفروض منذ اكثر من 55 عاما، والاعمال العدائية والعدوانية ضد هافانا.
وقد القى الرئيس الامريكي خطابات في مدينة ميامي التي يعيش فيها اليمين المتطرف المعادي لكوبا وفي منظمة الامم المتحدة، حيث هدد بتدمير العلاقات مع كوبا.
وقال رئيس دبلوماسية كوبا في مؤتمر صحفي في هافانا وبعبارات واضحة جدا ، إن واشنطن لم تقدم معلومات كافية للتحقيق في هذه المسألة، ولا أساس له من الصحة وغير مقبول، وكذا الذريعة التي استخدمت لتبرير هذا القرار بأن الحكومة الكوبية لم تتخذ التدابير المناسبة لمنع الهجمات ضد الدبلوماسيين الأمريكيين.
واكدت وزارة الخارجية الكوبية إن قرار واشنطن بتقليص عدد موظفي السفارة الأمريكية فى هافانا من شأنه أن يؤثر على العلاقات الثنائية، وان القرار الذي أعلنته وزارة الخارجية الأمريكية، متسرع، وسيكون له تأثير على العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة في مجال القضايا ذات الاهتمام المشترك.
كما اكدت أن حكومة كوبا لا تتحمل أية مسؤولية عن الأفعال المزعومة وتؤدي على نحو جاد وصارم التزاماتها بموجب اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 فيما يتعلق بحماية سلامة الموظفين الدبلوماسيين المعتمدين في البلد وأسرهم، دون استثناء.
ومن الواضح أن تأكيد الحكومة الامريكية غير مستدام ومتناقض لأنه على الرغم من أن وزارة خارجية واشنطن تعترف بأنها لا تعرف سبب "الهجمات الصوتية" المزعومة على الدبلوماسيين والأقارب، فإنها تقوم بعمل غير ودي يسترشد سياسيا ضد كوبا.
القرارات المتسرعة للإدارة الامريكية الحالية، والتي تشمل رحيل 60 في المائة من دبلوماسييها في هافانا، تستجيب بشكل مشبوه لخطط السيناتور ماركو روبيو الوسواس، الذي يلمح إلى أصل كوبي منتشر، ولكنه يصنع سباقا يغرق البلد الكاريبي.
وفى احد اعماله العامة حول كوبا، حث الجمهوري وزارة الخارجية الامريكية على طرد نفس عدد الكوبيين من السفارة فى واشنطن.
ان ترامب وتيلرسون وروبيو وآخرون وراء المناورات للديناميت العلاقات الثنائية هي المسؤولة عن المضايقات التي خلقت للقاء بين أسر الكوبيين الذين يعيشون في الولايات المتحدة والاقارب في كوبا.
وكان الاحتجاج النشط من كوبا، الذي اعلن عنه وزير الخارجية برونو رودريغيز، استجابة حسنة التوقيت للقرارات المشينة التي اتخذتها حكومة الولايات المتحدة.
ويجب على الرأي العام الدولي أن يحيط علما بشكوى كوبا بأن الحكومة الأمريكية لم تقدم معلومات كافية للمضي قدما في التحقيقات التي أجريت مع الاحتراف حول الاضطرابات السمعية المزعومة.