في خطوة تمثل استخفافا بالقانون الدولي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره المشؤوم اعتبار القدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي وقرر نقل سفارة بلاده إليها ضمن مخططه لتصفية القضية الفلسطينية.
القرار الأمريكي جاء ليؤكد انحياز واشنطن الكامل إلى جانب كيان الاحتلال الإسرائيلي على حساب الحقوق الفلسطينية وذلك على خطا الإدارات الأمريكية السابقة التي حاولت منذ أكثر من عشرين عاما تنفيذ هذا المخطط العدواني حيث كان الكونغرس أقر عام 1995 قانونا ينص على الاعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال ونقل السفارة الأمريكية إليها.
قرار ترامب جوبه بصمود ورفض فلسطيني وانطلقت مسيرات حاشدة في مختلف المدن والبلدات الفلسطينية المحتلة رفضاً للقرار قمعها الاحتلال بالرصاص ما أسفر عن استشهاد وإصابة مئات الفلسطينيين كما أثار القرار ردود فعل دولية واسعة أكدت في مجملها أنه انتهاك للقانون الدولي والقرارات الدولية محذرة من عواقبه الخطيرة.
أن هذا القرار المشؤوم لم يغير من واقع مدينة القدس باعتبارها مدينة محتلة حيث إن واشنطن كانت تحاول عبر هذه الخطوة دفع عدد من الدول إلى نقل سفاراتها إلى القدس المحتلة عبر ممارسة مختلف الضغوط عليها لكنها فشلت في ذلك وأعلنت دولتان فقط من أصل 193 دولة هما غواتيمالا وباراغواي نقل سفارتيهما إلى القدس.
أن إدارة ترامب فشلت وباتت واشنطن معزولة بسبب سياستها تجاه المنطقة بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني أفشل القرارات الأمريكية والإسرائيلية، وهذا كله بفضل تضحيات الشعب الفلسطيني الذي يرفض سياسة الإملاءات وشطب حقه في العودة وإقامة دولته المستقلة.
ي أن ترامب فشل أيضا في تصفية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” فرغم قراره وقف مساهمة بلاده المالية في الوكالة إلا أن الأونروا تجاوزت الأزمة المالية بفضل دعم دول العالم لها في إشارة إلى رفضها مخططات واشنطن والاحتلال لتصفية الأونروا.
أن الصمود الفلسطيني والانتفاضة العارمة التي انطلقت في الأراضي الفلسطينية المحتلة عقب القرار الأمريكي المشؤوم أفشلت مخطط واشنطن لتصفية قضيته فالشعب الفلسطيني متمسك بحقوقه المشروعة ولن يفرط بها.
أن واشنطن مارست كل الضغوط على دول العالم من أجل أن تحذو حذوها في تصفية القضية الفلسطينية وعلى رأسها القدس وحق العودة إلا أنها فشلت مشددا على أن الشعب الفلسطيني سيواصل انتفاضته وصموده وثباته بتمسكه بحقوقه وسيهزم القرارات الأمريكية المعادية له والداعمة للاحتلال.
الدبلوماسية الفلسطينية نجحت في فضح الموقف الأمريكي الذي يمثل انتهاكا لكل الأعراف والقوانين الدولية ويعد تعدياً سافراً على حقوق الشعب الفلسطيني مؤكداً أن تضحيات الشعب الفلسطيني وصموده مثلت صفعة للاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية.
أن التصويت الذي جرى في مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح الحقوق الفلسطينية مثل انتكاسة للموقف الأمريكي الذي بات معزولاً وخاصة أن كل أعضاء مجلس الأمن صوتوا لجانب المشروع الفلسطيني الذي يتعلق بالقدس باعتبارها أرضاً محتلة باستثناء واشنطن التي تستخدم على الدوام “الفيتو” لإجهاض أي مشروع قرار يدين الاحتلال ومارست الابتزاز ضد الدول التي صوتت في الأمم المتحدة إلى جانب الحقوق الفلسطينية.
ويؤكد الشعب الفلسطيني يوميا أنه سيواصل الصمود والتشبث بأرضه والنضال من أجل حقوقه المشروعة وسينتصر الحق الفلسطيني لأنه لا توجد قوة في العالم تستطيع شطب هذه الحقوق