إن الحصار الأمريكي المفروض على كوبا منذ ما يقرب عن 60 عاما تقريبا وإحدى الأدوات المفضلة لحكومة دونالد ترامب، (قانون هيلمز – بيرتون)، يروق للعقوبات والمضايقات والقيود وكذلك خلق القلق لتغيير الحياة في هذا البلد الكاريبي العظيم، بلد الحرية.
ومع الذرائع السخيفة، جمعت الفرقة العدوانية والعقائدية مع السياسة الخارجية لإدارة دونالد ترامب (جون بولتون ومايك بينس وماركو روبيو ومايك بومبيو)، مجموعة من التدابير الضارة ضد أكثر من أحد عشر مليون مواطن كوبي وأجانب يعيشون في هذا البلد الواقع في البحر الكاريبي.
ومن بين هذه الممارسات الشائنة والوقحة التطبيق الكامل للباب الثالث من قانون هيلمز -بيرتون الذي يعتبر عدوان ضد السكان الكوبيين والمستثمرين الأجانب، وذلك لأنه يوجه دعاوى قضائية ضد رجال الأعمال الذين يضعون رؤوس أموالهم في العقارات المؤممة من قبل الثورة الكوبية المنتصرة الأول من يناير 1959.
فإن عرض أو عدم وجود تلك المطالبات أمام المحاكم الأمريكية يولد مناخًا من الحيرة بين رجال الأعمال، فالبعض منهم قرروا انتظار مسيرة الأحداث قبل أن ينجزوا على الفور مشاريع مع هافانا.
وأعمال وقحة أيضا لمحاولة تدمير الاقتصاد الكوبي، زيادة القيود المفروضة على سفر الأميركيين الى هافانا، والتي تطبق بطرق مختلفة، بما في ذلك وقف جداول الرحلات البحرية الأمريكية، لإغلاق مصادر الدخل للدولة الكوبية.
كما تحرم السكان وخاصة العمال من القطاع الخاص الذين تقول واشنطن إنها تدافع عن تمكينهم.
وهناك مورد لعدم الأمان هو أيضًا وقف منح التأشيرات في السفارة الأمريكية في هافانا.
وهذه الخطوة أحبطت آمال الكوبيين في الداخل والمقيمون في الولايات المتحدة، لأن الأسر لديها الآن المزيد من الصعوبات لان يلتقوا.
وأضيف إلى ما سبق أنه عندما يحصل الكوبي على تأشيرة للوصول إلى الولايات المتحدة، فان هذه التأشيرة تصلح فقط للحصول على الدخول لمرة واحدة الى الأراضي الامريكية بدلاً من تلك التي سمحت بها سابقًا والتي كانت لمدة خمس سنوات.
ويضاف إلى ما سبق أيضا، انخفاض الاتصالات بين المسؤولين الرسميين في هافانا وواشنطن لمعالجة علاقة متوترة تاريخياً بين البلدين.
ومؤخرا، أدرجت الولايات المتحدة كوبا في لائحتها السوداء للدول التي "لا تبذل جهودا كافية لمكافحة الاتجار بالبشر"، بحيث أدانت الحكومة الكوبية هذا القرار، معتبرة انه غير أخلاقي وباطل.
فالهدف من هذه العقوبات، خلق مزيج من الجليل وغير المحدود "لما سيأتي"، مع تأثير مدمر على الاقتصاد الكوبي.
وهذا هو الهدف الأساسي وليس التراجع عن العلاقة الوثيقة بين كوبا وفنزويلا، كما تطالبه الحكومة الامريكية، ويسعى فريق جون بولتون ومايك بينس وماركو روبيو ومايك بومبيو عن البحث عن تبرير جديد لحصارهم ضد كوبا. إنهم لا يريدون دولة ذات سيادة تقع جنوب سواحل الولايات المتحدة لأنها، كما يقولون، مثال غير رائع بالنسبة لسياسة هيمنة الامبراطورية.