دعا البرلمان الاسرائيلي إلى انتخابات جديدة في 2 مارس 2020، وهي الثالثة التي ستُعقد في أقل من عام في محاولة لكسر عقدة غورديان التي تبقي النظام الصهيوني مشلولا، وغير قادر على تشكيل حكومة جديدة بسبب الاستقطاب وتفتيت الاحزاب السياسية.
وقد أظهرت الانتخابات السابقة، التي عقدت في أبريل وسبتمبر من هذا عام 2019، انه ليس لدى الاحزاب الاسرائيلية القدرة على تحريك الناخبين لصالحهم والوصول إلى الأغلبية التي تسمح لهم بتنظيم السلطة التنفيذية.
وبسبب النتائج السيئة في صناديق الاقتراع، لم يكن من الممكن أيضًا الاتفاق على ائتلاف يصل إلى 61 مقعدًا ضروريًا للانتصار في البرلمان الذي يتكون من 120 نائبًا.
وكان مستحيلاً الالتزام بين بنيامين نتنياهو، من الليكود اليميني المتطرف، وبيني جانتز، وهو أيضا ينتمي لحزب يميني، لكنه لأن أياً منهما لا يريد أن يكون في المرتبة الثانية.
وخلال الأزمة السياسية هذه، عمل نتنياهو كرئيس للوزراء بالنيابة، والذي يأتي لصالحه لأنه يحافظ على حصانة من التهم ضده بالرشوة والاحتيال وإساءة استخدام السلطة.
وفي الواقع، يتمثل أحد العوامل لهذه الازمة إنه اتضح وبشكل متزايد بأن رئيس الحكومة مذنب بالفساد خلال العقد الماضي.
وأصبح البقاء لأطول فترة ممكنة لتولي السلطة، استراتيجية الزعيم الصهيوني لتفادي المحاكمة، الأمر الذي قد يؤدي إلى عقوبة بالسجن لمدة عشر سنوات. وهذا هو السبب في أنه لن يقبل أبداً صيغة ائتلاف لم يكن فيها في منصب كرئيس الوزراء ويفضل التكرار العشوائي للأصوات، على الرغم من التكلفة السياسية والاقتصادية للبلد.
وكلفت الانتخابات الاسرائيلية المحبطة في شهري أبريل وسبتمبر حوالي 250 مليون يورو، وهي فاتورة ستزداد في مارس. ومع ذلك، فإن الشلل السياسي يحمل أعباء ثقيلة على الشركات، والتي تقدر بنحو أربعة مليارات يورو.
وستبدأ الحملة الانتخابية قريبًا، والتي، كما هو الحال دائمًا، ستحمل السكان الفلسطينيين كعملة لأن كل من نتنياهو وجانتز سيحاولان كسب المستوطنات المحتلة في الضفة الغربية من خلال تقديم مستوطنات جديدة وإضفاء الشرعية على المستوطنات القائمة، وكذلك تطبيق أعمال عسكرية أكثر وحشية ضد قطاع غزة.
وسيسعى نتنياهو أيضاً إلى أن يقوم رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، بمباركته لإبرام اتفاقية ضد جمهورية إيران الاسلامية، لاستخدامها في الدعاية في هذه الانتخابات.
وستكون نهاية العام الحالي 2019 وبداية العام المقبل 2020 معاناة أكثر للفلسطينيين، وكذلك منطقة الشرق الاوسط، الذين وقعوا في لعبة سياسية مروعة حيث يوجد مرشحون على استعداد للفوز بالأصوات على حساب آلام الآخرين، في نظام قائم على العنصرية والتمييز والكراهية.