مع وجود أكثر من 29 مليون حالة إيجابية لجائحة كوفيد-19، يلاحظ العالم الخطر الكبير على جميع الدول بسبب هذا الوباء، وهي حقيقة بيانية كافية للبحث عن التنسيق، على النحو الذي أوصت به الأمم المتحدة، حيث ان كوبا تتفق مع وجهة النظر هذه.

ورحبت كوبا بالقرار الذي وافقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرًا للتأكيد على أهمية الاستجابة الشاملة والمشتركة للوباء، الذي تجاوز عدد الوفيات 925 ألف شخص. وفي نفس الوقت قامت البعثة الكوبية نيابة عن 20 وفدا آخر تعديلا على الوثيقة لتعزيزها، ودعت إلى وقف الأحكام القسرية الأحادية التي تتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة.

وعلى الرغم من أن اسم الولايات المتحدة لم يكن مختومًا باللونين الأبيض والأسود، إلا أن الإشارة كانت ضمنية، حيث تتعرض أكثر من ثلاثين دولة لضغوط من قبل واشنطن، حيث تشكل العقوبات الأمريكية أعمال جنائية في أوقات الوباء الخطير لأنها تزيد من ندم الأمم.

وتتطلب تقلبات فيروس كورونا المستجد من المجتمع الدولي التصرف بشكل متماسك، من أجل تجنب انهيار التقدم المتواضع في تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030.

وليس من الجدير بالثناء، كما استنكر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن الدول اتبعت استراتيجيات مختلفة وحتى متناقضة في مواجهة هذا المرض. كما حذرت الأمم المتحدة في الأشهر السابقة من ضرورة تذكر أن الصحة ليست رفاهية، بل ضرورة، واستثمارًا في رفاهية الجميع.

ويتم تحقيق هذا المبدأ في كوبا، حيث ان معدل انتشار الوباء أقل من الأرقام الحرجة المبلغ عنها في عشرات الدول، حتى المتقدمة منها.

ومنذ ما قبل ظهور الوباء لأول مرة، في أكبر جزر الأنتيل، قامت السلطات الكوبية بضخ الموارد البشرية والمادية في متناول الجميع لمواجهة هذه الجائحة. وهذه هي الطريقة التي يستمر بها خلال تفشي الفيروس من جديد، التي تتعرض البنية التحتية الصحية في وجهها للتوتر، ولكنها لم تنهار.

وبناءً على تجارب كوبا الخاصة وما شوهد في جميع أنحاء العالم، لا يوجد شيء أكثر ملاءمة لبعض الدول للتخلي عن المواقف الأحادية والأنانية، اعتمادًا على المجموعة التي يمثلها الكوكب.

وتسير كوبا في هذا الاتجاه بإرسال موظفين صحيين إلى ما يقرب من 40 دولة، حيث يكافحون بشجاعة ومهارة ضد العدو القاتل.