تسعى الأهداف المحددة في خطة التنمية المستدامة لعام 2030 إلى تعزيز رفاهية الجميع وحصولهم على حقوق الإنسان الأساسية، دون أي نوع من الاستبعاد. ولكن وكما حذرت كوبا جيدًا، لا يزال هناك الكثير مما يجب فعله، لأن العالم يشهد موجة مقلقة من العنصرية والتمييز وكراهية الأجانب.
وفي الجلسة الافتراضية الخاصة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، أكد وزير العلاقات الخارجية الكوبي برونو رودريغيز، ان فيروس كورونا المستجد قد كشف بشكل أكبر عن النظام الاقتصادي الدولي غير العادل الذي جعل الفقراء أو المنحدرين من أصل أفريقي أو المهاجرين على مدى عقود هدفا لجميع أنواع التمييز.
وأدى الانتصار الثوري في يناير 1959 إلى تحول عميق في المجتمع، ومنذ تلك اللحظة فصاعدًا، وجدت النساء والسود والأشخاص المتواضعون فرصًا متعددة تنفتح لتطورهم. ومع ذلك، وكما اعترفت السلطات الكوبية، فإن هذه الظاهرة معقدة للغاية لأنها مرتبطة بأنماط اجتماعية وثقافية، ولهذا السبب، وعلى الرغم من عدم وجودها على المستوى السياسي والمؤسسي، لا تزال مظاهر العنصرية والتمييز قائمة في المجتمع.
وقد صرح القائد التاريخي للثورة الكوبية فيدل كاسترو منذ شهر مارس 1959: "نحن شعب فيه رجال من كل الألوان ولا لون، نحن شعب مكون من مكونات عرقية مختلفة، كيف سنرتكب غباء وعبثية لإيواء فيروس التمييز؟
وتنص المادة 42 للدستور الكوبي على أن جميع الأشخاص متساوون أمام القانون ويتمتعون بنفس الحماية والمعاملة من قبل السلطات. ويتمتع الشعب بنفس الحقوق والحريات والفرص، دون أي تمييز على أساس الجنس أو التوجه الجنسي أو الهوية الجنسية أو العمر أو الأصل العرقي أو لون البشرة أو المعتقد الديني أو الإعاقة أو الأصل القومي أو الإقليمي.
وأضافت كوبا البرامج الاجتماعية لصالح الجميع في نوفمبر 2019 الخطة الوطنية لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري التي أقرها مجلس الوزراء. وتضمن الخطط والأهداف والمهام في كل مجال اقتصادي واجتماعي، وفي كل إقليم وبلدية، التي ينتمي اليها 18 وكالة حكومية وعدد مماثل من منظمات المجتمع المدني. وتقوم في تنقيذ هذا البرنامج بشكل مباشر، وزارات الثقافة ووزارة العلاقات الخارجية ووزارة العلوم والتكنولوجيا والبيئة، وكذلك اتحاد الكتاب والفنانين الكوبيين.
ولهذه الخطة سوابق في إنشاء لجنة "أبونتي" في عام 2009، وهي مجموعة عمل دائمة لاتحاد الكتاب والفنانين الكوبيين لمكافحة التمييز العنصري وإنقاذ الجذور الأفريقية لكوبا. وأعطت هذه الهيئة بعدًا جديدًا للنشاط ودراسة الظاهرة، مما ساهم في ترسيخ استراتيجية الدولة في مواجهة هذا التأخر من الماضي.
أن الالتزام والمثابرة والإجراءات الملموسة هي ما يميز إجراءات كوبا ضد أي نوع من التمييز الذي لا يتوافق مع مبادئ الثورة.