بدأ عام 2021، والذي كان لا يزال في خضم جائحة كوفيد-19، بداية قوية، كما في أبريل والأشهر السابقة، كانت نشطة أيضا من حيث كانت هناك أعمال تضامنية في جميع أنحاء العالم ضد الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا، والذي سيرافقه أيضًا وفي نطاق واسع في شهر مايو المجتمع الدولي في كفاحه من أجل إنهاء سياسة الإبادة الجماعية هذه.
وكان الشهر الماضي في أوروبا والولايات المتحدة، قد اكتسب رفضا كبيرا للحصار الذي عفا عليه الزمن والمنتمي لسياسة فاشلة، الذي تبنته الإدارات الأمريكية المختلفة والذي فشل في جعل سكان كوبا خاضعين للإملاءات لهذه الحكومات المتتالية.
وتدعم أكثر من مائة منظمة وجمعية ووسائل إعلام أوروبية الحملة لصالح كوبا التي انطلقت في هذه القارة والتي امتدت حتى هذا الشهر، للمطالبة برفع الحصار الاقتصادي المفروض منذ ما يقرب عن 60 عاما.
وكانت القافلة في نهاية أبريل ضخمة جدا، والتي انضم إليها الآف من أصدقاء من جميع أنحاء العالم وحركات التضامن، حيث استخدموا السيارات والدراجات النارية والمشي قدما والاعتصامات أمام سفارات الولايات المتحدة.
وقد بدأ شهر مايو بوتيرة جيدة، حيث كان يوم العمال العالمي مناسبة في كثير من أنحاء العالم للرفض للحصار والسياسة العدائية والعدوانية هذه التي تسببت خلال ستة عقود تقريبًا في أضرار تقدر بـ 144 مليار و413 مليون دولار، وفقًا لآخر تقرير أصدرته كوبا في أكتوبر من العام الماضي.
كما عُقد المنتدى الدولي للتضامن مع كوبا بشكل افتراضي بسبب فيروس كورونا، وشارك فيه أصدقاء من مختلف دول العالم وتم التنديد مرة أخرى بطبيعة الإبادة الجماعية للحصار الذي يؤثر على المجالات الأساسية مثل الصحة والتعليم.
كما بعثة 16 كنيسة ومنظمة دينية وإنسانية أمريكية رسالة إلى الحكومة الأمريكية الجديدة، طلبت فيها رفع العقوبات التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي لا تزال سارية، والتي تضر بالكوبيين وعائلاتهم.
وطبق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في فترة ولايته التي استمرت أربع سنوات، أكثر من 200 إجراء ضد كوبا، بل إنه كثف سياسته العدائية والعدوانية في خضم جائحة كوفيد-19، مما جعل من الصعب مواجهة هذا الوباء.
وبدأ منتدى ساو باولو الآن حملة بعنوان "الحصار لا، التضامن نعم، أمريكا من أجل الحياة"، للتنديد بالطبيعة التي تتجاوز الحدود الإقليمية وانتهاك القانون الدولي الذي يشكل تطبيق الحصار على الجزيرة الكاريبية والعقوبات ضد دول أخرى في المنطقة مثل فنزويلا ونيكاراغوا.
ووفقا لبيان منتدى ساو باولو، فأن الحصار الاقتصادي في هذا الوقت من الطوارئ الصحية بسبب فيروس كورونا المستجد، ليس جريمة حرب فحسب، بل جريمة ضد الإنسانية.
وسيعمل المنتدى، الذي يضم أحزابًا وحركات سياسية تقدمية من أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، على تطوير الحملة حتى 23 يونيو، وهو التاريخ الذي سيتم فيه تقديم مشروع القرار الكوبي ضد السياسة الإجرامية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للنظر فيه.
ولكن لا يزال هناك أكثر من شهر بقليل قبل تلك اللحظة الحاسمة، وفي غضون ذلك، لا يكتفي العالم بتوضيح رفضه لحصار الولايات المتحدة، حيث وقد تم الإعلان بالفعل عن قافلة جديدة الثلاثين من الشهر الجاري، لأنه كما أكد الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل، أصبح الاحتجاج العالمي ضد الحصار موجة لا يمكن وقفها.