Foto: Venezolana de Televisión.
منعت المحكمة العليا في المملكة المتحدة الحكومة الشرعية في فنزويلا، برئاسة الرئيس نيكولاس مادورو، من الوصول إلى احتياطيات الذهب المودعة في لندن، وهو عمل وصفه البعض بأنه غير عادي، لكنه في الواقع يشكل مثالًا مبتذلاً للقرصنة.
وكما لو أن معظم العالم لا يزال يعيش تحت حكم التاج البريطاني، جادلت القاضية سارة كوكريل بأن بلادها لا تعترف بالسلطة التنفيذية في فنزويلا، وبالتالي لا تلتزم بقرارات مجلس إدارة البنك المركزي الفنزويلي.
ويتعلق الأمر بحوالي 31 طنا من الذهب تقدر قيمتها بنحو 1.9 مليار دولار، مودعة في خزائن بنك إنجلترا، لكنها تخص جمهورية فنزويلا البوليفاري التي منعوها منذ عام 2019 من استخدامها لتطوير اقتصادها.
ووفقًا للسيدة كوكريل، فإن الرئيس الفنزويلي هو دمية خوان غوايدو، مما يدل على جهلها المطلق بالقانون، أو عدم احترامها التام للنظام القانوني للدول الأخرى.
دعونا نتذكر أن خوان غوايدو لم ينتخب من قبل أي شخص، ولم يصوت أحد على الإطلاق لصالحه، ولا حتى مجلس إدارة الكونغرس عينه حاكماً، وأطلق نفسه رئيسًا مؤقتًا وأعترفت به الولايات المتحدة على الفور وأجبرت حلفاءها وخدمها، بما في ذلك المملكة المتحدة، على قبوله على هذا النحو.
وليس من الغريب أنهم في لندن يتبنون هذا السلوك، وخاصة إذا تذكرنا بعض تقاليدهم، ومن بينها القرصنة التي تم تشريعها لأول مرة في الكوكب بأسره في عهد هنري الثامن، في فجر القرن السادس عشر، ثم ارتقت إلى مؤسسة من قبل إليزابيث الأولى.
وعند البحث بعناية، يمكنك العثور على المعالم التي نشأت هناك كما لو كانت أبطالًا قوميين لقرصنة قاسيين لا يرحمون، مثل فرانسيس دريك، الذي تم ترقيته إلى فئة "سير" بسبب "مساهماته" في للمملكة.
ومجرم آخر من هذا النوع، جون هوكينز، تم تكريمه ومعاملته على أنه تاجر بارز بعد تدمير السواحل الأفريقية، وصيد سكانها كالحيوانات وبيعهم كعبيد في جميع أنحاء دول البحر الكاريبي.
وسيكون من الجيد أن تدرك العديد من الحكومات هذا التاريخ، وتقرأ وتستوعب دروسه وأخذها في الاعتبار عند اتخاذ القرارات.
ولم تتغير عقلية القرصان البريطاني، نتذكر جزر فوكلاند الارجنتينية المحتلة وطالبي اللجوء الذين تم إرسالهم إلى رواندا مثل الماشية، إذا كانوا قراصنة مرة، فلا عجب أنهم قراصنة إلى الأبد.