يبرز في رسائل التضامن مع كوبا من أجل الوضع الذي نشأ في مدينة ماتانزاس، نتيجة الحريق الهائل في قاعدة الناقلات العملاقة للنفط، مطلب قديم: إنهاء الحصار الأمريكي ضد الشعب الكوبي.
وأكدت المنظمات ومجموعات الصداقة والشخصيات أن الوقت قد حان لرفع الحصار الاقتصادي والتي أكدت أيضا أنه يتسبب في أضرار إنسانية خطيرة لسكان الجزيرة الكاريبية، كما أشارت الى انه حتى في خضم حالة الطوارئ الصحية العالمية بسبب جائحة كوفيد-19، شددت حكومة الرئيس آنذاك دونالد ترامب الحصار الاقتصادي ، مما زاد من إعاقة الحصول على الإمدادات لمواجهة الفيروس، مما قد يحدث فرقًا بين الحياة والموت.
والواقع أن أكثر من 200 إجراء قسري فرضها إدارة دونالد ترامب وسارية حاليا، وعلى الرغم من أن الإدارة الحالية للرئيس جو بايدن تبنت بعض البنود، التي وصفتها السلطات الكوبية بالإيجابية، إلا أنها لا تزال غير كافية، حيث لا زال الحصار مستمر.
وفي هذا الصدد، أدلت جمعية الصداقة الأسترالية الكوبية ببيان في الساعات الأخيرة اعترفت فيه بالعرض الذي قدمته الولايات المتحدة لتقديم المساعدة التقنية في حالة وقوع الحريق الذي وقع في محافظة ماتانزاس، لكنها كررت طلبها وضع حد للسياسة العدائية والعدوانية، التي شكلت لمدة ستة عقود عقبة أمام التنمية الاجتماعية والاقتصادية لكوبا.
وفي الولايات المتحدة نفسها، حيث كان هناك عدد لا يحصى من عبارات التشجيع والرغبة في المساعدة، طلب المثقفون والسياسيون والفنانون وشخصيات أخرى من بايدن إنهاء الإجراءات القسرية ضد الكوبيين ، الذين واجهوا هذه الأيام وضعا صعبا ومؤلما.
وشدد الموقعون في رسالة على أنه "على الرغم من عبارات التعازي وعرض المشورة الفنية، فإن حكومة الولايات المتحدة لم تفعل سوى القليل لمساعدة شعب كوبا في وقت أشد الحاجة إليه".
كما شددت الرسالة على أنه من الضروري رفع جميع العقوبات التي تمنع كوبا، بشكل مباشر أو غير مباشر، من تلقي المساعدات الطبية والإنسانية والبيئية والمساعدات المالية وغيرها من المنظمات الأمريكية والدول الأخرى.
الحقيقة هي أن رفع الحصار الأمريكي الاجرامي هو مطلب إجماعي للمجتمع الدولي، فعاما بعد عام منذ 1992، عارضت الجمعية العامة للأمم المتحدة الإجراء الأحادي الذي ولد بموجبه أكثر من 70 بالمائة من السكان الكوبيين.
وتضررت الصحة والبحث العلمي والتعليم والغذاء وبشدة من جراء الحصار الاقتصادي الذي تسبب خلال ستين عاما في خسائر فاقت 147 مليار و 853 مليون دولار.
ولطالما رافق العالم كوبا في كفاحها من أجل رفع الحصار الإجرامي الاقتصادي والتجاري والمالي الذي تفرضه الولايات المتحدة، وهو الآن يدعو بقوة إلى إنهائه حتى لا تكتفي كوبا بتخصيص الموارد اللازمة للتعافي من جراء الحدث المؤسف في محافظة ماتانزاس، ولكن للمضي قدمًا في مشروع حياتها.