اكد وزير العلاقات الخارجية الكوبي برونو رودريغيز مجددا في واشنطن، عن القرار السياسي لبلاده للتقدم نحو تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة المبنية على أساس الاحترام المشترك والمساواة في السيادة من اجل التعايش الحضاري.
وأشار رئيس دبلوماسية الجزيرة الكاريبية في مراسم افتتاح سفارة بلاده في واشنطن انه ومع تطبيع العلاقات الدبلوماسية وافتتاح السفارات، تنتهي مرحلة أولى من الحوار الثنائي وفتح خطوة نحو العملية الطويلة والمعقدة لاستئناف العلاقات الثنائية.
و يرفرف العلم الكوبي ولأول مرة في سفارة جمهورية كوبا في الولايات المتحدة بعد 54 عاما من انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وجرى صباح الاثنين ال 20 من يوليو/تموز 2015 مراسم رفع العلم الكوبي وبمشاركة 500 مدعو، بالإضافة إلى مئات من الصحفيين والنشطاء والمارة في الشوارع المجاورة لمبنى سفارة هافانا في واشنطن.
وترأس هذا النشاط وزير العلاقات الخارجية الكوبي وبمرافقة وفد من الحكومة الأمريكية برئاسة روبيتا جاكبسون نائبة وزير الخارجية للشئون النصف الغربي من الكرة الأرضية.
وقال برونو رودريغيز، أن التحديات كبيرة لانه لم تكن هناك علاقات طبيعية أبدا بين الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية وكوبا على الرغم من قرن ونصف القرن من علاقات مكثفة وغنية بين الشعوب، وسلط الضوء على ان هذه العلاقات سوف تساهم في السلام والتنمية والمساواة والاستقرار في القارة.
وأصر وزير العلاقات الخارجية الكوبي برونو رودريغيز على أن الرفع الكامل للحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة ضد بلاده منذ اكثر من نصف قرن من الزمن، هو ضروري للمضي قدما في العملية نحو تطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين.
واكد رئيس دبلوماسية كوبا في النشاط الرسمي الذي جرى في واشنطن لافتتاح السفارة الكوبية والاجتماع الذي عقده مع نظيره الأمريكي جون كيرري، حول اهتمام هافانا في استئناف العلاقات الثنائية بطريقة حضارية اعتبارا من الحوار البناء القائم على الاحترام ودون التدخل بالشئون الداخلية.
واعترف وزير خارجية كوبا أيضا بالمطالبة من قبل الرئيس الأمريكي باراك اوباما للكونغرس برفع الحصار ضد كوبا واعتماد تدابير تعديلية لبعض الجوانب من هذه السياسة، لكنه اعتبر أن الرئيس الأمريكي يمكنه إن يستمر في تنفيذ الصلاحيات التنفيذية لأسقاط هذا الحصار.
واكد مجددا انه أمر حيوي في تطبيع العلاقات بين البلدين، حل مسائل مثل القضاء على الحصار وتعويض الشعب الكوبي عن الأضرار وإعادة الأراضي التي تحتلها الولايات المتحدة في قاعدة غوانتانمو البحرية.
من جانه اعلن وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيرري انه سوف يسافر إلى كوبا ال 14 من أغسطس/آب المقبل للمشاركة في افتتاح سفارة بلاده في هافانا، واكد على التزام الولايات المتحدة مع كوبا للعمل مع المساواة والاحترام للتقدم في تطبيع العلاقات، لكنه أصر على أنها ستكون عملية طويلة ومعقدة، الأمر الذي يتطلب أرادة البلدين.
ووصف الوزير الأمريكي محادثاته مع نظيره الكوبي بالبناءة، مشيرا إلى أن الطرفين بحثا العلاقات الثنائية بين البلدين، إلى جانب القضايا المتعلقة بالأجندة الإقليمية.
وقال كيري إن قرار الولايات المتحدة وكوبا إعادة فتح سفارتيهما في الولايات المتحدة وكوبا، وزيارة وزير الخارجية الكوبي إلى واشنطن تسمح للبلدين بعمل خطوة تاريخية باتجاه صحيح. وذكر الوزير الأمريكي أن إعادة العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وهافانا لا تعني زوال الخلافات العالقة حتى الآن بين رئيسي البلدين.
ورفع العلم الكوبي في السفارة الكوبية بواشنطن مع الاستئناف التاريخي للعلاقات الدبلوماسية بين هافانا وواشنطن بعد أكثر من نصف قرن من القطيعة بين البلدين.
وبذلك تكون كوبا قد استعادت وضع السفارة لأول مرة بعد قطع العلاقات بين البلدين في عام 1961.
وفي وقت سابق رفع العلم الكوبي على مبنى وزارة الخارجية الأمريكية، وأضيف العلم الكوبي الأحمر والأبيض والأزرق إلى أعلام الدول الأخرى المرفوعة عند مدخل المبنى في العاصمة الأمريكية واشنطن.
واستقبل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري نظيره الكوبي برونو رودريغيز في مقر الخارجية الأمريكية وصافحه في لقاء تاريخي قبل أن يدخلا في اجتماع تناولا فيه أهم المسائل المتعلقة بالتقارب بين واشنطن وهافانا والتي أعلن عنها أواخر شهر ديسمبر/كانون الأول 2014 كل من الرئيس الأمريكي باراك اوباما ونظيره الكوبي راؤول كاسترو.
وفي المؤتمر الصحفي ، وصف الوزير الأمريكي محادثاته مع نظيره الكوبي بالبناءة، مشيرا إلى أن الطرفين بحثا العلاقات الثنائية بين البلدين، إلى جانب القضايا المتعلقة بالأجندة الإقليمية.
وكانت كوبا والولايات المتحدة أعلنتا في الأول من يوليو/تموز عزمهما على إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما في الـ20 من يوليو/تموز، وذلك بعد إعلانهما في ديسمبر/كانون الأول عام 2014 الماضي عن مجموعة إجراءات لتطبيع العلاقات.
وعينت وزارة الخارجية الأميركية ال 30 يونيو/حزيران، لي ولوسكي موفدا خاصا جديدا لإغلاق معتقل غوانتانامو في كوبا في هذه المهمة بعد استقالة كليف سلوان من هذا المنصب.
وصرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري في بيان بأن المبعوث الجديد ستقتضي مهمته بالوفاء بالالتزام الدبلوماسي لجعل أغلاف قاعدة غوانتانامو أمرا ممكنا في شكل ملائم ومتجانس مع المصالح الأميركية وأمن شعبها.
وأضاف جون كيري أن مسؤولية لي ولوسكي، وهو محام عمل خصوصا في مجلس الأمن القومي إبان ولايتي بيل كلينتون وجورج بوش الابن، وستكون تنظيم نقل المعتقلين إلى الخارج، إضافة إلى تقييم وضع المعتقلين الذين لم تتم الموافقة على نقلهم.
ويخلف ولوسكي كليف سلوان الذي استقال في ديسمبر/كانون الأول 2014.
وأصدر مقر سفارة الولايات المتحدة في هافانا اول مذكرة بعد 54 عام من الانقطاع ال 20 من يوليو/تموز، أوضحت فيه كسفارة للولايات المتحدة الأمريكية في هافانا - كوبا للإعلان عن علاقة ثنائية جديدة.
واكد البيان الصحفي، "انه وفقا للإعلان من قبل الرئيس باراك اوباما الأول من يوليو/تموز الجاري، قامت كل من كوبا والولايات المتحدة اليوم باستئناف العلاقات الدبلوماسية".
وأكدت المذكرة أن مكتب رعية المصالح الأمريكية قد تحولت رسميا إلى سفارة الولايات المتحدة في هافانا منذ فجر ال 20 يوليو/تموز 2015 وتستمر عملها الدبلوماسي.
واعلن البيان أن وزير الخارجية جون كيرري سوف يسافر إلى كوبا للاحتفال بإعادة فتح سفارة الولايات المتحدة في هافانا ورفع العلم الأمريكي.
وكان قسم رعاية المصالح الكوبية والأمريكية يعمل منذ عام 1977 حتى يوم امس حيث تحولت الى سفارات رسمية، باتفاق من قبل الحكومتين في ذلك الوقت، للتعامل مع الشئون القنصلية والحفاظ على قناة اتصال مفتوحة بين البلدين.
وكان الرئيس الأمريكي أوباما قد قال في واشنطن مطلع الشهر الجاري إنه بعد مرور أكثر من 54 عاما على إغلاق السفارة الأمريكية في هافانا في عز الحرب الباردة، "اتفقت الولايات المتحدة مع جمهورية كوبا على أعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما بصورة رسمية وفتح السفارتين في بلدينا".
وأضاف أوباما أن الوقت قد حان للولايات المتحدة لرفع الحظر عن كوبا، مشيرا إلى أن فرض العقوبات أثبت عدم فعاليته خلال الأعوام الخمسين الماضية. وأضاف الرئيس الأمريكي: "نحن جاران ويمكننا الآن أن نكون صديقين".
من جانبه أعلن الرئيس الكوبي راؤول كاسترو في ذات اليوم أن بلاده "قررت إعادة العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وفتح بعثتينا الدبلوماسيتين الدائمتين في بلدينا في 20 يوليو/تموز عام 2015".
وكانت الخارجية الكوبية قد استلمت في مطلع الشهر كذلك مذكرة أعلنت على اثرها ان المذكرة موقعة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما وموجهة للرئيس الكوبي راؤول كاسترو. مضيفة أن جيفري ديلورينتس رئيس قسم رعاية المصالح الأمريكية في كوبا سيسلم المذكرة لوزير الخارجية المؤقت مارسيلينو مدينا.
وكان الرئيسان الأمريكي والكوبي قد أعلنا في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي نيتهما إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين التي قطعها واشنطن عام 1961 بعد عامين من انتصار الثورة في الجزيرة الكاريبية.
فيما دعا باراك أوباما الكونغرس الأمريكي إلى إلغاء الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي المفروض على كوبا قبل أكثر من 50 عاما. ومنذئذ أجرى الطرفان جولات عدة من المفاوضات حول فتح السفارتين المتبادلتين.