Captura de pantalla/Minrex.
فخامة السيد قاسم جومرت توكاييف رئيس جمهورية كازاخستان؛
أصحاب السعادة رؤساء وفود الدول الأعضاء في المجلس الأعلى للاتحاد الاقتصادي الأورواسي:
أتوجه بصادق الامتنان على دعوة كازاخستان، من موقع ترؤسها الحالي للاتحاد الاقتصادي الأورواسي، للمشاركة في هذا الاجتماع الهام، وهو الأول الذي أتشرف بحضوره، بعد الموافقة على صفة مراقب لبلدي، في 11 كانون الأول/ديسمبر 2020.
أود أن أبدأ بالتأكيد مجدداً على امتناننا لدعم البلدان الأعضاء لدعمها ومرافقتها لإدماج كوبا كدولة مراقبة في الاتحاد الاقتصادي الأورواسي وإبراز الأهمية التي نوليها لهذا الاجتماع.
تعود العلاقات الاقتصادية والتجارية والمالية والتعاونية مع الدول الأعضاء في الاتحاد بالفائدة على الطرفين، ونحن على استعداد للتعاون في جميع أولويات اللجنة الاقتصادية الأورواسية للعام الحالي.
تندرج ضمن من هذا الهدف خطة التعاون المشترك 2021-2026، لتنفيذ "مذكرة التفاهم" بين حكومة جمهورية كوبا واللجنة الاقتصادية الأورواسية الموقّعة في 31 أيار/مايو 2018.
في مجالات ذات أولوية، كالمجال الاقتصادي-التجاري؛ والمصرفي-المالي؛ والصحة والتكنولوجيا الحيوية؛ والطاقة والجيولوجيا والتعدين؛ والصناعات الزراعية؛ والثقافي والرياضي والاتصال والإعلامي، تم حتى الآن تحديد 32 تحركاً مشتركاً، تتماشى مع استراتيجيتنا الاقتصادية-الاجتماعية لدفع الاقتصاد ومواجهة الأزمة العالمية الناجمة عن "كوفيد-19" و"الخطة الوطنية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية حتى عام 2030".
هناك حاجة ملحة اليوم، وكما لم تكن أبداً من قبل، لتوحيد الجهود والإرادة لصالح الجنس البشري، المنقسم بشدة بسبب السوق، الذي يهمش ويستبعد الأغلبية، مما يتسبب في اختلالات مكلفة من كل نوع، وهي اختلالات نراها اليوم أكثر جلاءً جرّاء أثر جائحة "كوفيد-19"، التي يُعزى إلى محصّلاتها أسوأ ركود اقتصادي تعاني منه البشرية منذ الحرب العالمية الثانية.
في خضم السيناريو العالمي المعاكس الذي وصفته، نعاني بعض الدول من العدوان الإضافي المترتب عن الحصارات وغيرها من الإجراءات القسرية أحادية الجانب، وكلها تنتهك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
أود أن أعبر هنا عن إدانتنا شديدة اللهجة للعقوبات الأحادية غير المبررة التي فرضتها حكومة الولايات المتحدة على الاتحاد الروسيز
كما أنني أشجب وأدين حملات الغرب الدائمة للتشهير بجمهورية بيلاروسيا، ومساعي زعزعة استقرار هذا البلد الشقيق ومحاولة اغتيال الرئيس ألكسندر لوكاشينكو.
إن كوبا، التي تعاني حصاراً اقتصادياً ومالياً إجراميّاً منذ أكثر من ستة عقود، تشكر الدول التي يتكون منها الاتحاد الاقتصادي الأورواسي على إدانتها الدائمة لسياسة الإبادة الجماعية التي تنتهجها حكومة الولايات المتحدة، والتي تصاعدت إلى مستويات غير مسبوقة، حتى في الظروف الاستثنائية المتأتية عن الجائحة.
أريد أن أبلغ المجلس الأعلى الأورواسي أنه إذا تمكنا في ظل هذه المضايقات الوحشية من مواجهة الوباء وتحقيق نتائج مشجعة، فهذا يرجع في المقام الأول إلى إصرار شعبنا الراسخ على الدفاع عن النظام السياسي الذي اختارته الأغلبية، والذي يمكن تلخيصه بمجموعة من السياسات الاجتماعية التي تعطي الأولوية للإنسان فوق اعتبار أي سلعة مادية أو غير مادية.
استناداً إلى هذا المبدأ، يتم إنشاء نظام صحي عالي الجودة ومجاني وبمتناول الجميع مع تدبير حكومي يقوم على العلم والابتكار، ويعطي أولوية للترابط فيما بين قطاعات المعرفة والإنتاج والسلع والخدمات والمحليات.
بفضل ذلك، تضمن العلوم الكوبية وعلماؤها وباحثوها وطاقمها الطبي إنتاجنا لـِ 85 بالمائة من الأدوية الواردة في بروتوكول التحرك الوطني لمواجهة الوباء، وبموازاة ذلك تطويرنا لخمسة لقاحات مرشحة، وهي في مراحل مختلفة من التجارب السريرية.
في طليعة هذه العملية، يجتاز اللقاحان "سوبيرانا 02" و"عبد الله" تجارب المرحلة الثالثة بنتائج واعدة للغاية، بينما يخوض لقاح "سوبيرانا بلُس"، الموجّه للمرضى المتعافين من "كوفيد-19"، المرحلة الثانية من التجربة السريرية.
نعبّر هنا عن استعدادنا لإقامة تعاون فعال مع الدول الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي الأورواسي، على أساس تبادل الخبرات بين الخبراء من بلداننا، والتعاون الطبي والتعاون مع لقاحاتنا الخاضعة للتجربة.
كما أننا نعلن جاهزيتنا للشروع بدخول السوق المشتركة للأدوية والمعدّات والتقنيات الطبية، الذي يستند قيامه إلى "معاهدة الاتحاد الاقتصادي الأورواسي".
تجدد كوبا التأكيد على اهتمامها بتحقيق مشاركة أكبر من جانب عالم أعمال البلدان الأعضاء في المجلس في مشاريع استثمار أجنبي في الجزيرة، في ظل حماية قانون حديثٍ ومُغرٍ وتسهيلات توفرها "منطقة التنمية الخاصة مارييل".
أودّ في نفس الوقت أن أبرز اهتمامنا بإرساء أسس التعاون بين مصرف التنمية التابع للاتحاد الاقتصادي الأورواسي والنظام المصرفي لجمهورية كوبا.
التبادل الثقافي والتعاون الرياضي وتأهيل الطلبة من خلال برامج المنح الدراسية في مجالات القوة عند كل من بلداننا هي ميادين أخرى لتعزيز التعاون.
وأشدّدُ كذلك على الأهداف المشتركة للتعاون والتكامل من أجل تطوير الاقتصاد الرقمي ونمو التجارة الإلكترونية في العمليات الاقتصادية والمالية، وفقاً لتوجهاتنا نحو تعزيز حوسبة المجتمع بديناميكية أكبر.
أجدد التأكيد أيضاً على استعداد كوبا للمساهمة في دفع العلاقات الاقتصادية-التجارية للدول الأعضاء في هذه المنظمة مع منطقة أمريكا اللاتينية وحوض البحر الكاريبي.
يشرفني أن أصادق على التزام كوبا بالقرارات والاتفاقيات التي سيتم اعتمادها في جلسة المجلس الاقتصادي الأعلى للاتحاد الأورواسي هذه من أجل توسيع العلاقات بيننا. ونحن ندعم المبادئ التوجيهية الاستراتيجية لتطوير التكامل الأورواسي حتى عام 2025.
انطلاقاً من تقليدها وميلها وعجالة الأوقات المعقدة التي نعيشها، تراهن كوبا بشكل راسخ على التضامن والتعاون والتكامل، في سبيل تقوية الروابط في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
إن التحديات جسيمة، لكنني على ثقة بأن تضافُر إرادتنا سيسمح لنا بالتغلب عليها. نستلهم ذلك من قوة الاتحاد الاقتصادي الأورواسي والثقة في أنه يمكننا معاً التقدم بسرعة أكبر لصالح تنمية اقتصاداتنا ورفاهية شعوبنا.
إن علاقات الصداقة النموذجية التي بنتها دولنا على مدى سنوات عديدة، تلهمنا لأن نكرر مجدداً، من وطننا الحبيب، ما حوّله قادتنا التاريخيون إلى يقين شعبي: نعم، بالإمكان.