هافانا، 25 آب/أغسطس (راديو هافانا كوبا) - وقعت القوات المسلحة الثورية الكولومبية-جيس الشعب (فارك)، وحكومة بوغوتا في العاصمة الكوبية هافانا اتفاقاً نهائياً وشاملاً، لإنهاء الصراع، وبناء سلام ثابت ودائم.
وبحضور وزير العلاقات الخارجية الكوبي برونو رودريغيز، أجمع الطرفان المتحاربان على انهاء النزاع المسلح الداخلي، بعد مواجهة دامت أكثر من نصف قرن من الزمن.
ويؤكد البيان المشترك الثالث والتسعون، أن ذلك يدل على وضع حد للمعاناة الهائلة الناجمة عن الحرب وفتح صفحة جديدة من التاريخ الوطني للمساهمة في وحدة أراضي البلاد والإدماج الاجتماعي وتعزيز الديمقراطية.
ويشير البيان، الذي قرأه ممثلو البلدين الضامنين لعملية السلام كوبا والنرويج، إلى أن الاتفاق يحظى بنهج تفاضلي واحد، والمساواة بين الجنسين لضمان احترام التنوع الجنسي والعرقي والثقافي للشعب والفئات الأكثر فقراً وتهميشاً.
ويلزم اتفاق السلام الحكومة الكولومبية بتطبيق إجراءات جريئة فيما يتعلق بالأراضي وإعادة توجيه إستراتيجيتها المتعلقة بمكافحة المخدرات، والسماح بتحول فارك إلى حزب سياسي شرعي، وحماية الثوار المسرحين والنشطاء اليساريين الذين تستهدفهم الجماعات اليمينية شبه العسكرية بصورة تقليدية.
ووافقت قوات فارك على عملية نزع سلاح مدتها ستة أشهر مع تجمع قواتها في عدد من المناطق الآمنة بأنحاء كولومبيا لتسليم أسلحتها تحت إشراف الأمم المتحدة.
ولم ينشر بعد النص النهائي لاتفاق السلام، لكن إعلان الاتفاق يتيح للكولومبيين إمكانية إنهاء خمسة عقود من إراقة الدماء.
وكان الصراع بين الحكومة الكولومبية وحركة فارك قد بدأ في ستينات القرن الماضي في صورة انتفاضة من أجل الحقوق المتعلقة بالأراضي. وخلف حوالي 260 ألف قتيل و45 ألف مفقود وقرابة 7 ملايين نازح، وفقا للأرقام الرسمية.