القدس المحتلة، 15 يوليو/تموز 2017 (راديو هافانا كوبا) : أغلقت السلطات الإسرائيلية الحرم القدسي لليوم الثاني على التوالي بعد هجوم شنه ثلاثة مسلحون فلسطينيون، وقُتل فيه اثنان من أفراد الشرطة وأُصيب ثالث، قبل مقتل المنفذين.
كما أغلقت السلطات الإسرائيلية أجزاء من البلدة القديمة بالقدس المحتلة حيث وقع الهجوم.
وفتح المسلحون النار على أفراد من الشرطة في البلدة القديمة، قبل أن يلوذوا بالفرار. لكن الشرطة الإسرائيلية طاردتهم إلى جوار الحرم القدسي، الذي يسميه اليهود "جبل الهيكل"، حيث أطلقت عليهم النار وأردتهم قتلى.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن المسلحين جاؤوا من المجمع التاريخي الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة.
واتخذت السلطات الإسرائيلية القرار غير العادي بإغلاق مجمع المسجد الأقصى أمام المصلين يوم الجمعة، وهو ما أثار غضب الكثير من المسلمين بالإضافة إلى الحكومة الأردنية التي تشرف على المواقع الدينية في القدس.
وطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الجهات الأمنية إبقاء الموقع مغلقا حتى يوم الأحد على الأقل، لحين تقييم الأوضاع الأمنية.
وسمحت السلطات بدخول محدود إلى المنطقة عبر بوابة دمشق، بحيث يسمح لقاطنين في المنطقة فقط بالدخول. والبوابة هي المدخل الرئيسي الذي يستخدمه الفلسطينيون إلى البلدة القديمة.
وتجمع نحو 20 فلسطينيا عند البوابة بانتظار سماح الشرطة الإسرائيلية لهم بالدخول، بحسب وكالة فرانس برس للأنباء.
وقال بدر جويحان، وهو فلسطيني في الثالثة والخمسين كان يحاول الدخول للوصول إلى مكان عمله ولم يحصل على الموافقة، إن "هذه ليست إجراءات أمنية، هذه عقوبات. يريدون معاقبة سكان القدس العرب".
وقد فتحت بوابة يافا القريبة من الحي اليهودي والتي يستخدمها السياح بشكل عام، مع وجود مكثف لقوات الأمن هناك.
ويرى مراقبون أن الهجوم وما تبعه يعتبر من التطورات الأكثر خطورة وجدية في الموقع.
ويأتي الحادث بعد أسابيع من مقتل شرطية إسرائيلية خارج المدينة القديمة في هجوم نفذه ثلاثة فلسطينيون من الضفة الغربية المحتلة.
وقُتل 42 إسرائيليا في هجمات مماثلة خلال عامين.
كما قُتل في الفترة نفسها 255 فلسطينيا على الأقل حيث تقول الحكومة الإسرائيلية إن غالبيتهم مهاجمون، لكن الفلسطينيين يقولون إن الجنود الإسرائيليين يطلقون النار على فلسطينيين لمجرد الشبهة ودون التحقق من تشكيلهم خطرا على حياتهم. وقُتل فلسطينيون آخرون كذلك في مواجهات مع جنود إسرائيليين خلال تلك الفترة.
وتلقي الحكومة الإسرائيلية باللوم في الهجمات على حالة من "التحريض" في أوساط الفلسطينيين. وبالمقابل، تقول السلطة الفلسطينية إن السبب هو حالة من الإحباط الناجم عن عقود من الاحتلال الإسرائيلي.