واشنطن، 05 فبراير/شباط 2020 (راديو هافانا كوبا) : مزقت رئيسة مجلس النواب الأمريكي الديمقراطية نانسي بيلوسي علناً أمام وسائل الإعلام وأعضاء المجلس نسخة خطاب الاتحاد التي سلمها إياها الرئيس دونالد ترامب قبيل إلقائه الليلة الماضية.
وسبق هذا التمزيق امتناع ترامب عن مصافحة بيلوسي الأمر الذي يظهر تصاعد حدة الانقسامات التي تشهدها الساحة السياسية الأمريكية بسبب السياسات والتصرفات المتهورة التي يقدم عليها ترامب.
ووصفت بيلوسي في تصريح للصحفيين تمزيقها نسخة الخطاب بأنه كان “تصرفا مهذبا بالنظر إلى الخيارات الأخرى”.
وفي دلالة عن عمق التوتر بين الخصمين أمضت بيلوسي ساعة و18 دقيقة جالسة خلف ترامب في حالة من الحزن وقالت في بيان لها بعد الخطاب إن “الأكاذيب التي تم تقديمها في الخطاب صفحة تلو الأخرى يجب أن تكون بمثابة دعوة للعمل لكل من يتوقع الحقيقة من الرئيس والسياسات الجديرة بمكتبه والشعب الأمريكي” مضيفة أن “الشعب الأمريكي يتوقع ويستحق أن يكون لديه رئيس يتمتع بالنزاهة والاحترام لتطلعاته”.
وأشارت بيلوسي إلى أن “خطاب ترامب لم يلق أي شعور بالراحة لـ 130 مليون أمريكي” وتابعت “مرة أخرى لم يكن الرئيس ترامب صادقا في تصرفاته وتراجع عن الكثير من وعوده.. وفي الأسبوع المقبل عندما يعرض ميزانيته سيرى الشعب الأمريكي الحقيقة الصارخة لجدول أعماله”.
وتتصاعد حدة الخلاف بين ترامب وبيلوسى حيث اعتبرته رئيسة مجلس النواب في تصريحات لها مؤخرا أنه يمثل “تهديدا مستمرا لأمن الولايات المتحدة القومي”.
إلى ذلك واصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سوق مزاعمه وادعاءاته عن إنجازات يحققها خلال فترته الرئاسية الحالية متناسيا حجم المشاكل الكبرى التي تسبب بها على الصعيدين الداخلي والخارجي.
وزعم ترامب في خطابه حول حال الاتحاد أنه “وفى بوعوده التي كان قطعها” دون أن يتطرق إلى محاكمته التي تم البدء بإجراءاتها في الكونغرس.
وقال ترامب في خطابه “بخلاف كثيرين آخرين قبلي أنا أحافظ على وعودي” فعلا تصفيق الجمهوريين بينما لم يبد أي تأثر على الديمقراطيين.
وفي القاعة نفسها حيث تم اتهامه باستغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس أشار ترامب في خطابه إلى ما أسماه “العودة الكبرى لأمريكا” وإلى “النجاح الاقتصادي الكبير” متحدثا عن اتفاقاته التجارية الأخيرة مع الصين وكندا والمكسيك.
ويواجه ترامب تصويتا على تهمتين موجهتين له وهما استغلال سلطته وعرقلة عمل الكونغرس.
ورغم التوقعات بتبرئته نظرا إلى أن إدانته تحتاج إلى أكثرية الثلثين في حين أن الجمهوريين حلفاء ترامب في المجلس يتمتعون بالأكثرية فيه إلا أن هذه القضية ستؤثر حتما على وضعه قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة.
كذلك دافع الرئيس الأمريكي في خطابه عن سياسته الخارجية وخصوصا تدخله السافر في فنزويلا وضغوطه على إيران إضافة إلى حديث عن إنجازات تم تحقيقها في أفغانستان وفق زعمه.