الأمم المتحدة، 27 أكتوبر/تشرين الأول (راديو هافانا كوبا) : دعا وزير العلاقات الخارجية الكوبي برونو رودريغيز في كلمة ألقاها في الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى تفكيك الحصار بدلا عن الخطابات والبيانات والتصريحات، أو حتى التصويت للدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
وقال الوزير الكوبي أن تصحيح التصويت لحكومة الولايات المتحدة وحدها يجري منذ 24 عاما على التوالي، وكانت هناك سنوات من العزلة والفشل بعد الإعلان عن ان واشنطن تمتنع عن التصويت الذي يقوم به المجتمع الدولي وللمرة الخامسة والعشرين على التوالي للمطالبة بإزالة الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي.
واكد رئيس دبلوماسية كوبا انه وعلى الرغم من ذلك، فان الحصار مستمر ويسبب بأضرار تعيق التنمية الكاملة للجزيرة الكاريبية.
وعرض الأضرار ألناجمة عن الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة منذ اكثر من نصف قرن من الزمن في قطاعات حساسة مثل الصحة والتعليم، وفي الوقت نفسه اعرب عن الأمل بان ينعكس التصويت في الواقع، واعترف أن امتناع الولايات المتحدة عن التصويت هي خطوة إيجابية في مستقبل العلاقات بين البلدين.
كما اعترف وزير خارجية كوبا بالتقدم المحرز منذ إن اعلن الرئيس الأمريكي باراك اوباما استعداده لاستخدام صلاحياته والعمل في الكونغرس لرفع هذا الحصار.
واكد مجددا ان حزمة التدابير الأخيرة التي أعلنتها الحكومة الأمريكية تجاه كوبا لا تمثل تغييرا كبيرا في تطبيق هذه السياسة أحادية الجانب التي لا تزال سارية وتؤثر أيضا بالتبادل التجاري مع الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.
وذكر رئيس دبلوماسية الجزيرة الكاريبية أن باراك اوباما نفسه قد وصف الحصار عفا عليه الزمن، وعديم الفائدة لتعزيز مصالح الولايات المتحدة وقد احدث عزلة واشنطن عن العالم.
هذا وقد وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع على مشروع قرار قدمته كوبا بعنوان " ضرورة أنهاء الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي الذي تفرضه الولايات المتحدة، خلال تصويت تاريخي حيث قررت واشنطن وحليفتها إسرائيل بالامتناع عن التصويت ولأول مرة خلال 24 عاما على التوالي.
وفي كلمة غير مسبوقة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أشارت السفيرة الأمريكية لدى الهيئة الدولية سامانثا باور، أن ذلك يجعل واضحا موقف الرئيس باراك اوباما ضد سياسة الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة منذ اكثر من نصف قرن من الزمن.
وقالت، " لقد اخترنا طريق الحوار"، واعترفت بالدعم الساحق الذي حظي به التقرير الذي قدمته كوبا في السنوات الأخيرة حول ضرورة أنهاء الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي الذي تفرضه حكومات أمريكية متتالية.
وقال مراقب سياسي كوبي إن امتناع الولايات المتحدة لأول مرة عن التصويت على قرار يحث على إنهاء الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي المفروض على كوبا في الأمم المتحدة منذ 25 عاما يعتبر نقطة تحول أخرى في العلاقات الأمريكية - الكوبية منذ إعلان البلدين في ديسمبر/كانون الاول عام 2014 العمل على تطبيع العلاقات.
وقال ايستيبان موراليس، لقد وصلنا أخيرا الى نقطة غيرت فيها موقفها من التصويت السنوي، مؤكدا أهمية التقدم الدبلوماسي الذي تحقق خلال العامين الماضيين بين البلدين.
غير أن موراليس حذر من الأفرا في تأويل التصويت، قائلا إنه يعكس الاهتمام الاقتصادي الأمريكي المستجد بكوبا.
وقال موراليس انه لا يجب أن نخدع أنفسنا، الحصار عقبه في سياسة البيت الأبيض الجديدة تجاه الجزيرة الكاريبية ولهذا السبب قال الرئيس الأمريكي باراك اوباما من البداية إنه لابد وأن يرفع.
وأضاف أن تصويت إدارة أوباما في الأمم المتحدة موجه للمشرعين المحافظين الأمريكيين الذين يسيطرون على الكونغرس ويصممون على مواصلة سياسة عفا عليها الزمن رغم الإدانة الدولية.
وقال إنها ايضا رسالة قوية للكونغرس الأمريكي والقطاعات المتشددة بأن الزمن تغير ولابد من انتهاج سياسة جديدة مع كوبا.
وأضاف موراليس " إذا أرادوا التوصل إلى اتفاق مع كوبا، يتعين عليهم تغيير استراتيجيات الماضي الأيدلوجية والعدوانية".
وقال موراليس إن كوبا يجب أن تحث البيت الأبيض الآن على دفع التقدم لرفع الحصار قبل تولي الإدارة الجديدة في يناير/كانون الثاني المقبل.