هافانا، 22 فبراير/شباط (راديو هافانا كوبا) : استقبل نائب رئيس مجلس الوزراء الكوبي ووزير الاقتصاد والتخطيط ريكاردو كابريساس في العاصمة الكوبية هافانا، نظيره الإماراتي معالي سلطان بن سعيد المنصوري والوفد المرافق له والذي يقوم بزيارة رسمية لكوبا.
وفي هذا ألقاء تناول الجانبين قضايا متعلقة بالعلاقات الاقتصادية والتجارية والمالية بين البلدين، واتفقوا على ضرورة زيادة هذه العلاقات.
وقدم الوزير الكوبي للاقتصاد والتخطيط لمحة عامة عن الوضع الاقتصادي الحالي وآفاق التنمية من حيث يمكن على الأمارات العربية المتحدة المشاركة كمستثمرة أجنبية في مختلف المجالات.
هذا واستضافت غرفة التجارة الكوبية بمقرها في العاصمة هافانا فعاليات منتدى الأعمال الإماراتي - الكوبي.
وترأس أعمال المنتدى كل من وزير التجارة الخارجية والاستثمار الأجنبي الكوبي رودريغو مالميركا ومعالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد للإمارات العربية المتحدة.
ويأتي انعقاد المنتدى الذي حضره سعادة بدر عبدالله سعيد المطروشي سفير دولة الامارات لدى جمهورية كوبا، ضمن الزيارة الحالية لوفد كبير إلى جمهورية كوبا برئاسة معالي سلطان المنصوري وبمشاركة عدد من المسؤولين بالحكومتين الاتحادية والمحلية والشركات الوطنية و رجال الأعمال والمستثمرين.
وشهدت أعمال المنتدى الذي نظمته وزارة الاقتصاد بالتعاون مع نظيرتها الكوبية، حضورا واسعا من كبار المسؤولين وممثلي القطاعين الحكومي والخاص من الجانبين.
واكد وزير التجارة الخارجية والاستثمار الأجنبي الكوبي رودريغو مالميركا عن اهتمام بلاده بتعزيز أطر العلاقات المشتركة مع دولة الإمارات ودفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى مستويات متقدمة، وإتاحة المجال أمام رجال الأعمال للاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة التي تطرحها البلدان.
وعبر عن حرص بلاده على تعزيز أشكال التعاون كافة لفتح الأسواق أمام المنتجات والاستثمارات للقطاع الخاص من الجانبين بما يحقق المنفعة المتبادلة.
وأشاد بالتقدم المستمر للاقتصاد الإماراتي ورؤية حكومة الأمارات في تحويل الدولة إلى مركز اقتصادي حيوي في المنطقة والعالم خلال فترة وجيزة، داعيا القطاع الخاص الإماراتي للاستثمار في بلاده .
وأوضح الوزير الكوبي أن بلاده تسعى إلى تعزيز علاقاتها التجارية والاقتصادية مع الإمارات والاستفادة من خبراتها في هذا المجال المهم.
وأشار قائلا: "نحن نعتقد أن لدينا قاعدة سياحية هامة حيث عاصمة دولة الإمارات يمكن أن تكون موجودة في كوبا، ويرتبط إلى البنية التحتية السياحية والخدمات اللوجستية، والزراعة.. ونحن نعتقد، في واقع الأمر، أن بعض الشركات الإماراتية مهتمة بالفعل في تنفيذ مشاريع محددة في هذه المجالات، وهناك الكثير من المساحة للعمل معا.
وقال إن كوبا تعكف حاليا على تطوير شامل لجميع قطاعاتها الاقتصادية وتوفير القوانين اللازمة للاستثمار الأجنبي فيها من أجل جذب الاستثمارات من الخارج .
وأشار إلى حزمة القوانين التي تعمل عليها كوبا لتحفيز الاستثمار والتي كان آخرها إقرار قانون الاستثمار الأجنبي والذي يهدف إلى بناء علاقات اقتصادية قوية مع الدول كافة وعدم الاعتماد فقط على الأسواق الإقليمية القريبة منها.
وركز المنتدى على مجالات بناء العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية بين البلدين واستكشاف فرص أبرام شراكات استثمارية في مجالات الابتكار وتكنولوجيا المعلومات والمناطق الصناعية والسياحة إلى جانب بحث فرص الاستثمار للشركات الإماراتية في كوبا.
وفي كلمة ألقاها سلطان بن سعيد المنصوري اعرب عن تطلع دولة الإمارات العربية المتحدة للتعاون مع كوبا في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والسياحية بما يدعم اقتصادي البلدين ويعود بالنفع المشترك على شعبيهما.
وعبر عن شكر وفد الإمارات لشعب وحكومة كوبا على طيب الإقامة وحفاوة الاستقبال.
وقال" لقد كان من دواعي سرورنا بالأمس استكشاف هافانا والاطلاع على الثقافة الغنية والتاريخ المتنوع لكوبا والجهود التي تبذلها للحفاظ على الهوية الوطنية إلى جانب تبني أشكال جديدة من آليات السوق ".
وأعرب عن أمله في بناء علاقات اقتصادية وتجارية وسياحية واستثمارية قوية بوصف البلدين بوابتين لمنطقتي الشرق الأوسط وآسيا وأمريكا اللاتينية .
ونوه إلى الزيارة التي قام بها سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي في أكتوبر من العام الماضي وافتتح خلالها مبنى سفارة الدولة في العاصمة هافانا والتي كانت إيذانا بتدشين حلقة جديدة ضمن مسيرة العلاقات بين البلدين والتي شهدت استضافة الإمارات أول ملتقى إماراتي - كوبي للاستثمار في إمارة دبي في العام 2015 أيضا.
ودعا معاليه إلى الحفاظ على زخم العلاقات بين البلدين لا سيما في المجالات الاقتصادية والمالية والتجارية والاستثمارية.
وأضاف معالي وزير الاقتصاد إن كوبا وهي واحدة من أكثر الدول المؤثرة في منطقة الكاريبي تعد من بين أبرز شركائنا التجاريين، وقد وصل حجم التجارة الثنائية بين البلدين في النصف الأول من العام الجاري إلى 9.1 مليون دولار، فيما بلغ إجمالي حجم التجارة بين الجانبين العام 2015 إلى 23.095 مليون دولار، ونحن على ثقة بارتفاع هذه الأرقام مستقبلاً من خلال تعزيز مجالات التعاون وتبادل الزيارات بين الجانبين الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى المزيد من الاستثمارات.
وأشار إلى استضافة دولة الإمارات حالياً أربع وكالات تجارية و121 علامة تجارية من كوبا وهو ما يشير إلى أنه لا يزال هناك مزيد من فرص النمو، مؤكدا السعي للتعاون من أجل زيادة فرص المنفعة المتبادلة التي يوفرها اقتصادا البلدين.
وناقش المنتدى المناخ الاستثماري الحالي في كوبا ومناطق التطوير الخاصة لديها بالإضافة إلى الفرص في مجال الهندسة الجينية الكوبية وقطاعات التقانة الحيوية والأدوية وفرص الاستثمار للشركات الكوبية في دولة الإمارات العربية المتحدة.