هافانا، 01 ديسمبر/كانون الأول (راديو هافانا كوبا) : توقف الموكب الجنائزي للقائد التاريخي للثورة الكوبية فيدل كاسترو مساء الأربعاء أمام ضريح ارنستو تشيه غيفارا في مدينة سانتا كلارا الوسطى قبل نقله إلى محافظة سانتياغو دي كوبا الشرقية.
وكان رماد فيدل كاسترو بدأ الأربعاء رحلة تستمر أربعة أيام في كوبا وسط هتاف ملايين الأشخاص الذين احتشدوا لوداع القائد الأعلى.
وبعد يومين من التكريم في ساحة الثورة في هافانا، ينقل رماد القائد الراحل الذي وضع في صندوق صنع من خشب شجر الأرز ولف بعلم كوبا وحفظ في علبة من زجاج لحمايته، في الاتجاه المعاكس لرحلته عند انتصار الثورة في الاول من يناير/كانون الثاني 1959.
وفي هافانا وماتانزاس وكارديناس وسينفوغيوس وسانتا كلارا، تجمع مئات الآلاف من الكوبيين على جانبي الطريق وهم يهتفون يحيا فيدل ويلوحون بالإعلام عند مرور الموكب الذي يتألف من سبع آليات. وسيعبر 13 من محافظات الجزيرة الكاريبي الـ15 ليصل إلى مهد الثورة سانتياغو دي كوبا حيث سيدفن الأحد.
ويرمز توقف الموكب في سانتا كلارا حيث وصل حوالي الساعة الثانية عشرة مساء لرماد بطلي الثورة الشهيرين فيدل كاسترو وارنستو غيفارا دي لا سيرنا المعروف باسم التشيه، رفيق درب القائد التاريخي الذي قتل في 1967.
وكان تشيه قد انتصر في هذه المدينة التي تبعد نحو 270 كيلومترا إلى الشرق من هافانا، في اشهر معركة في الثورة. وقد أعيدت رفاته في 1997 من بوليفيا حيث قتل خلال محاولة تحرير هذا البلد الواقع في أمريكا الجنوبية من الديكتاتورية.
وسيمضي الموكب ليلته أمام ضريح الثائر الأرجنتيني - الكوبي حيث نظم حفل موسيقي قبل ان يستأنف رحلته الخميس باتجاه الشرق ومهد الثورة سانتياغو دي كوبا.
وفي سينفويغوس التي تبعد 230 كلم جنوب شرق هافانا، حيا آلاف من الأشخاص الموكب وهم يلوحون بالإعلام عند مروره بعد ظهر الأربعاء في جادة الكورنيش التي تمتد على طول الخليج في هذه المدينة الساحلية جنوب الجزيرة الكاريبية.
تحرك الموكب صباح الأربعاء من أمام وزارة القوات المسلحة في هافانا بحضور أعضاء الحكومة وأعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي الكوبي.
وتقل الآلية التي تجر العربة التي وضع عليها الرماد، ارفع أربعة ضباط في الدولة وعلى رأسهم وزير القوات المسلحة الجنرال ليوبولدو سينترا فرياس.
وبعد قطع ألف كيلومتر تقريبا، سيدفن رماد فيدل كاسترو الأحد المقبل في مقبرة سانتا ايفيغينيا في سانتياغو دي كوبا قرب ضريح خوسيه مارتيه البطل الوطني. وستنهي هذه الجنازة فترة الحداد الوطني لتسعة أيام منذ إعلان الرئيس راؤول كاسترو مساء الجمعة وفاة القائد التاريخي للثورة الكوبية فيدل كاسترو.
وهذه الرحلة تجري في الاتجاه المعاكس لمسيرة قافلة الحرية من الثاني الى الثامن من يناير/كانون الثاني 1959، التي قادت فيدل كاسترو إلى لقاء الكوبيين مع فرار الديكتاتور فولغنسيو باتيستا الى الخارج بعد محاصرته من قبل قوات الثورة.