سانتياغو دي كوبا، 05 ديسمبر/كانون الأول (راديو هافانا كوبا) : يواصل شعب محافظة سانتياغو دي كوبا الشرقية بالتدفق إلى مقبرة سانتا افيخينيا التي توجد فيها رماد القائد التاريخي للثورة الكوبية فيدل كاسترو وذلك لتكريم الزعيم الراحل.
كما يصل إلى هذه المقبرة الآلاف من الأشخاص مع الورود، بالإضافة إلى صحفيون من دول أخرى لالتقاط الصور لهذا المكان التاريخي الذي يوجد فيه أيضا رفات البطل الوطني الكوبي خوسيه مارتيه الذي ناضل ضد الاستعمار الأسباني وأب الوطن كارلوس كانويل دي سيسبيديس.
ووضعت سلطات المحافظة الشرقية الكوبية على ضواحي المقبرة حواجز للدخول المنتظم للأشخاص لتكريم القائد التاريخي للثورة الكوبية، كما يتم تغيير حرس الشرف كل ساعة واستماع الأناشيد والأغاني الثورية والخاصة بالقائد الخالد.
هذا ودفن رماد الزعيم الكوبي يوم امس الأحد في مقبرة سانتا افيخينيا بعد ان جرى نقل الرماد من العاصمة الكوبية هافانا الثلاثاء الماضي لتكرار في الاتجاه المعاكس لمسار قافلة الحرية التي جرت في شهر يناير/كانون الثاني 1959 بعد الاطاحة بديكتاتورية فولهينسيو باتيستا.
واحتشد الآلاف من الكوبيين في ساحة الثورة في العاصمة الكوبية هافانا لتوديع القائد الخالد فيدل كاسترو الذي توفي ال 25 من نوفمبر/تشرين الثاني من عمر يناهز ال 90 عاما.
ومن بين الشخصيات العربية التي القت الكلمات في مراسم التأبين سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني اب أمير دولة قطر الذي قدم التعازي إلى الرئيس راؤول كاسترو وإلى أفراد العائلة في وفاة القائد التاريخي للثورة الكوبية فيدل كاسترو.
وألقى سموه كلمة بهذه المناسبة ذكر فيها مآثر الرئيس الراحل ومواقفه التاريخية لا سيما في مساندة القضايا العربية العادلة، وفي مقدمتها قضية العرب المركزية، قضية فلسطين، وثورة المليون شهيد في الجزائر، وأشار إلى المكانة المرموقة التي احتلها بين كبار الزعماء واصفا إياه من عمالقة التحرر الوطني الذي آمن إيماناً راسخاً بحق الشعوب في تقرير مصيرها، في المرحلة التي كانت فيها معظم شعوب الأرض تخضع للاستعمار في مختلف أرجاء العالم.
كما أشار سمو الأمير إلى علاقة الصداقة بينه وبين الراحل فيدل كاسترو والزيارات المتبادلة التي أسهمت في تعزيز علاقات التعاون بين قطر وكوبا في جميع المجالات.
من جانبه أكد رئيس مجلس الأمة الجزائري عبد القادر بن صالح، أن زعيم الثورة الكوبية فيدال كاسترو، الذي توفي ال 25 من نوفمبر/تشرين الثاني، سيظل أسطورة و إرثا ثمينا للأجيال التي تستلهم من فكره أسس بناء عالم يسوده العدل والكرامة والحرية.
و في كلمة تأبينية، أكد السيد بن صالح الذي عينه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لتمثيل الجزائر في مراسم دفن الزعيم الكوبي فيدال كاسترو، أن القائد الخالد عاش عظيما وسيبقى بعد رحيله أسطورة وإرثا ثمينا للأجيال تستلهم من فكره أسس بناء عالم يسوده العدل والكرامة والحرية وتستنير من نضاله خصال الزهد والتضحية والنزاهة والوفاء للمثل والقيم مهما كلف ذلك.
كما عبر السيد بن صالح باسم رئيس الجمهورية وباسم الجزائر حكومة وشعبا للحكومة وللشعب الكوبيين عن خالص التعازي و المواساة لفقدان "واحد من خيرة ما أنجبته هذه الأرض الطيبة جزيرة الحرية، كوبا"، مؤكدا تضامن ومؤازرة الجزائر لكوبا في هذا المصاب الجلل.
و اعتبر أن أحسن عزاء للشعب الكوبي الصديق هو هذا التعاطف العفوي والصادق لملايين من محبيه من كافة أرجاء المعمورة الذين فجعوا برحيله.
كما قال، "هل هناك أصدق تكريم لمناقب القائد العام من هذا الإجماع حول إسهامات وتأثير هذا الرجل في مجريات كبريات الأحداث التي عاشها العالم خلال النصف الثاني من القرن العشرين".
و ختم بن صالح كلمته بالقول: "فلينم قرير العين وسيبقى حيا في قلوبنا وفي ذاكرتنا و خاتمة قولي شعار فيدال المفضل حتى النصر، دائما.