هافانا، 16 ديسمبر/كانون الأول 2017 (راديو هافانا كوبا) أكدت وزارة العلاقات الخارجية الكوبية مجددا رغبتها بمواصلة تطبيع العلاقات مع واشنطن، رغم التراجعات التي شهدتها العلاقات مؤخرا بسبب موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول هذا الموضوع .
قالت جوزفينا فيدال، المديرة العامة لشئون الولايات المتحدة بوزارة الخارجية الكوبية، خلال اختتام ورشة عمل حول العلاقات الكوبية-الأمريكية ، إن الإدارة الأمريكية الحالية قد عادت إلى نمط اللهجة العدائية تجاه كوبا، بشكل مماثل لفترات سابقة شهدت مواجهة بين الجانبين.
وأشارت فيدال بذلك إلى الإجراءات التي تبنتها واشنطن بعد قرار ترامب في يونيو الماضي، التراجع عن نهج اتخذه سلفه أوباما بالانفتاح التاريخي وعملية تطبيع العلاقات بين الجانبين.
وقالت إن هذه الإجراءات التي تشدد الحصار، وتثير غموضا حول ما هو المسموح وغير المسموح، ولذلك، لها أثر سلبي مقوض ومربك، إنها لم تثبت سوى تراجعا خطيرا في الروابط بين البلدين.
إن اللوائح الجديدة التي اتخذتها إدارة ترامب تحظر على الشركات الأمريكية إجراء تبادلات تجارية مع 179 مؤسسة وشركة قابضة كوبية، يعتقد أنها تابعة للقوات المسلحة أو قوات الأمن وأجهزة الاستخبارات في كوبا.
وتحظر على الأمريكيين أيضا البقاء في 83 فندقا تديرها مؤسسة غافيوتا، وهي سلسلة فنادق يقال إنها تابعة للقوات المسلحة الكوبية.
وتحظر اللوائح الجديدة هذه أيضا قيام المواطنين الأمريكيين بزيارات فردية لكوبا، تحت 12 تصنيفا من التبادلات بين الشعبين.
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية أيضا معوقات تحدد الرحلات التعليمية والأكاديمية ، التي لم يعد الإمكان القيام بها إلا تحت إشراف الإدارة الأمريكية .
وأضافت الدبلوماسية الكوبية أن هذه الإجراءات لا تضر الاقتصاد الكوبي فحسب، بل تضر أيضا المواطنين الأمريكيين، لأن حقوقهم بالسفر إلى كوبا قد تم تقييدها كثيرا، وتلحق الضرر كذلك برجال الأعمال الأمريكيين وتحرمهم من فرص الأعمال المرغوبة في كوبا.
وأشارت أيضا إلى أن هذه الإجراءات قد رافقتها تصريحات عدوانية غير محترمة متكررة تجاه كوبا، من ترامب ومسئولين بارزين آخرين وأضافت عاملا سلبيا آخر على العلاقات الثنائية.
وكشفت فيدال عن أن الحكومة الكوبية قد كتبت إلى وزارة الخارجية الأمريكية حول 7 خطط لتنفيذ اتفاقيات تعاون موقعة، في مجالات الهيدروغرافيا (علم وصف المياه) والرياضيات التطبيقية ومناطق المحميات البرية وعلوم الزلازل والمعادن والسيطرة على السرطان والصحة الحيوانية وحماية وحفظ الحدائق الوطنية.
وأضافت "لقد أكدنا مجددا أيضا مقترحاتنا حول التعاون الثنائي في مكافحة تهريب البشر، والإرهاب ، ومشاكل الهجرة وغسل الأموال ، إضافة إلى المساعدة في رسم خرائط الملاحة وتضاريس الأرض" .
ووفقا للمديرة العامة للشئون الولايات المتحدة في وزارة الخارجية الكوبية، فإن هافانا ما زالت بانتظار الرد من واشنطن حول هذه القضايا ذات الاهتمام المشترك.
في ديسمبر عام 2014، أعلن قادة من البلدين قرار إنهاء نحو نصف قرن من حالة الخصام، والبدء بتطبيع العلاقات السياسية والاقتصادية .
وبعد عدة أشهر ، استؤنفت رسميا الروابط الدبلوماسية، وفتح كل بلد منهما سفارته في البلد الآخر .