هافانا، 09 مايو/أيار 2018 (راديو هافانا كوبا) : أكد الرئيس الكوبي ميغيل دياس كانيل مجددا، على التزام الجزيرة الكاريبية مع اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وصادق مجددا على الرغبة في مواصلة التعاون مع البلدان الأخرى على أساس الاحترام المتبادل.
جاء ذلك في الخطاب الذي ألقاه في الجلسة الافتتاحية للدورة السابعة والثلاثين للجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (سيبال)، حيث أصر على أنه لا يوجد خيار سوى النهوض بالتنمية الإقليمية.
وأكد أن كوبا ستعمل على نهج يعطي الأولوية للبرامج التي تهدف إلى الحد من الفقر، مدركاً أنه لن تكون هناك تنمية بدون سلام أو سلام بدون تنمية.
وقال دياز كانيل إن الحكومة الكوبية تعمل على خطة للتنمية الاجتماعية حتى عام 2030، وتركز على أهداف النمو المستدام.
وفي جلسات المنتدى الإقليمي، وبحضور الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، تسلمت كوبا من المكسيك، وهي دولة عضو منذ عام 1948، رئاسة اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي لمدة عامين.
و دعا الرئيس الكوبي دول أمريكا اللاتينية إلى تعميق التكامل في أمريكا اللاتينية والكاريبي، قائلا إنها الطريقة الوحيدة لتقليل عدم المساواة في أرجاء المنطقة.
وخلال افتتاح الدورة الـ37 للجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية والكاريبي، قال دياز كانيل إن هدف المنطقة ينبغي أن يكون زيادة النمو الاقتصادي ، إضافة إلى دفع العدالة والمساواة الاجتماعية .
وأضاف الرئيس الكوبي المنتخب حديثا أمام 46 دولة عضو في اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية والكاريبي أنه "لا يوجد خيار آخر إلا المضي قدما بالتكامل الإقليمي والتنمية مع المساواة."
وأشاد الرئيس الكوبي بدور هذه اللجنة في دفع النمو الاقتصادي والتطور في هذه المنطقة، إضافة إلى الدراسات العلمية التي ركزت على الأسباب الهيكلية التي جعلت من أمريكا اللاتينية والكاريبي، من أكثر المناطق بالعالم في مجال عدم المساواة.
وأوضح قائلا إن "عدم المساواة مرتبطة بالماضي الاستعماري الذي كبل دولنا، وأثر بشكل خاص على السكان الأصليين، ممن هم من أصول أفريقية، ولا سيما الفتيات والنساء."
وأكد مجددا عزم حكومته على دفع النمو الاقتصادي والاجتماعي في أمريكا اللاتينية ، متعهدا بالعمل مع المجلس الاقتصادي لأمريكا اللاتينية والكاريبي خلال السنتين القادمتين، من أجل تعميق دور هذا المجلس التابع للأمم المتحدة.
وأضاف في أول كلمة رئيسية له في حدث دولي، بعد توليه منصبه، أن كوبا ستعمل كل ذلك رغم الصعوبات الاقتصادية الناجمة عن الحصار الأمريكي ضدها، ورغم وضعها المالي المعقد.
وأشار دياز-كانيل إلى أنه "لقد تسلمنا رئاسة اللجنة بالتزام عال، وإدراك للتحديات التي تواجهنا، وسنركز على مواصلة دفع التعاون بين دول المنطقة."
من جانبها، تبنت أليسيا بارسينا، السكرتيرة التنفيذية للجنة الاقتصادية هذه، نفس الرسالة، وقالت إن التكامل هو "مهمة منتظرة" للتنمية في المنطقة.
وأكدت أن التكامل مطلوب الآن أكثر من أي وقت مضى، لأن أمريكا اللاتينية فيها أعلى مستوى لعدم المساواة بالعالم.
وأوضحت قائلة "في الحقيقة، هناك آفاق أفضل للنمو العالمي، ولكن مازالت هناك عوامل معقدة ومثيرة للشكوك."
واستشهدت بمثال أن هناك أكثر من 187 مليون شخص يعيشون في فقر بالمنطقة، منهم 62 مليونا في فقر مدقع.
ولمعالجة ذلك، حثت بارسينا الحضور على تسريع خطى التنمية ودفع السياسات الصناعية والتكنولوجية ومواصلة إيلاء الاهتمام للكلفة البيئية لذلك.
وأعربت أيضا عن دعم اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية والكاريبي لعملية الإصلاح الاقتصادي في كوبا، والتي بدأها الرئيس السابق راؤول كاسترو، ويواصلها خلفه دياز كانيل.