نيويورك، 27 سبتمبر/أيلول 2018 (راديو هافانا كوبا) : ألقى الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل ولأول مرة خطابا على هامش الدورة ال 73 لجلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تذكر الخطابات التي ألقاها قبله القادة الكوبيين في هذا المنبر، وهم فيدل كاسترو وارنستو تشي غيفارا وراؤول كاسترو ووزير الخارجية السابق الراحل راؤول رووا.
وشدد دياز كانيل على أن ما يقرب من 400 مليون إنسان يعيشون في فقر، حقائق ليست ثمار الاشتراكية وهي عواقب الإمبريالية والأنانية والنموذج الذي يميز تركيز الثروة.
وأكد أن الرأسمالية عززت الاستعمار، وتعارض التضامن والمشاركة الديمقراطية، وتشجع النهب وتهدد السلام، وتشكل أكبر خطر على توازن الكوكب.
وأضاف قائلا: " هذه الحقائق ليست نتيجة للاشتراكية كما قال رئيس الولايات المتحدة في هذه القاعة، هي عواقب الرأسمالية، لا سيما الإمبريالية والنيوليبرالية والأنانية والاستبعاد الذي يصاحب هذا النظام، نموذج اقتصادي وسياسي واجتماعي وثقافي يميز تراكم الثروة في عدد قليل من الأيدي على حساب استغلال وبؤس الأغلبيات العظيمة".
وشدد على أن الولايات المتحدة، وهي واحدة من أكثر البلدان تلوثا ترفض مرافقة المجتمع الدولي امتثالا لاتفاق باريس بشأن تغير المناخ.
وأشار إلى أنماط الاستهلاك، والنزعة العسكرية وانتهاكات حقوق الإنسان، وعدم المساواة، وتدمير الموارد الطبيعية.
وشدد دياز كانيل قائلا: " في هذه الهيئة التي ولدت من الإرادة البشرية للتغلب على الدمار الذي خلفته حرب رهيبة مع الحوار بين الأمم، ليس من الممكن إسكات الخطر الذي يلوح على الجميع مع تفاقم الصراعات المحلية ، وحروب العدوان في صورة تدخلات إنسانية، والإطاحة بقوة الحكومات ذات السيادة، وما يطلق عليه الضربات الناعمة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، العمل المتكرر لبعض القوى، مع أكثر الذرائع تنوعا".
كما أعاد التأكيد على أن كوبا ترفض العمل السري لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الجديدة لمهاجمة الدول الأخرى ، وأعرب عن أنه على الرغم من الحصار والعداء والإجراءات التي تنفذها واشنطن لفرض تغيير النظام في كوبا، فهنا هو الثورة الكوبية أصبحت صامدة ومزدهرة، ووفية لمبادئها.
وأشار قائلا: أعلنت الإدارة الأمريكية الحالية صحة عقيدة مونروي وفي نشر جديد لسياستها الإمبراطورية في المنطقة وتهاجم فنزويلا بغضب خاص، وفي هذا السياق التهديدي، نود أن نؤكد دعمنا المطلق للثورة البوليفارية، الاتحاد المدني العسكري للشعب الفنزويلي وحكومته الشرعية والديمقراطية، بقيادة الرئيس الدستوري نيكولاس مادورو موروس".
وأكد الرئيس الكوبي في الأمم المتحدة أن حكومة الولايات المتحدة تحتفظ بخطاب عدائي وعدواني قوية ضد كوبا وتحتفظ بأحد العقبات الرئيسية أمام تنميتها، وهو الحصار.
وشدد على أن هذا الإجراء يهدف إلى اختناق الاقتصاد الكوبي بغرض توليد المشقة وتغيير النظام الدستوري، وهي سياسة قاسية تؤثر على الأسر الكوبية والأمة بأسرها.
وأشار قائلا: " أداء حكومة الولايات المتحدة يذهب أبعد من ذلك، وهي تشمل برامج عامة وسرية للتدخل الإجمالي في شؤوننا الداخلية، ولهذا الغرض، فإنها تستخدم عشرات الملايين من الدولارات المعتمدة رسميا في ميزانيتها، في انتهاك للقواعد والمبادئ التي ترتكز عليها هذه المنظمة، وعلى وجه الخصوص، سيادة كوبا كدولة مستقلة".
وأشار إلى أن الحصار هو أشمل نظام لفرض عقوبات اقتصادية مطوَّلة ضد بلد ما، وهو العقبة الأساسية أمام تطور كوبا ، فضلاً عن إلحاق الضرر بسيادة ومصالح الدول الأخرى بسبب تطبيقها العنيف خارج الحدود الإقليمية.
وأكد أن كوبا تحافظ على الرغبة في تطوير علاقة محترمة ومتحضرة مع واشنطن ، على أساس المساواة والاحترام السياديين، وهو طموح مشترك من قبل المواطنين الأمريكيين والبلد الكاريبي.
كما أكد مجددا على أن مبادئ التضامن الخاصة بالسياسة الخارجية الكوبية ما زالت قائمة وستواصل الذهاب إلى الجمعية العامة ، كما لسنوات ، للمطالبة بإنهاء الحصار.
وجدد الرئيس الكوبي التأكيد على موقف بلاده الداعي إلى حل سياسي للأزمة في سورية يحفظ سيادتها ووحدة أراضيها.
وشدد كانيل في كلمته أمام الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة على رفض بلاده لأي تدخل خارجي بشؤون سورية الداخلية.
كما أكد الرئيس الكوبي مجددا دعم بلاده للقضية الفلسطينية وتضامنها مع معاناة الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة داعيا إلى إيجاد حل شامل للقضية الفلسطينية على أساس إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وأدان كانيل الخطاب الأمريكي الهادف لإخضاع كوبا مشددا على رفض هافانا التفاوض على مبادئها وعدم قبولها أي شروط تنتهك سيادتها مطالبا واشنطن برفع الحصار الجائر الذي تفرضه على بلاده وإعادة الأراضي التي تحتلها الولايات المتحدة في منطقة غوانتانامو الكوبية.
وشدد كانيل على أن العلاقات بين كوبا والولايات المتحدة يجب أن تقوم على أساس الاحترام المتبادل مؤكدا أن الثورة الكوبية “حية وقوية وملتزمة بمبادئ