هافانا، 15 أكتوبر/تشرين الأول 2018 (راديو هافانا كوبا) : أدانت كوبا سياسة الولايات المتحدة العدائية والعدوانية المتزايدة، وذلك قبل أسبوعين على تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يدعو لإنهاء الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي الذي تفرضه واشنطن على هافانا منذ نحو 60 عاما.
وفي بيان رسمي لوزارة الخارجية، أكد كارلوس فرنانديز دي كوسيو، مدير قسم الشئون الأمريكية، انه خلال الشهرين الماضيين، صعدت واشنطن من لهجتها العدائية والعدوانية تجاه كوبا، من أجل خلق توتر ثنائي أكبر.
وأشار إلى أن الحكومة الأمريكية "تعرف أن هذا سلوك لا يحظى بدعم السكان الأمريكيين أو الكوبيين الذين يعيشون هناك"، كما أشار إلى أن قادتها يهاجمون النظام السياسي والاجتماعي المختار بحرية من قبل الشعب الكوبي، متجاهلين الحق السيادي لكل دولة لتحديد مصيرها.
وقال البيان "وبدلا من اللجوء إلى المناقشة القائمة على أسس الاحترام، لجأت الحكومة الأمريكية إلى حملات تضليل وافتراءات تشويه"، مضيفا أن واشنطن تواصل "فبركة"اتهامات باطلة ضد هافانا، مثل الحوادث الصحية المتعلقة بدبلوماسيين أمريكيين يعملون في كوبا.
وفي أغسطس 2017، ظهرت تقارير زعمت أن دبلوماسيين أمريكيين وكنديين في كوبا، قد عانوا من أعراض مرضية، في نهاية عام 2016. وبعدها، اتهمت الولايات المتحدة كوبا بشن هجمات غير محددة، تتعلق بتلك الأعراض.
وبعد عدة أشهر من التحقيقات، توصلت وكالات أمنية من كلا البلدين إلى أن مثل هذه الهجمات المزعومة، لم تحدث أبدا.
وأكد فرنانديز دي كوسيو إلى أن "الحكومة هي التي أدارت ظهرها للأمم المتحدة من حيث حقوق الإنسان"، والتي غالباً ما يتم الإبلاغ عنها في الولايات المتحدة أو عن طريق تصرفات حكومتها "حالات إساءة معاملة بعقوبة الإعدام" وعنف الشرطة وعشرات الآلاف من المشردين، وإساءة معاملة الأطفال وأولئك الذين انفصلوا عن والديهم، والتفجيرات التي تقتل المدنيين الأبرياء في بلدان ثالثة، لا يحدث أي شيء في كوبا أو قضية كوبا ".
وأضاف أن البيت الأبيض يبدو أنه يدافع بكل السبل عن الحصار الاقتصادي الأحادي الجانب على كوبا، وهي سياسة أمريكية يرفضها المجتمع الدولي سنة بعد أخرى.
وفي 31 أكتوبر الحالي، ستقدم كوبا، وللمرة الـ27 على التوالي، مشروع قرار، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يستنكر الحصار الاقتصادي الأمريكي.
وفي العام الماضي، لم يعارض مشروع القرار الكوبي، إلا الولايات المتحدة وإسرائيل، بينما أيدته 191 دولة، وأدانت سياسة واشنطن التي عفا عليها الزمن، تجاه كوبا.
وشدد مدير قسم الشئون الأمريكية أن حكومة واشنطن تكرس ملايين الدولارات كل عام "لمحاولة إحباط النظام الدستوري الكوبي، والتدخل في الشؤون الداخلية، وتمويل الأفراد الذين يعملون كوكلاء لسلطة أجنبية، والتي هي في كوبا غير قانونية، كما هو في الولايات المتحدة وفي بلدان أخرى ".
وقال إن كوبا بلد سلام، تطور علاقاتها الخارجية على أساس الاحترام والتعاون، والتي لها مسار معترف به من التضامن والصداقة، خاصة مع الدول النامية ، مضيفا أن هذه سياسة الولايات المتحدة تجاه كوبا تعاني من العزلة.
ولقد استأنفت هافانا وواشنطن رسميا علاقاتهما الدبلوماسية في عام 2015، في فترة إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. ولكن العلاقات الثنائية عادت للتوتر المتفاقم منذ تولي الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب مهام الحكم.
وفي العام الماضي، وقع ترامب مذكرة رئاسية تشدد السياسة الأمريكية تجاه كوبا، حيث حظرت على الشركات الأمريكية القيام بأعمال مع شركات كوبية ترى واشنطن أنها لها علاقة بالجيش الكوبي، وقيدت أيضا سفر الأمريكيين إلى كوبا.
وفي تقريرها السنوي للأمم المتحدة، قالت كوبا إن الحصار الاقتصادي الأمريكي يكلفها المليارات، حيث بلغت الخسائر أكثر من 4.3 مليار دولار أمريكي للفترة من أبريل 2017 وحتى مارس 2018.