نيويورك، 01 نوفمبر/تشرين الثاني 2018 (راديو هافانا كوبا) : استنكر وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي الذي تفرضه الولايات المتحدة منذ ما يقرب عن 60 عاما، خلال كلمته في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ناقشت الأضرار البشرية الشديدة التي خلفها الحصار الأمريكي ضد الشعب الكوبي.
وقال وزير خارجية كوبا ان هذه السياسة التي تطبقها واشنطن تمنع الأطفال الكوبيين الذين يعانون من أمراض قلبية معينة ، ولديهم علاج أفضل مثل نظام دعم البطين للأطفال المتقدم ، الذي يتم إنتاجه وحمايته بموجب براءات اختراع شركتين أمريكيتين.
وقال الدبلوماسي الكوبي إنه في ظل غياب الحصار يمكن أيضا أن يطلب، على وجه السرعة إلى الشركات الأمريكية، أدوية لعلاج الأطفال الذين يعانون من أمراض أخرى مثل السرطان.
وأضاف انه في عام 2017 ، توفي 224 شخصًا في كوبا عن كل 100 ألف ساكن دون الحصول على تلك العلاجات بسبب هذا الحصار.
وأشار إلى أنه في العام الماضي، رفضت أكثر من 30 شركة أمريكية بيع الأدوية والإمدادات والمعدات الأساسية للنظام الصحي الكوبي، أو لم تستجب لطلبه المتكرر.
وذكر وزير خارجية كوبا أن الأضرار البشرية الناجمة عن الحصار، التي تعتبر بمثابة إبادة جماعية ، وفقاً للفقرتين الفرعيتين (ب) و (ج) من المادة الثانية من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948، لا تحصى، ويعتبر أيضا انتهاك للقانون الإنساني الدولي، "لا يمكنك الاعتماد على المعاناة البشرية".
وقال أن هدف سياسة الإبادة هذه، المرتكزة في الحرب الباردة ، لم يتغير مع مرور الوقت.
وذكر أنه تم إنشاء كاستثناء في الآونة الأخيرة ، بموجب ترخيص محدد موجود منذ عام 2016 ، وهو مشروع مشترك بين وكالة التسويق في مركز المناعة الجزيئية في كوبا ومركز روزويل بارك للسرطان، لتسويق اللقاحات العلاجية في الولايات المتحدة ذات التكنولوجيا الكوبية ضد سرطان الرأس والرقبة والرئة.
وذكر أيضا أن الحصار هو العائق الرئيسي أمام تدفق المعلومات وإلى توسيع نطاق وصول الكوبيين إلى الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات، لأنه يعوق ويزيد سعر الربط لكوبا إلى منصاتها وتكنولوجياتها، واستخدام الفضاء الإلكتروني لأعمال "تغيير النظام".
كما أشار إلى صعوبات الحصار في الروابط الثقافية والأكاديمية والعلمية والرياضية والمجتمع المدني.
وقال برونو رودريغيز، إنه في ممارسة هذه السياسة العدائية، فإن حكومة الولايات المتحدة، ذات الذرائع المدهشة والدوافع السياسية الحقيقية، تفشل في الامتثال لعدد تأشيرات الهجرة للكوبيين المتفق عليها في اتفاقات الهجرة الحالية، بالإضافة إلى جعل رحلات جمع شمل الأسر أكثر تكلفة وصعوبة ورحلات مؤقتة الى أراضيهم وتقييد الروابط الأسرية.
وأكد أن الحصار يؤثر أيضا على الكوبيين المقيمين في الولايات المتحدة، ويعتبر قمعي بالنسبة لمواطني الولايات المتحدة الذين يقتصرون بصورة غير عادلة وتعسفية على السفر إلى هافانا، الوجهة الوحيدة المحظورة بالنسبة لهم على هذا الكوكب.
وقال وزير الخارجية الكوبي، إن الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا في حد ذاته يسبب عزلة لحكومة الولايات المتحدة ويرفض بالإجماع من قبل المجتمع الدولي.
وأدان الدبلوماسي الكوبي أن الحكومة الأمريكية تتلاعب وتسيّس بالرغبة العالمية في ضمان حقوق الإنسان، وأكد أنه ليس لدى واشنطن اي سلطة أخلاقية لانتقاد كوبا في هذا الشأن.