باكو، 25 أكتوبر/تشرين الأول 2019 (راديو هافانا كوبا) : دعا الرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل، في قمة بلدان عدم الانحياز، إلى وحدة الشعوب في مواجهة السياسة العدائية والعدوانية التي تطبقها حكومة الولايات المتحدة تجاه دول الجنوب، ودافع عن التعددية وحل النزاعات من خلال الحوار.
وفي الخطاب الذي ألقاه أمام مندوبي القمة الثامنة عشرة لحركة بلدان عدم الانحياز في باكو ، عاصمة أذربيجان، ندد دياز كانيل بتدخل البيت الأبيض في الشؤون الداخلية لدول أمريكا اللاتينية ومواصلة واشنطن بزعزعة استقرار العمليات الثورية في هذه المنطقة.
وحث على دعم حكومات نيكاراغوا وفنزويلا وبوليفيا، التي تواجه هجمات الإمبراطورية المتمسكة بالإطاحة بقادة هذه الدول الذين انتخبوا ديمقراطيا، وكذلك دعم سورية وإيران وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية.
ورحب دياز كانيل بعملية المصالحة والعمل الذي قامت به حكومتا الجمهوريتين الكوريتين من أجل إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، وطالب بوقف الأعمال التي تشجع الحروب والتسلح وتدهور البيئة.
كما اعترف بعمل فنزويلا في رئاسة حركة عدم الانحياز، حتى في ظل أقسى الظروف بسبب حصار الولايات المتحدة على هذا البلد الواقع في أمريكا الجنوبية.
وأشار الرئيس الكوبي: " مرة أخرى، وكما في عام 1961، اصبح مهم جدا أن نعمل معًا وفقًا للمبادئ الأساسية للسلام وتنمية الشعوب لأنها مسؤوليتنا كسياسيين ولأن أحداً لن يفعل ذلك من أجلنا، وأمام الازدراء العلني للولايات المتحدة والحكومات الأخرى للمطالبات العادلة لدول الجنوب، وأمام التسييس الفاضح لحقوق الإنسان وعدم الاحترام الصارخ لحق الشعوب في تقرير نظامها السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي، وأمام عدم الالتزام بالتعددية والمعاهدات الدولية، البعض الآخر قد يكون غير مبال، ليس لأن كل هذه الإجراءات تتعارض مع شعوبنا".
وطالب أيضًا، إلى رفع الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا منذ ستين عامًا تقريبا، وأكد مجددا بأن الشعب الكوبي صامد أمام تهديدات وضغوط الإمبراطورية، ويبذل هذا الشعب جهود لتطوير دولة مزدهرة ومستدامة، وأكثر حرية، مستقلة، اشتراكية وذات سيادة.
وبالإشارة إلى عمل كوبا قال دياز كانيل: "إنه لشرف كبير لكوبا أن تكون أول دولة أمريكية لاتينية في دول عدم الانحياز، في هذه المجموعة من الدول الحرة التي تعمل وفق قواعد ديمقراطية ودون استخدام حق النقض هو ما ندافع عنه ونحلم برؤية يوم ما في منظمة الأمم المتحدة، وفي قوة هذه القيم، نعتمد على تكرار تضامننا هنا مع جميع الشعوب التي تكافح حتى يتم الاعتراف بحقها الكامل في تقرير المصير".
وفي الخطاب الذي ألقاه الرئيس الكوبي في قمة حركة بلدان عدم الانحياز في باكو، أذربيجان، رفض القرارات الأحادية الجانب التي اتخذتها الولايات المتحدة لدعم إسرائيل وضد إيران التي تزيد من عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط المضطربة، ودعا إلى إنهاء الحرب ضد الشعب السوري وإيجاد حل شامل وعادل ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
كما رفض الرئيس الكوبي وبشدة حملات الولايات المتحدة ضد القوى السياسية والقادة اليساريين والحكومات التقدمية في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.
وأعرب عن تضامن كوبا الثابت مع الرئيس الدستوري لفنزويلا نيكولاس مادورو، والثورة البوليفارية وشافيستا والاتحاد المدني العسكري لشعب هذا البلد الذين تمكنوا من الدفاع عن سيادة البلاد ضد أعظم التهديدات والمخاطر. كما أكد من جديد الدعم والتضامن مع حكومة نيكاراغوا في مواجهة المحاولات الأمريكية لزعزعة استقرار هذه الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى.