هافانا، 07 يوليو/تموز (راديو هافانا كوبا) : دعا رئيس مجلسي الدولة والوزراء جنرال الجيش الكوبي راؤول كاسترو يوم السبت الماضي في كلمة ألقاها في الجلسة الختامية للبرلمان الكوبي، إلى بناء اشتراكية مزدهرة ومستدامة في كوبا.
واكد الرئيس الكوبي أن بلاده حافظت على بقى الناتج المحلي اﻻجمالي بارتفاع متحفظ حيث ارتفع بمؤشر 0،6 بالمائة في الفصل اﻻول من العام الجاري، وهي نتيجة غير مرضية، لكن قال بدون يأس ﻻن التنمية الاقتصادية تمشي بشكل تدريجي ولن تتخلى عن الالتزامات لعدم التأثير بأي شكل من اﻻشكال على الشعب.
وأشار راؤول كاسترو انه وعلى الرغم من نمو قطاعات مثل النقل والاتصالات والنشاط الزراعي وصناعة السكر والسياحة، فان مجال التعدين واﻻنتاج الصناعي انخفض بسبب تأثيرات حساسة في التمويل المناسب و الحصول المتأخر على المواد الخام المستوردة.
وقال أن اﻻزمة اﻻقتصادية العالمية تؤثر سلبا على الاقتصاد الكوبي، في حين كثفت حكومة الوﻻيات المتحدة قيود وإجراءات الحصار وخصوصا المعاملات المالية وملاحقة الهيئات المالية والمصرفية والتي لديها علاقات مع كوبا.
وأضاف انه في وسط هذه الظروف التي ﻻ يمكن إنكارها، حققت الجزيرة الكاريبية تنفيذ الالتزامات المالية من خلال إعادة ترتيب الديون مع الدائنين الرئيسيين، وهو واقع أوضح انتعاش مستدام من المصداقية الدولية للاقتصاد الكوبي.
وأشار إن كوبا تمكنت من الحفاظ على شروط التوازن النقدي الداخلي، سواء في قطاع السكان او الاقتصاد ككل، وفي نفس الوقت يتم تعزيز اتجاه أنفاذ الانضباط المالي على المقبوضات والمدفوعات.
وحذر الرئيس الكوبي، انه ولتحقيق نموا لناتج المحلي اﻻجمالي ليصل الى 1،4 بالمائة، من الضروري العمل اكثر وافضل في الفصل الثاني من العام الجاري وتقوية احتياطات الكفاءة والتي ﻻ تستغل بشكل كاف.
وأشار انه وسعيا لذلك وكجزء من تنفيذ المبادىء التوجيهية للسياسة اﻻقتصادية واﻻجتماعية والتي اعتمدها المؤتمر السادس للحزب الشيوعي الكوبي، وافق مجلس الوزراء الكوبي على أسس برامج التنمية اﻻقتصادية واﻻجتماعية للبلاد على المدى الطويل، مع رؤية حتى عام 2030 والتي سوف تخدم كمنصة لتطوير الخطط لكل خمس سنوات، ومن بين مبادىء هذه البرامج الحفاظ على الملكية العامة لوسائل اﻻنتاج وبناء نموذج التنمية بكفاءة في جميع القطاعات يهدف الى ضمان الرفاهية والمساواة والعدالة اﻻجتماعية لجميع الكوبيين.
وذكر راؤول كاسترو إن قانون جديد للاستثمارات اﻻجنبية دخل حيز التنفيذ ال 28 من يونيو/حزيران الماضي والذي وافق عليه البرلمانيون في جلسة غير عادية ال 29 من مارس/آذار الماضي والموافقة أيضا على المعايير التنظيمية اﻻضافية، وكلها تشكل إطار قانوني يوفر قدرا اكبر وضمانات للشركات التي تقوم باﻻستثمار في الجزيرة الكاريبية.
وفي هذا الصدد، أشار الرئيس الكوبي انه ينطبق على المؤسسات والهيئات اﻻقتصادية تحديث الشركات اﻻجنبية لفرص اﻻستثمار في مصلحة ملموسة وفي اقصر وقت ممكن وعلى أساس المنفعة المتبادلة، لجذب رؤس اﻻموال اﻻجنبية للاستثمار بهدف تعزيز أداء اﻻنتاجات والخدمات.
وأضاف انه يتم استمرار تحسين هياكل ووظائف الوكالات والمؤسسات الحكومية وهيئات وطنية اخرى ويتم تطبيقها على مجموعة مكونة من 20 مؤسسة ووكالة.
وابلغ راؤول كاسترو انه يتم إحراز تقدما في فصل وظائف الحكومة من الشركات، والتطبيق لمجموعة من التدابير لمصلحة أعطاء المزيد من الحكم الذاتي وصلاحيات واسعة للمؤسسات الحكومية اﻻشتركية.
وتناول الرئيس الكوبي في الخطاب الذي القاه في الجلسة الختامية للبرلمان الكوبي مواضيع متعلقة بالسياسة الخارجية من بينها الرفض الدولي المتزايد وخصوصا في أمريكا اللاتينية ومنطقة بحر الكاريبي وفي الوﻻيات المتحدة نفسها للحصار اﻻقتصادي والتجاري والمالي ضد كوبا، والذي ومع ذلك، وبعيدا عن تنازل حكومة واشنطن لهذه السياسة، فان الحصار ﻻ يزال مستمر ويتعزز يوم بعد يوم والذي يعتبر انتهاك صريح للمبادىء المكرسة في ميثاق منظمة اﻻمم المتحدة.
وادان الرئيس الكوبي أن الوﻻيات المتحدة مستمرة أيضا في تمويل وتشجيع اﻻعمال التخريبية ضد كوبا من خلال استخدام وسائل سرية والتكنولوجيات الحديثة للاتصالات والمعلومات كما اتضح في الكشف مؤخرا عن برنامج زونزونيو والذي يشكل انتهاك للسيادة والقوانين الدولية.
واكد انه حان الوقت ﻻن تفهم الوﻻيات المتحدة بان مصير هذه السياسة هو الفشل وينبغي على واشنطن احترام أرادة وحقوق الكوبيين لبناء مستقبلهم في سلام.
واكد راؤول كاسترو مجددا عن إن إجراء القمة الثانية لمجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة بحر الكاريبي (سيلاك) في العاصمة الكوبية هافانا بمناسبة الذكرى ال 161 لميلاد البطل الوطني الكوبي خوسيه مارتيه، كان نجاح كبير وإنجاز عظيم للشعب الكوبي بفضل المشاركة الكبيرة لرؤساء الدول والحكومات وأهمية القضايا التي نوقشت والوثائق التي تم الموافقة عليها مثل إعلان هافانا وبرنامج العمل، وكلها أوضحت وحدة الكوبيين في التنويع واﻻرادة السياسية للمضي قدام في التكامل اﻻمريكي اللاتيني والكاريبي.
وقال أن قمة مجموعة ال 77 زائد الصين في جمهورية بوليفيا قد أوضحت القيادة الجماهيرية والدولية البارزة للرئيس ايفو موراليس، واعتمدت على قرارات مهمة للدفاع عن مصالح دول الجنوب.
وأشار الرئيس الكوبي الى إن بلاده تعمل حاليا في التحضير للقمة الخامسة بين كوبا ومجموعة دول بحر الكاريبي (كاريكوم) والتي تجري ال 8 من ديسمبر/كانون اﻻول من العام الجاري في العاصمة الكوبية هافانا وبمناسبة اليوم الذي قامت كل من دول باربادوس وغويانا وجامايكا وترينيداد وتوباغو بتأسيس العلاقات الدبلوماسية مع كوبا الدول التي قدمت مساهمة ﻻ تنسى للتكامل اﻻقليمي.
ودعا راؤول كاسترو إلى العمل من اجل الحفاظ على مكتسبات الثورة التي كافحت من اجلها أجيال كثيرة من الكوبيين وتحقيق بناء اشتراكية مزدهرة مستدامة.