الامم المتحدة، 03 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 (راديو هافانا كوبا): أكد وزير الخارجية برونو رودريغيز من جديد، أن كوبا لن تتخلى عن نظامها الاشتراكي للعدالة الاجتماعية وممارسة حقوق الإنسان لجميع المواطنين.
جاء ذلك في مداخلة له في الجلسة السابعة والسبعين للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة التي ناقشت التقرير الذي قدمته كوبا ضد الحصار الاقتصادي الذي تفرضه الولايات المتحدة، حيث ندد أنه من بين الآثار الأخرى لهذه السياسة العدائية والعدوانية، الاضطهاد المالي الذي تم تعزيزه من خلال الإدراج "التعسفي والاحتيالي" للجزيرة الكاريبية في قائمة الدول التي يُزعم أنها ترعى الإرهاب والذي يزيد من صعوبات التجارة مع العالم بأسره.
وأشار وزير الخارجية إلى أن كوبا، على العكس من ذلك، تعاني من التحريض على العنف والأعمال الإرهابية من قبل الولايات المتحدة، مشددا على أن هذا الإجراء فرضه الرئيس السابق دونالد ترامب بعد تسعة أيام فقط من مغادرته البيت الأبيض، وأشار إلى أن الرئيس جو بايدن يمكنه تصحيح هذا الظلم بتوقيع واحد فقط.
كما أشار برونو رودريغيز إلى أن التأثير خارج الحدود الإقليمية للحصار الذي يضر بسيادة الدول الأخرى، وينتهك التشريعات الوطنية ويفرض عقوبات على شركاتها ويمنع سفن الطرف الثالث من الوصول إلى الموانئ الأمريكية التي ترسو في كوبا.
وأكد أن الكوبيين لا ينسبون كل الصعوبات إلى الحصار، لكن من ينكر آثاره ولا يدرك أنه السبب الرئيسي للنواقص التي تعاني منها العائلات في الجزيرة الكاريبية فهو لا يقول الحقيقة، واستنكر أن واشنطن تستخدم وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي في حملة عنيفة ضد كوبا وتلجأ إلى أساليب حرب غير تقليدية تضع فيها الأطفال والشباب والفنانين هدفا لرسائلها.
وأضاف أن واشنطن تخصص الملايين من ميزانيتها للتخريب وتجنيد المؤسسات والشركات الخاصة لتمويل من يقومون بحملات زعزعة الاستقرار على مواقع التواصل الاجتماعي ضد البلاد.
وقال برونو رودريغيز إلى أن الحكومة الحالية للولايات المتحدة ليس لديها سياستها الخاصة فيما يتعلق بكوبا، ولكنها تواصل مع سياسة الحكومة السابقة، وعلى الرغم من أنها اتخذت في الأشهر الأخيرة خطوات لتعديل بعضها، فإن ذلك أمر إيجابي، ولكنها محدودة للغاية في نطاقها ولا تعدل سياسة الحصار المفروض.
وشدد على أن الحصار لا يزال العنصر المركزي الذي يحدد السياسة تجاه كوبا، التي أكد أن حكومتها مستعدة للتحرك نحو تفاهم أفضل مع حكومة الولايات المتحدة ولكن على أساس الاحترام ودون المساس بسيادتها.
وأشار إلى أنه وفية لإرث الزعيم التاريخي للثورة فيدل كاسترو، ستكون هناك دائمًا في كوبا حكومة لكل الشعب ومن أجل الشعب وثورة للمتواضعين ومن أجل المتواضعين، وأن كوبا تحافظ على مبدأ تغيير كل شيء يجب تغييره في تطور دولة القانون الاشتراكية والعدالة الاجتماعية، الديمقراطية، المستقلة وذات السيادة.
وشكر الوزير الكوبي في مداخلته دعم الحكومات والحركات والمنظمات في مواجهة الظلم الذي يشكله سياسة الحصار، وكذلك في المساعدة التضامنية لكوبا في مواجهة الأضرار التي سببها إعصار إيان.