هافانا، 20 كانون الأول/ديسمبر (راديو هافانا كوبا) - رحب الرئيس راؤول كاسترو بقرار الرئيس باراك أوباما بشأن فتح مسار جديد في العلاقات بين كوبا والولايات المتحدة، وبقراره بشأن التفاوض مع الكونغرس الأمريكي لرفع الحصار.
وكان رئيس الدولة الكوبية قد اختتم اليوم السبت الدورة العادية للجمعية الوطنية للسلطة الشعبية المنعقدة في قصر المؤتمرات في هافانا.
وفي هذا السياق أوضح راؤول كاسترو، أن الحصار الأمريكي المفروض على كوبا هو مسألة تحتاج إلى وقت لتزول، بيد أنه أعرب عن ثقته في أن الرئيس أوباما سيبذل كل ما بوسعه من جهود للحد من آثاره من مكانته كرئيس للدولة.
وأشاد أيضاً بقرار نظيره اﻷمريكي بشأن إزالة كوبا من قائمة الدول الإرهابية. وقال إنه من داخل كوبا لم يتم أبداً القيام بعمل إرهابي ضد أي شخص.
وفي هذا الصدد ذكر القرار الذي اتخذته البلدان اﻷعضاء في تجمع دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ( سيلاك) في اﻹجتماع الذي عقد في العاصمة الكوبية هافانا في كانون الثاني/ يناير المنصرم بشأن تحويل المنطقة إلى منطقة سلام.
وأكد الرئيس الكوبي من جديد أن كوبا مستعدة لاجراء محادثات مع الولايات المتحدة بشأن كافة القضايا، ولكن دون أن تتخلى أبداً عن مبادئها كدولة ذات سيادة.
وحذر من أنه "يجب علينا أن نكون على أهبة الاستعداد ضد القوى التي تعارض تطبيع العلاقات الثنائية، بما في ذلك نواب من أصل كوبي ورؤساء مجموعات في ميامي. هذه القوى ستفعل كل ما بوسعها لإحباط هذه العملية.
علينا في هذا السياق أن نحافظ على موقف معتدل، ولكن ثابت، على ما أكد راؤول كاسترو.
ستواصل كوبا تعزيز ممارسة حقوق الإنسان وكذلك الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحق في السلام وتنمية الشعوب.
وفي وقت لاحق أكد من جديد دعم فنزويلا وأدان العقوبات المزعومة التي يُراد فرضها على الثورة البوليفارية.
وأكد أيضاً على قرار مواصلة التعاون مع الولايات المتحدة والمنظمات الدولية في مكافحة فيروس إيبولا في أفريقيا والأعمال الإنسانية الأخرى.
كذلك أعرب عن شكره لسلطات باناما للدعوة التي قدمتها إلى كوبا للمشاركة في قمة الأمريكيتين التي ستعقد في ذلك البلد في نيسان/أبريل المقبل.
وخلال مداخلته توقع الرئيس راؤول كاسترو نمو الاقتصاد الكوبي ما يزيد قليلاً على 4 في المئة بحلول عام 2015، الذي سيتم فيه اﻹستغلال الأفضل للموارد المادية، فضلاً عن زيادة الإنتاجية.
ودعا إلى مزيد من الانضباط الضريبي، وسط اقتصاد يميل إلى فتح مجالات جديدة للعمل الخاص. وأكد مجدداً أن كوبا ستحافظ على الملكية العامة للوسائل الرئيسية وموارد البلاد.
وقال إن تحديث الاقتصاد الكوبي سيتم دون تطبيق تدابير جذرية ومع التركيز دائماً على بناء اشتراكية مزدهرة ومستدامة. كما تحدث عن التوحيد النقدي، الذي لن يحل المشاكل الاقتصادية لوحده، غير أنه يساعد على تنظيم النظام المالي في البلاد. وفي هذا الصدد قال إنه ستتم مواصلة اتخاذ تدابير الاقتصاد الكلي بهدف تحسين الاقتصاد الكوبي.
وقد حظيت جلسة البرلمان الكوبي يوم السبت بحضور اﻷبطال الكوبيين الكوبية المعروفين باسم الخمسة وبحضورالشباب اليان غونزاليس، الصبي الكوبي الذي كان قد اختطف من قبل المافيا الكوبية في ميامي، بعد الرحلة البحرية الزاخرة بالأحداث، وأعادته السلطات الأمريكية إلى كوبا بعد مسار قضائي عسير في عام 2000. وكان يبلغ من العمر وقتئذ ست سنين.
كما حضر الجلسة بطل جمهورية كوبا، العقيد أورلاندو كاردوسو فيجافيسينسيو، وهو مناضل أممي حكم عليه بالسجن في الصومال لمدة 10 أعوام.
وأشار الرئيس الكوبي أخيراً إلى الذكرى السنوية السابعة والخمسين لانتصار الثورة في كانون الثاني/يناير، وأكد أن الثقة في النصر التي غرسها فيدل كاسترو ستستمر بتسجيل أعمال جديدة لكوبا ولثورتها.