واشنطن، 22 ديسمبر/كانون الاول (راديو هافانا كوبا) : ابرزت الصحافة اﻻمريكية الخطاب الاخير الذي القاه الرئيس الكوبي راؤول كاسترو والذي اكد مجددا حول النظام الاجتماعي والسياسي للجزيرة الكاريبية.
وأشارت صحيفة نيو يورك تايمس ان راؤول كاسترو اعتبر الخطوات المتخذة لتطبيع العلاقات مع الوﻻيات المتحدة كانتصار للثورة الكوبية، وشدد على استمرار الاشتراكية في البلاد.
كما اشارت الصحيفة اﻻمريكية الى اﻻعتراف من قبل رئيس مجلسي الدولة والوزراء جنرال الجيش الكوبي في الخطاب الذي القاه في الجلسة اﻻخيرى للبرلمان الكوبي، بنظيره الامريكي باراك اوباما لبدء التغيير في سياسة واشنطن تجاه كوبا.
على صعيد اخر، سلطت الصحافة الاكوادورية الضوء على خطاب الرئيس الكوبي حيث اكد حول استمرار النظام الاشتراكي في الجزيرة الكاريبية، والدعم الكامل لجمهورية فنزويلا وعلى استعداد كوبا للحوار مع الوﻻيات المتحدة حول اي موضوع على اساس المساواة والمعاملة بالمثل.
واشارن بعض الصحف اﻻكوادورية الى تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين هافانا وواشنطن والتي اعلنت من قبل رؤساء البلدين راؤول كاسترو وباراك اوباما ال 17 من ديسمبر/كانون الأول.
من جانبه بعث رئيس جمهورية الإكوادور رافاييل كورريا التحيات الحارة من قبل شعبه للكوبيين الثلاثة الذي وصلوا مؤخرا الى هافانا بعد إطلاق سراحهم في الوﻻيات المتحدة، واعرب عن أمله لرفع الحصار اﻻقتصادي والتجاري والمالي الذي تفرضه واشنطن ضد هافانا.
وكتب رافاييل كورييا في موقعه في شبكة الانترنيت، انه يتوقع إن يقوم هؤلاء الكوبيين الثلاثة بزيارة بلاده، ووصف كمذهل وجميل قرار حكومتي كوبا والوﻻيات المتحدة لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بعد اكثر من 50 عاما من العزل بين البلدين.
و رحب الرئيس راؤول كاسترو بقرار الرئيس باراك أوباما بشأن فتح مسار جديد في العلاقات بين كوبا والولايات المتحدة، وبقراره بشأن التفاوض مع الكونغرس الأمريكي لرفع الحصار.
وكان رئيس الدولة الكوبية قد اختتم اليوم السبت الدورة العادية للجمعية الوطنية للسلطة الشعبية المنعقدة في قصر المؤتمرات في هافانا.
وفي هذا السياق أوضح راؤول كاسترو، أن الحصار الأمريكي المفروض على كوبا هو مسألة تحتاج إلى وقت لتزول، بيد أنه أعرب عن ثقته في أن الرئيس أوباما سيبذل كل ما بوسعه من جهود للحد من آثاره من مكانته كرئيس للدولة.
وأشاد أيضاً بقرار نظيره اﻷمريكي بشأن إزالة كوبا من قائمة الدول الإرهابية. وقال إنه من داخل كوبا لم يتم أبداً القيام بعمل إرهابي ضد أي شخص.
وفي هذا الصدد ذكر القرار الذي اتخذته البلدان اﻷعضاء في تجمع دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ( سيلاك) في اﻹجتماع الذي عقد في العاصمة الكوبية هافانا في كانون الثاني/ يناير المنصرم بشأن تحويل المنطقة إلى منطقة سلام.
وأكد الرئيس الكوبي من جديد أن كوبا مستعدة لاجراء محادثات مع الولايات المتحدة بشأن كافة القضايا، ولكن دون أن تتخلى أبداً عن مبادئها كدولة ذات سيادة.
وحذر من أنه "يجب علينا أن نكون على أهبة الاستعداد ضد القوى التي تعارض تطبيع العلاقات الثنائية، بما في ذلك نواب من أصل كوبي ورؤساء مجموعات في ميامي. هذه القوى ستفعل كل ما بوسعها لإحباط هذه العملية.
علينا في هذا السياق أن نحافظ على موقف معتدل، ولكن ثابت، على ما أكد راؤول كاسترو.
ستواصل كوبا تعزيز ممارسة حقوق الإنسان وكذلك الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحق في السلام وتنمية الشعوب.
وفي وقت لاحق أكد من جديد دعم فنزويلا وأدان العقوبات المزعومة التي يُراد فرضها على الثورة البوليفارية.
وأكد أيضاً على قرار مواصلة التعاون مع الولايات المتحدة والمنظمات الدولية في مكافحة فيروس إيبولا في أفريقيا والأعمال الإنسانية الأخرى.
كذلك أعرب عن شكره لسلطات باناما للدعوة التي قدمتها إلى كوبا للمشاركة في قمة الأمريكيتين التي ستعقد في ذلك البلد في نيسان/أبريل المقبل.
وخلال مداخلته توقع الرئيس راؤول كاسترو نمو الاقتصاد الكوبي ما يزيد قليلاً على 4 في المئة بحلول عام 2015، الذي سيتم فيه اﻹستغلال الأفضل للموارد المادية، فضلاً عن زيادة الإنتاجية.
ودعا إلى مزيد من الانضباط الضريبي، وسط اقتصاد يميل إلى فتح مجالات جديدة للعمل الخاص. وأكد مجدداً أن كوبا ستحافظ على الملكية العامة للوسائل الرئيسية وموارد البلاد.
وقال إن تحديث الاقتصاد الكوبي سيتم دون تطبيق تدابير جذرية ومع التركيز دائماً على بناء اشتراكية مزدهرة ومستدامة. كما تحدث عن التوحيد النقدي، الذي لن يحل المشاكل الاقتصادية لوحده، غير أنه يساعد على تنظيم النظام المالي في البلاد. وفي هذا الصدد قال إنه ستتم مواصلة اتخاذ تدابير الاقتصاد الكلي بهدف تحسين الاقتصاد الكوبي.
وقد حظيت جلسة البرلمان الكوبي يوم السبت بحضور اﻷبطال الكوبيين الكوبية المعروفين باسم الخمسة وبحضورالشباب اليان غونزاليس، الصبي الكوبي الذي كان قد اختطف من قبل المافيا الكوبية في ميامي، بعد الرحلة البحرية الزاخرة بالأحداث، وأعادته السلطات الأمريكية إلى كوبا بعد مسار قضائي عسير في عام 2000. وكان يبلغ من العمر وقتئذ ست سنين.
كما حضر الجلسة بطل جمهورية كوبا، العقيد أورلاندو كاردوسو فيجافيسينسيو، وهو مناضل أممي حكم عليه بالسجن في الصومال لمدة 10 أعوام.
وأشار الرئيس الكوبي أخيراً إلى الذكرى السنوية السابعة والخمسين لانتصار الثورة في يناير/ كانون الثاني، وأكد أن الثقة في النصر التي غرسها فيدل كاسترو ستستمر بتسجيل أعمال جديدة لكوبا ولثورتها.