واشنطن، 28 فبراير/شباط (راديو هافانا كوبا) : صادقت كوبا عن استعدادها لمواصلة الحوار والتقدم في العلاقات مع الوﻻيات المتحدة على أساس الاحترام والمساواة والمعاملة بالمثل. جاء ذلك بعد اختتام الجولة الثانية من المباحثات بين ممثلون عن كلا البلدين في واشنطن.
و استأنفت كوبا والولايات المتحدة أمس الجمعة حوارهما التاريخي، في جولة ثانية من المباحثات الهادفة إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية وتطبيع كامل ينهي نصف قرن من النزاع.
والتقت وفود الحكومتين في مقر وزارة الخارجية الأميركية بعد جولة أولى من المحادثات في هافانا نهاية ديسمبر/كانون الثاني الماضي.
وترأس الوفد الكوبي خوسيفينا فيدال مديرة قسم الوﻻيات المتحدة في وزارة الخارجية، أما الوفد الأميركي مساعدة وزير الخارجية لشؤون النصف الغربي من الكرة الأرضية، روبرتا جاكوبسون.
يتمثل الهدف من المحادثات في إعادة فتح السفارتين في عاصمتي البلدين وتعيين سفيرين.
وتحدثت رئيسة الوفد الكوبي خوسيفينا فيدال عن تقدم في مجال أحياء العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارتين في البلدين.
وقالت "لقد عقدنا اجتماعا جيدا، أجرزنا تقدما في مفاوضاتنا، واعترفت أيضا باستمرار وجود قضايا عالقة، من بينها شطب كوبا من اللائحة الأميركية للدول الراعية للإرهاب.
وقالت أن الجزيرة الكاريبية تصر على تنفيذ مبادىء القانون الدولي والالتزامات بموجب اتفاقيات فيينا حول العلاقات الدبلوماسية والقنصلية بين الدول، و لا سيما فيما يتعلق باحترام الموظفين الدبلوماسيين والقوانين الوطنية وعدم التدخل بالشئون الداخلية للدول.
كما أكدت انه خلال الجولة الأولى من المباحثات تم تسليط الضوء على أهمية بدء مرحلة جديدة للعلاقات الثنائية وعلى أسس متينة والاحترام المتبادل، وأعلنت إن الوفد الكوبي قدم مقترح لإجراء حوار ثنائي حول حقوق الإنسان.
ومن المقرر أن يشارك رئيس مجلسي الدولة والوزراء جنرال الجيش الكوبي راؤول كاسترو والرئيس الامريكي باراك وأوباما في قمة الأمريكيتين التي تنعقد في شهر أبريل/نيسان المقبل والتي من المحتمل أن تشكل مناسبة للقاء سيكون تاريخياً ولإعادة فتح السفارتين.
وتطالب كوبا برفع الحصار المفروض منذ اكثر من نصف قرن من الزمن وأوباما يؤيد ذلك وطلب من الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون العمل على ذلك، لأنه المؤسسة الوحيدة التي تملك الصلاحية الدستورية للقيام بهذا الامر.
كذلك تطالب هافانا أيضاً، قبل إعادة فتح السفارة، بشطب اسمها عن لائحة وزارة الخارجية الأميركية للدول الراعية للإرهاب المدرج ضمن هذه اللائحة منذ عام 1982 مع جمهورية إيران الإسلامية وسوريا والسودان.
و عبّر البلدان عن ارتياحهما للتقدم الذي تحقق في حوارهما التاريخي، لكن على الرغم من هذا التقدم الذي تحقق في الجولة الثانية من المفاوضات الأميركية الكوبية الرسمية في واشنطن، اعترف البلدان بانه ما زالت هناك نقاط خلاف كثيرة قبل تطبيع كامل في العلاقات، وعلى رأس نقاط الخلاف هذه وجود كوبا على اللائحة الأميركية للدول المتهمة بدعم الإرهاب.
وجرت مفاوضات الجمعة بعد لقاء رسمي اول عقد في هافانا في نهاية يناير/كانون الثاني في أوج المفاجأة التي احدثها إعلان الرئيسين الأميركي باراك اوباما والكوبي راوول كاسترو في 17 ديسمبر/كانون الاول الماضي عن بدء انفراج بين البلدين الجارين.
وبعد 54 عامًا على قطع العلاقات الدبلوماسية خلال الحرب الباردة، أعلنت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون أميركا اللاتينية روبرتا جاكوبسون أن واشنطن يمكن إن تعيد فتح سفارتها في هافانا خلال ستة أسابيع، وترسل سفيرا الى هذا البلد.
وقالت في مؤتمر صحافي ردا على سؤال عن إعادة العلاقات الدبلوماسية، اعتقد انه بامكاننا فعل ذلك بحلول موعد قمة الأميركيتين، المقررة في بنما في 10 و11 أبريل/نيسان. وفي هذه الحالة يمكن إن تعيد كوبا فتح سفارتها في واشنطن، وتحدثت عن تقدم كبير ومحادثات بناءة ومشجعة مع الوفد الكوبي.
ويؤيد برلمانيون ديموقراطيون وجمهوريون رفع الحصار، لكن هناك كثيرين آخرين يعارضون هذا الاحتمال، وهم يدينون خصوصا عملية التطبيع معتبرين أنها جرت بدون حوار مسبق مع الحكومة الكوبية .