الأمم المتحدة، 28 أكتوبر/تشرين الأول (راديو هافانا كوبا) : اكد وزير العلاقات الخارجية الكوبي برونو رودريغيز، أن الشعب الكوبي لن يتخلى أبدا عن السيادة أو المسار الذي اختاره بحرية لبناء اشتراكية اكثر عدلا واكثر كفاءة ومزدهرة ومستدامة.
وفي الخطاب الذي ألقاه في جلسة الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة مسبقا للتصويت على مشروع قرار مقدم من قبل كوبا تحت عنوان "ضرورة أنهاء الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي الذي تفرضه الولايات المتحدة"، حذر برونو رودريغيز، أن الكوبيين مستمرين في البحث على نظام دولي اكثر عدلا ومتساوي وديمقراطي.
وأشار رئيس دبلوماسية الجزيرة الكاريبية في هذا الخطاب قائلا: “ اعترف الرئيس الأمريكي باراك اوباما ال 17 من ديسمبر/كانون الأول الماضي، أن الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي المفروض على كوبا قد فشل وعفا عليه الزمن ولم ينفذ الأهداف المتوقعة بعد فرضه على هافانا ويسبب بأضرار على الشعب الكوبي ويعزل الحكومة الأمريكية".
وأضاف انه منذ ذلك الحين يؤكد الرئيس الأمريكي بانه يجب إن يرفع هذا الحصار وقد طلب من الكونغرس للمضي قدما بدلا من العمل ضد أرادة المواطنين الأمريكيين الذي يدعمون بوضوح أنهاء هذه السياسة. والتزم أيضا للانخراط في النقاش بهذا الغرض واستخدام صلاحياته التنفيذية لتعديل تطبيقه.
وقال وزير خارجية كوبا انه خلال النقاش الأخير في جلسات قمة التنمية في مقر الأمم المتحدة اعرب اكثر من 60 من رؤساء الدول والحكومات عن ارتياحهم وتقديرهم عن المسار الجديد للعلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا بما في ذلك استئناف العلاقات الدبلوماسية وفتح السفارات بين البلدين، والكثير منهم طالبوا برفع الحصار الاقتصادي فورا.
واعترف برونو رودريغيز، بالتقدم المحرز بعد 23 عاما من اتخاذ قرار ضد هذا الحصار ولأول مرة، واعتقد أن هذا التقدم كان جائزة للمقاومة التي لا تعرف الكلل والاقتناع الراسخ للشعب الكوبي وقادة الأجيال التاريخية للثورة بقيادة فيدل كاسترو وراؤول كاسترو.
وأشار وزير العلاقات الخارجية الكوبي برونو رودريغيز قائلا: “ نظرا للمطالبة بالأجماع من قبل الأسرة الدولية من خلال تصويت 188 دولة عضو في الأمم المتحدة العام الماضي وفي المشاركة الكوبية في قمة الأمريكيتين في جمهورية بنما، والأغلبية الساحقة من مواطني الولايات المتحدة والجالية الكوبية في هذا البلد، أعلنت حكومة الولايات المتحدة على سياسة جديدة تجاه كوبا. لكن هذه التدابير المتخذة من قبل حكومة واشنطن والتي دخلت حيز التنفيذ ال 16 من يناير/كانون الثاني الماضي ثم مددت ال 18 من سبتمبر/أيلول، على الرغم من أنها إيجابية، فهي فقط تعدل وبشكل محدود بعض العناصر في تطبيق الحصار.
واعرب برونو رودريغيز عن شكره لجميع حكومات وشعوب العالم، والبرلمانيون والقوات السياسية والحركات الاجتماعية وكذا ممثلون المجتمع المدني والمنظمات الدولية والإقليمية، ولا سيما الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة، للمساهمة في رفع الأصوات والتصويت سنة بعد سنة لأثبات العدالة والضرورة الملحة لرفع حصار واشنطن.
كما أشار برونو رودريغيز قائلا: “ أن الحصار هو انتهاكا صارخا وواسع النطاق لحقوق الإنسان لجميع الكوبيين، ويخالف القانون الدولي، ويصنف كعمل إجرامي حيث أن الهدف الرئيسي منه ليس بهدف آخر غير فرض الاختناق الاقتصادي والاجتماعي على الامة الكوبية وذلك بحرمانها من وسائلها الرئيسية للبقاء، وتفتقد الموانع والقيود التي يفرضها الحصار على الشعب الكوبي لأي أساس قانوني وأخلاقي ومعنوي، فاستنادا إلى ما ينص عليه الفرع ج) من المادة الثانية من معاهدة جنيف بشأن الوقاية من جريمة لإبادة والمعاقبة عليها، المبرمة في التاسع من ديسمبر/كانون الأول 1948، فان الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا يصنف كعمل إبادة، وبالتالي فهو يشكل جريمة بحق القانون الدولي”.
وأضاف أن ال 77 بالمائة من الكوبيين تولدوا في ظل الحصار ومن الصعب إحصاء الأضرار الناجمة عن هذه السياسة للأسر الكوبية.
واعترف ردوريغيز انه ومع ذلك، فان الطريق سيكون طويلا وصعبا من الآن وصاعدا، واكد انه في حين يستمر الحصار، فان كوبا ستواصل تقديم المشروع قرار في الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة.