هافانا، 29 أكتوبر/تشرين الأول (راديو هافانا كوبا) : خصصت قناة الميادين العربية هذا العام جائزة "جدارة الحياة" للقائد التاريخي للثورة الكوبية فيدل كاسترو، اعترافا بعمله وتكريما لحياته المكرسة للقضايا العادلة على مستوى العالم.
وفي تصريحات للصحافة الكوبية، اكد غسان بن جدو رئيس قناة الميادين، أن فيدل كاسترو يعتبر مثالا للثوريين على مستوى العالم، وقال: "نحن سعداء لمنح هذه الجائزة هنا في وطنه، وسعداء أيضا بانه قبل هذا التكريم البسيط".
وأشار رئيس قناة الميادين، "أن فيدل كاسترو هو رمز للثورات بغض النظر عن المنطقة الجغرافية التي تعمل فيها، وكوبا هي واحدة من البلدان الأكثر تمثيلا للدفاع عن القضايا العادلة".
وقال أن القناة العربية تشارك في المؤتمر الدولي للراديو والتلفزيون منذ افتتاحه ولأول مرة ولديها جناح خاص بها وذلك يدل عن دافع الحب لكوبا وشعبها وثورتها وثقافتها".
وأشار غسان بن جدو، "بالإضافة إلى ذلك، يخصص جناح الميادين لموضوع مرتبط بالمجتمع وسياسة الجزيرة الكاريبية وهذه المرة هو تكريم لجميع الثورات في العالم".
كما أشار أن القناة التي يتزعمها بدأت البث منذ اربع سنوات ومنذ البداية تنشر عن ما يجري في أمريكا اللاتينية ومنطقة بحر الكاريبي للمجتمع العربي. وأضاف "أن فيدل كاسترو يعتبر رمز للثورات" .
وتشارك قناة الميادين في المؤتمر الدولي للراديو والتلفزيون منذ تأسيسه في قصر المؤتمرات في العاصمة الكوبية هافانا والذي افتتح ال 25 ويختتم ال 30 من الشهر الجاري.
ويشارك في هذا المؤتمر الذي افتتح رسميا الأحد الماضي، أخصائيون من 35 دولة من بينهم رئيس قناة الميادين السيد غسان بن جد، ورئيسة قناة تليسور الفنزويلية باتريسيا فييغاس والأمين العام لبرنامج التربية التلفزيوني لدول أمريكا اللاتينية وأسبانيا والبرتغال البيرتو فيررير، ورئيس شبكة الأعلام المجتمعي والخياري لمقاطعة انزاتيغي الفنزويلية.
وكجزء من أنشطة مهرجان الراديو التلفزيون، جرى في قصر المؤتمرات في العاصمة الكوبية هافانا النشاط الرسمي لمنح جائزة "جدارة الحياة" وبمشاركة مسئولين من الحكومة والحزب الشيوعي الكوبي ووزارة الخارجية والمنظمات الجماهيرية الكوبية حيث تم عرض فلم وثائقي لقناة الميادين عن عمل وحياة القائد التاريخي للثورة الكوبية فيدل كاسترو.
وفي الكلمة التي ألقاها رئيس القناة غسان بن جدو أشار حرفيا:
كلمة جدارة الحياة.
ايها الاحبة الكرام جميعاً، أهلا بكم في قلوبنا واشفار عيوننا في بلدكم الجميل والعظيم بقيمه وتاريخه وثورته كوبا وعاصمتها هافانا..
هي لحظات تاريخية بالنسبة لنا بكل ما للكلمة من معنى. اليوم هو يوم الزعيم الاممي والثوري الكبير فيديل كاسترو روس. في كوبا، الايام كلها هي ايام فيديل وتنطق بنبض فيديل. هذا صحيح، فبصماته تتحدث بذاتها من دون عناء التفتيش في كل زاوية، لكننا اردنا هذا اليوم ان يكون لنا لنقول لفيديل: نحبك ولن ننساك لانك باختصار والدنا ورمزنا..
اننا نفخر ونتذكر بنخوة لا يمكن أن تضمر وتذوب، ثورة كوبا العظيمة على الطغيان والاستغلال والاحتلال والهيمنة، لكن انجازاتك التاريخية العظيمة والدنا فيديل لم تتوقف عند انتصار الثورة، لان ما رسخ الثورة وجعلها بالفعل ثورة وليست مجرد حركة عسكرية، انك جعلت من كوبا الجزيرة الصغيرة قوة عظمى بفكرها وقيمها وسياساتها ومواقفها.. قوة عظمى بالفعل ولا نبالغ.. قوة عظمى بنموذج الوطنية والصلابة وعدم الانحناء امام الضغوط والتجويع والتهديد..انك كومندنتي نجحت مع رفاقك المخلصين الكبار، في اقامة دولة قوية وفي ترسيخ مجتمع متماسك لشعب معطاء جبار، ونجحتم بجدارة في نشر التعليم وتوسيعه وفي توفير الصحة للناس، وفي جعل كوبا نموذجا عالميا للطب المتطور والاطباء الانسانيين لا الاطباء المتاجرين، ونجحتم في توفير الامن والامان للمواطن،وما اغلى الامان ايها الاعزاء لو تعلمون، ونجحتم في تجذير ثقافة الكرامة الوطنية، والعزة ورفض الذل والهوان، وواجهتم الحصار بشجاعة تُدَرَّسُ في العالم، وانتم كومندنتي جعلتم من القيادة نموذجا لالتصاق الزعيم بالشعب والعيش بين الجماهير وليس للقيادة بفوقية على الشعب والاستخفاف بالجماهير. لا يمكن أبدا ان ننسى كيف ساندتم حركات التحرر في العالم من افريقيا الى آسيا والعالم الثالث والعالم العربي ضد الاستعمار والاحتلال، ولا يمكن ان ننسى كيف وقفتم دائما في وجه الحروب والمؤامرات، ولن ننسى ابدا ان فيديل ،، وكوبا/ فيديل كاسترو كانت وهي ماتزال مناصرة للقضية الفلسطينية وكفاح ومقاومة الشعب الفلسطيني
من اجل التحرر والانعتاق من ربقة الاحتلال الاسرائيلي والعنصرية والتمييز الديني القبيح. لا يمكن ان ينسى احرار العرب والعالم، انكم وقفتم الى جانب المقاومة في لبنان واحتضنتموها ولو من بعيد ولم تبخلوا عليها بمواقف الدعم والنصرة..
اذ فانك رمز باستحقاق لجدارة الحياة.
كومندنتي الحبيب..
هل تعرف سيدي انني انا ابن جيل المقاومة والكفاح ضد الاحتلال، كنت تشرفت بزيارتكم في هافانا ووهبتموني منحة دخول مكتبكم المتواضع بجمال، والصغير بكبر، والدافئ بعطاء، وذلك عام ألفين غداة قمة الالفية في نيويورك..اجريت معكم مقابلة تلفزيونية، وحين انتهى الحوار سألتموني: من أين انت قادم؟ وحين اجبتكم بأنني قادم من لبنان وجنوبه الذي كان تحرر من الاحتلال الاسرائيلي وقتذاك قبل اشهر قليلة من لقياكم، حين علمتَ بانني قادم من لبنان، وضعت يدك على رأسي وعلى كتفي، ووجهت تحية صادقة رائعة للبنان ومقاومته وانتصارها، وهوما حدا بي الى التقدم اليكم ومعانقتكم، فما كان منك ايها الوالد الروحي الحبيب الا ان عانقتني كأنك تعانق لبنان واهله والمقاومة ورجالها وفلسطين وفدائييها.
اذكر لكم هذا، ليس فقط لانها تشرفني في مشوار حياتي البسيط، لكن لاقول اننا اتيناكم عامها ونحن منتصرون محرٍرون متحررون..اليوم، نأتيكم من لبنان الذي يتعرض لاهتزاز بسبب الزلزال الذي يضرب امتنا كلها..نأتيكم والمقاومة التي حققت النصر وجلبت الفخر للعرب والاحرار، هي اليوم تتعرض للغدر والطعن في الظهر..نأتيكم من وطننا العربي المثخن بالجراح. نحن نأتيك وشعوبنا تعيش أسوأ مراحل تاريخها على الاطلاق: حروب ودماء وظلم وظلام. نأتيك نشكو تآمراً غير مسبوق، على تاريخنا وذاكرتنا وحاضرنا ومستقبلنا وثرواتنا وطاقاتنا وثقافتنا وكل ما نملك، لا بل على وجودنا وحياتنا كلها. لقد تكالب علينا حلف الشر العالمي واتباعه لجر منطقتنا الى فوضى العنف والقتل والصلب والحرب.
نأتيك كومندنتي نشكو واقعنا المرير، لكن لنخبرك ايضا اننا غير مستسلمين ولن نتراجع او ننهار او ننهزم داخلياً كما يريدون ويخططون. اطمئنوا ايها الاعزاء.. سننتصر عليهم بارادتنا وصمودنا وبما تعلمناه من قيم الثبات والمواجهة والذكاء ممن سبقونا ونجحوا وكافحوا وانتصروا، وفيديل يبقى في هذا رمزنا بمدرسة العظمى في الصمود والنصر..
ان شبكة الميادين الاعلامية تتشرف بتكريم الزعيم الثوري الاممي فيديل باسمها وباسم ابنائها واحبائها وباسم الجيل الذي تمثله وتنتمي اليه، وباسم جيل الثورة الفعلية والمقاومة الحقيقية ولنعلن رفضنا للثورة المضادة وللوجوه الكالحة من اعداء المقاومة.
اود ان اتقدم بالشكر الجزيل للاحبة جميعاً هنا في كوبا فردا فردا ومؤسسة مؤسسة. الشكر الخاص للقيادة السياسية والحزبية العليا التي لم تبخل علينا بكل جميل ومحبة وتعاون..شكراً لجميع العاملين في المؤسسة الكوبية للراديو والتلفزيون و رئيسها الصديق دانيلو سيريو، وشكراً للمؤسسة الكوبية للصداقة مع الشعوب ورئيستها صديقة العرب العزيزة كينيا سيرانو بويغ، والى قصر المؤتمرات ادارة وعاملين على حسن رعايتهم وتشريفهم لنا باقامة هذا الحفل في عاصمتهم الجميلة، عاصمتنا هافانا.
ومع تجديد الشكر للجميع من دون استثناء، اسمحوا لي ان اوجه الشكر الاحر والتحية الاخلص للزعيم فيديل الذي قبل بنفسه ان نكرمه وعلى ارضه، وادعو السيد (...) ليشرفنا بتسلم درع جدارة الحياة لفديل كاسترو روس بصفته زعيما ثوريا امميا بجدارة واستحقاق.