شهد العالم فعلًا لعقود من الزمن من التضامن والحب من قبل دولة صغيرة، تم حظرها إجراميًا، لكنها قاومت وتجاوزت القيود لتضمن لمواطنيها حقوق الإنسان الأساسية، كما أنها، دون قيد أو شرط، تميل يدها إلى أولئك الذين هم الاكثر احتياجًا للمساعدة.
وقامت الفرق الطبية الكوبية بإيصال الحياة والأمل إلى أماكن مختلفة، والتي هي هدف دائم للأعمال العدائية والعدوانية من قبل أولئك الذين يحاولون تشويه الطبيعة الإنسانية لعملهم.
وأعاد أعضاء البرلمان الأوروبي الآن ربط التعاون الطبي الكوبي بالاتجار بالبشر. وهذه كذبة مستهلكة للولايات المتحدة، تساندها دول تتبع أحكامها وتعترف بتدخل واشنطن في أراضيها، وهذه العناصر تتجاهلها الملايين التي أنفقتها واشنطن لشراء شهادات مزيفة وبالتالي توثيق اتهامات غير مشروعة ضد كوبا.
ولا يأخذون في الاعتبار الضغوط والحوافز مثل منح التأشيرات، وهي ممارسة قديمة للولايات المتحدة، أو أنهم لم يعودوا يتذكرون القانون الخاص بالكوبيين الذي سعى لتشجيع الهجرة غير الشرعية من خلال منح معاملة تفضيلية لأولئك الذين ولدوا في كوبا.
لكن قبل كل شيء، يتناسى البعض منهم، وفي الوقت المناسب، الرأي الإيجابي حول الأداء والمهنية العالية للأطباء الكوبيين وامتنان الحكومات والشعوب لعملهم النبيل، كما انهم غير مدركين للعجز الذي تركت فيه مجتمعات كثيرة عندما يغادر المتخصصون الكوبيون، لأن الرعاية الصحية لا تصل إلى تلك المناطق النائية.
ولم يرفض الأطباء الكوبيون مطلقًا لتنفيذ هذه المهام، وكانوا على خط المواجهة في حالات الكوارث الطبيعية أو حالات الطوارئ الصحية، وتعرف البلدان في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وآسيا وأفريقيا وحتى أوروبا عن تفاني وأخلاقيات وإعداد عمال الإغاثة الكوبيين.
وبعد إعصاري جورج وميتش في أمريكا الوسطى في عام 1998، وفي باكستان، التي دمرها زلزال عام 2005، وفي غرب إفريقيا لمواجهة الإيبولا، كان المتخصصون الصحيون الكوبيون حاضرين لإنقاذ حياة السكان.
وفي الآونة الأخيرة مع ظهور جائحة كوفيد-19، عرضت كوبا أيضًا مساعدتها في مكافحة المرض الناجم عن فيروس كورونا.
ولقد تم إنقاذ أرواح لا حصر لها خلال عقود من المساعدة الطبية الكوبية، وأولئك الذين يحاولون تشويه طابعها الإنساني والضغط من أجل رفضها، يرتكبون جريمة من خلال حرمان ملايين الناس من هذا الحق غير القابل للتصرف.
لكن كوبا لا تتخلى عن التزامها بالحياة وهذا ما قاله البطل الوطني خوسيه مارتيه بأن "الوطن هو الإنسانية" لمواصلة تقديم المساعدة لأكثر الناس تواضعا.