هافانا، 17 كانون الاول/ ديسمبر 2023 ( راديو هافانا كوبا): كان عام 2023 عامًا حافلًا بالأحداث المهمة بالنسبة لكوبا، على الصعيدين المحلي والدولي.

 

1 - تولي هيئة تشريعية جديدة للجمعية الوطنية للسلطة الشعبية (البرلمان)،  إعادة انتخاب ميغيل دياز كانيل رئيسًا.

 

في يوم تاريخي بالنسبة للكوبيين مثل يوم 19 نيسان، الذي يمثل هزيمة غزو المرتزقة في بلايا خيرون (خليج الخنازير) عام 1961، انعقدت الجلسة التأسيسية للهيئة التشريعية العاشرة للجمعية الوطنية للسلطة الشعبية، المكونة من 470 نائبًا منتخبين في الانتخابات الوطنية.

وتوجه نحو 76% من القائمة الانتخابية إلى صناديق الاقتراع في 26 آذار لترشيح أعضاء الهيئة التشريعية التي تضم تركيبتها نحو 56% من النساء و19.79% من الشباب.

وتمثل جميع قطاعات المجتمع في الجمعية التي أعادت في دورتها التأسيسية انتخاب ميغيل دياز كانيل رئيسا للجمهورية وسلفادور فالديس ميسا نائبا للرئيس لفترة خمس سنوات جديدة.

وفي ذلك اليوم، تم التصديق أيضًا على إستيبان لازو كرئيس للجمعية الوطنية وتم انتخاب بقية أعضاء مجلس الدولة.

 

2 – الاحتفال في كوبا بمناسبة مرور 70 عامًا على الاعتداءات على ثكنة مونكادا وثكنة كارلوس مانويل دي سيسبيديس.

 

شارك حوالي 10 آلاف شخص من محافظة سانتياغو دي كوبا، يمثلون كل الشعب، بقيادة قائد الثورة، جنرال الجيش الكوبي راؤول كاسترو، والرئيس ميغيل دياز كانيل، في الاحفال بمناسبة الذكرى السبعين للاعتداءات على ثكنات مونكادا، في سانتياغو دي كوبا وكارلوس مانويل دي سيسبيديس في بايامو.

والقى الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل كلمة في اهذا الحدث، حيث أكد أنه "طالما استمرت الولايات المتحدة في محاولاتها لخنقنا بحصار الإبادة الجماعية، وطالما أننا لم نصل إلى مستوى من الرخاء، فأنه سيكون هناك لكل مواطن كوبي مونكادا  للهجوم".

وشارك الى جانب الكوبيين في هذه الذكرى السنوية الهامة لـ 26 تموز/يوليو، يوم التمرد الوطني، (العيد الوطني في كوبا) فرق للتضامن مع كوبا، مكونة من مواطنين من 26 دولة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وأمريكا الشمالية وأوروبا.

 

3 – كوبا تتولى الرئاسة المؤقتة لمجموعة ال 77 والصين

 

تولت كوبا في شهر كانون الثاني الرئاسة المؤقتة لمجموعة الـ 77 والصين للمرة الأولى، وهي مسؤولية كبيرة اضطلعت بها بجدية وبالتزام قوي طوال العام.

وفي طليعة آلية التشاور هذه، دافعت كوبا عن حقوق وتطلعات دول الجنوب في مختلف المحافل الدولية وعملت على تعزيز التعاون والتوافق والتكامل.

وكانت إحدى اللحظات المميزة لقيادة المجموعة هي الاحتفال في هافانا يومي 15 و16 أيلول بقمة رؤساء دول وحكومات الكتلة، تحت شعار "التحديات الحالية للتنمية: دور العلوم والتكنولوجيا والابتكار".

وفي إطار المساهمة أيضاً في البحث عن حلول لمشاكل الشعوب الملحة، دعت كوبا إلى عقد قمة لقادة الكتلة في الثاني من كانون الاول في دبي، في إطار المؤتمر الثامن والعشرين للامم المتحدة المعني بتغير المناخ، المنعقد في دولة الإمارات العربية المتحدة.

 

4 -  كوبا تستضيف الجولة الثالثة من حوار السلام بين حكومة كولومبيا وجيش التحرير الوطني

 

كانت هافانا مقرا للدورة الثالثة من محادثات السلام بين شهري مايو ويونيو بين حكومة الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو وجيش التحرير الوطني.

وتم التوقيع في العاصمة الكوبية على اتفاقيات مهمة بشأن مشاركة المجتمع الكولومبي في بناء السلام ووقف إطلاق النار الثنائي والوطني.

وترأس مراسم توقيع الاتفاقيات غوستافو بيترو ونظيره الكوبي ميغيل دياز كانيل، وفي الحفل الرسمي، تم تسليط الضوء على الدعم الذي تقدمه كوبا للسلام في كولومبيا، وتم رفض إدراج الدولة الكاريبية في قائمة الولايات المتحدة الأحادية الجانب للبلدان التي يُفترض أنها ترعى الإرهاب.

 

5 - الإدانة الدولية للحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا

 

أدانت الجمعية العامة للأمم المتحدة وللمرة الحادية والثلاثين، الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا منذ أكثر من ستة عقود، والذي يعيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد وينتهك حقوق الإنسان لشعب بأكمله.

وصوتت 187 دولة لصالح مشروع القرار الذي قدمته كوبا بشأن ضرورة وضع حد لهذه السياسة العدائية التي تسببت خلال الفترة من مارس 2022 إلى فبراير من هذا العام في خسائر تجاوزت 4 مليار و4867 مليون دولار.

والولايات المتحدة، المدعومة فقط من قبل شريكتها إسرائيل، أصبحت معزولة مرة أخرى في حصارها ضد الشعب الكوبي، العزلة التي لم تكن واضحة في التصويت فحسب، بل أيضاً في التضامن الكبير مع كوبا الذي تم التعبير عنه في مداخلات ممثلي الدول من جميع أنحاء العالم وكذا المنظمات الإقليمية.

ولا شك أن رفض الحصار كان واضحا هذا العام، فبعد خمسة عشر يوما فقط من التصويت التاريخي في الأمم المتحدة، كانت بروكسل مقرا لمحكمة دولية ضد هذا الإجراء العدائي، وهي المبادرة التي أطلقت في تموز في قمة الشعوب، التي انعقدت بالتوازي مع قمة مجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (سيلاك) والاتحاد الأوروبي.

وقضت المحكمة بأن الحصار الاقتصادي ينتهك القانون الدولي والمعايير العالمية للتعايش السلمي ويؤثر على الظروف المعيشية لشعب بأكمله.

 

6 - المؤتمر الرابع "الأمة والهجرة".

 

انعقد على مدى يومين، المؤتمر الرابع "الأمة والهجرة" في هافانا، وشارك فيه حوالي 400 كوبي مقيم في الخارج لمواصلة تعزيز علاقات أوثق وأكثر بناءة مع الأرض التي ولدوا فيها.

وكان احترام سيادة كوبا واستقلالها هو أساس هذا المؤتمر، الذي بدأ عام 1978 وروج له الزعيم التاريخي للثورة الكوبية، فيدل كاسترو.

وأكد المدير العام للشؤون القنصلية والاهتمام بالكوبيين المقيمين في الخارج، إرنستو سوبيرون، بأن كوبا تشهد حاليًا أفضل لحظة في العلاقات مع مواطنيها في الخارج.

وأظهرت هذه النسخة الجديدة من مؤتمر "الأمة والهجرة"، الذي كان من المقرر عقده في البداية في عام 2020 وتم تأجيله بسبب جائحة كوفيد-19، مرة أخرى أن جزءًا كبيرًا من المواطنين مهتمون بعلاقة مستقرة ومرنة مع الوطن الأم والمساهمة في تطورها الاجتماعي والاقتصادي.

 

7 - نشاط دبلوماسي مكثف وتوطيد العلاقات مع الدول الصديقة

 

كان لكوبا عام 2023 مشاركة ملحوظة في الأحداث الدولية وعززت العلاقات مع الدول الصديقة في زيارات على أعلى مستوى، وتبرز مشاركة الرئيس ميغيل دياز كانيل في الدورة الثامنة والسبعين من دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي قمة طموح المناخ، في أيلول في نيويورك.

كما حضر الرئيس الكوبي القمة الثالثة بين مجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي والاتحاد الأوروبي التي عقدت في بروكسل، كجزء من زيارته إلى أوروبا حيث زار البرتغال.

كما قام بجولة في العديد من الدول الأفريقية بما في ذلك أنغولا وموزمبيق وناميبيا وجنوب أفريقيا، وفي الدولة الأخيرة حضر قمة البريكس.

وفي جولة في الشرق الأوسط، حضر مؤتمر الأمم المتحدة الإطاري الثامن والعشرين للأطراف المعني بتغير المناخ في الإمارات العربية المتحدة، وقام أيضا بزيارات رسمية إلى قطر وإيران، وفي شهر حزيران الماضي، سافر الرئيس الإيراني، سيد إبراهيم رئيسي، إلى الأراضي الكوبية، وتم التوقيع على اتفاقيات مهمة.

خلال العام، القى رئيس الوزراء مانويل ماريرو كروز شخصيًا في المجلس الحكومي الدولي الأوراسي والمؤتمر الأوراسي الثالث، وقام بزيارات إلى روسيا والصين وبيلاروسيا.

بدوره،  قام نائب الرئيس سلفادور فالديس ميسا بجولة إفريقية شملت غانا ورواندا وإثيوبيا وغينيا بيساو.

 

8 – أستمرار تقدم التكنولوجيا الحيوية الكوبية

 

كان عام 2023 عامًا آخر من التقدم المؤكد في مجال التكنولوجيا الحيوية في كوبا، حتى مع القيود التي يفرضها الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة، وطوال هذه الأشهر الاثني عشر، تم تطوير 104 تجارب سريرية تتعلق بالسرطان وكوفيد- 19 ومنطقة العدوى، من بين أمور أخرى.

ويبرز الدواء المرتبط بدواء نيورالسيم لعلاج مرض الزهايمر واللقاح المرشح كيمي-فيو ضد المكورات الرئوية لدى الأطفال.

وتم أيضًا تعزيز التحالفات مع دول أخرى مثل الصين والبرازيل وروسيا وإيران في هذا المجال لنقل التكنولوجيا وتطوير المشاريع المشتركة.

 

9 - الاعتراف الدولي بكوبا

 

تم انتخاب كوبا وللمرة السادسة لعضوية مجلس حقوق الإنسان، مما يدل على المكانة التي حققتها البلاد في عمل هذه الهيئة.

وكانت كوبا الدولة التي حصلت على أكبر عدد من الأصوات في المنطقة، اعترافًا بالتقدم الكبير الذي أحرزوه في التمتع بامتيازات المواطن الكوبي كافة.

ومن بين الأولويات التي توليها الحكومة الكوبية لتطوير التعليم والعلوم والثقافة انتخاب كوبا عضوا في المجلس التنفيذي لليونسكو.

وصوتت مائة وثمانية وخمسون دولة لصالح انضمام الجزيرة الكاريبية إلى المجلس، والتي كانت بالفعل جزءًا منه في مناسبات أخرى.

 

10 - تضامن كوبا الواسع مع الشعب الفلسطيني

 

اجتاحت كوبا موجة من التضامن مع الفلسطينيين، حيث نظمت مسيرات حاشدة، بدعوة من اتحاد الشباب الشيوعي، في المدن الرئيسية في البلاد ضد الإبادة الجماعية التي يتعرض لها هذا الشعب على يد النظام الصهيوني في إسرائيل.

وقاد مسيرة هافانا الرئيس ميغيل دياز كانيل، ومسؤولون آخرون في الحكومة الكوبية، التي دعت في جميع الأوقات إلى حل واسع وعادل ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على أساس إقامة الدولتين.

وكمثال آخر على الدعم لهذا الشعب، عقد الرئيس دياز كانيل اجتماعا عاطفيا مع 144 شابا فلسطينيا يدرسون الطب في كوبا، والذين أكد لهم مجددا أن فلسطين يمكنها دائما الاعتماد على كوبا.