إن الوقاحة والكذب وانحراف الإمبراطورية ينهار أمام زيادة الأخلاقية المتراكمة في التاريخ الكريم للبعثات الصحية الكوبية، كتب على شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر"، رئيس جمهورية كوبا، ميغيل دياز كانيل بيرموديز.
وكانت تصريحات الرئيس الكوبي قد جاءت كاستمرارية للتنديد في بيان رسمي لوزارة الخارجية الكوبية بشأن قرار الحكومة الامريكية الأخير بتنفيذ برنامج لتمويل الإجراءات والبحث عن معلومات لمحاولة تشويه وتخريب تعاون كوبا الدولي في المجال الصحي في عشرات البلدان والذي يستفيد منه ملايين الناس.
وقد نددت وزارة العلاقات الخارجية الكوبية وانتقدت بشدة عدوان حكومة الولايات المتحدة الأخير على كوبا من خلال برنامجٍ للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مخصّص لتمويل تحركات والحصول على معلومات هدف تشويه وتعطيل التعاون الدّولي الذي تقدّمه كوبا بمجال الصحّة في عشرات البلدان ويستفيد منه ملايين الأشخاص.
وأشارت في بيان رسمي، إنه مسعىً جديد يضاف إلى الضغوط الفظة التي تمارَس على عدة حكومات من أجل عرقلة التعاون وإلى محاولات سابقة ذات أهداف مماثلة، كالبرنامج الخاص "بارولي" الساعي لنهب الموارد البشريّة المؤهَّلة في كوبا.
منا أشار البيان انه "يتمحور مركز الافتراء اللاأخلاقي في الادّعاء، بدون أي أساس من الصحة، أن كوبا ترتكب الاتّجار بالأشخاص أو ممارسة العبوديَة وفي السعي للطعن بالعمل المشهود له الذي مارسه ويمارسه طوعاً على مدار التاريخ مئات الآلاف من المهنيّين والفنيين الكوبيين في مجال الصحة في العديد من البلدان، لا سيّما منها بلدان من العالم الثالث".
وقال البيان انه يتعلّق الأمر بإهانةٍ لبرامج التعاونية الثنائية والحكوميّة، القائمة بصورة مشروعة وقانونية بين الحكومة الكوبية وحكومات عشرات البلدان، وهي برامج تتناغم مع مبادئ منظمة الأمم المتحدة المتعلّقة بالتعاون جنوب-جنوب وتأتي استجابة لمتطلبات صحية حدّدتها هذه الحكومات نفسها بسيادة.
وهذه الحملة هي جزء من زيادة الحصار الأمريكي المفروض على كوبا، حيث قامت حكومة واشنطن في الآونة الأخيرة بتفعيل الباب الثالث من قانون هيلمز -بيرتون، وحظر الرحلات البحرية إلى الموانئ الكوبية وكذا تخريب شحنات النفط الفنزويلي إلى كوبا.
وكانت حملة تخريب التعاون الطبي الكوبي بتواطؤ الرئيس الحالي للبرازيل، جاير بولسانارو، وهي جزء من هدف الإدارة الأمريكية الحالية لتنفيذ مبدأ مونرو في أمريكا وتصفية العمليات الثورية في كوبا وفنزويلا ونيكارغوا ودول أخرى من القارة الامريكية.
وبالنسبة للعصابة الفائقة المحافظة في البيت الأبيض، فإن الاعتراف الدولي الذي تلقته كوبا منذ مايو 1963 بدأ برنامج التعاون الطبي في الجزائر من أجل العمل تضامنا في لحظات مأساوية من الكوارث الطبيعية والزلازل والفيضانات والأوبئة وأحداث أخرى.
وكما ذكر وزير الصحة الكوبي، خوسيه بورتال ميراندا، ليس من المقبول التشكيك في كرامة ومهنية وإيثار أكثر من 400 ألف من العمال الكوبيين في مجال الصحة الذين أكملوا مهمات في 164 دولة، مما جلب أفضل المعرفة وأعلى أداء متكامل.
وإلى هذا الجهد الهائل، ينضم عمل كوبا إلى التدريب المكثف للأطباء في كلية الطب الامريكية اللاتينية، التي أنشأها الرئيس فيدل كاسترو في ذلك الوقت، والتي تخرج منها 29 ألف طبيب من عدة قارات، معظمهم الشباب من عائلات متواضعة من العالم الثالث، وكذلك من الولايات المتحدة نفسها.
إنها عظمة أمة صغيرة، كوبا، التي لديها كجار لها، الولايات المتحدة، وهي بلد متجه نحو العناية الإلهية، كما حذر سيمون بوليفار، محرر القارة الامريكية من الاستعمار الاسباني، أن هذا البلد الجبار يبتلي أمريكا اللاتينية بالبؤس باسم الحرية.