نشرت المنظمة البريطانية غير الحكومية، أوكسفام، تقريرًا جاء فيه أن واحد في المائة من الدول الغنية في العالم أطلقت ضعف عدد الغازات الملوثة في الغلاف الجوي على مدار الخمسة وعشرين عامًا الماضية مقارنة بأفقر نصف البشرية.
وكانت الدراسة بعنوان "مكافحة عدم المساواة في انبعاثات الكربون" ويتزامن نشرها مع الاحتفال بالجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث سيناقش قادة الدول الأعضاء عبر الفيديو بسبب جائحة كوفيد-19، من بين قضايا أخرى، مشكلة الاحتباس الحراري.
وحتى الآن، ارتفع متوسط درجة حرارة الكوكب بمقدار درجة مئوية واحدة مقارنة بعصر ما قبل الصناعة، مما تسبب في ظواهر شديدة، مثل الأعاصير والجفاف وحرائق الغابات ووباء الجراد الذي دمر المحاصيل في إفريقيا، حيث كان الضحايا الرئيسيون لهذه الكوارث هم الأفقر، ولا سيما النساء والأطفال، الذين يشاركون بشكل ضئيل للغاية في انبعاث غازات الاحتباس الحراري.
إن هدف البشرية المتمثل في الحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة دون 1.5 درجة مئوية بحلول نهاية القرن مهدد بنمط غير منطقي من الإنتاج والاستهلاك. وهناك خطر أنه عندما تمر حالة الطوارئ العالمية الناجمة عن فيروس كورونا المستجد، فإن إطلاق ثاني أكسيد الكربون سيؤدي إلى إحداث أضرار جسيمة بالبيئة.
وقال تيم جور، رئيس سياسة المناخ في منظمة أوكسفام ومؤلف التقرير، إن "الاستهلاك المفرط لأقلية غنية يؤدي إلى تفاقم أزمة المناخ، لكن المجتمعات الفقيرة والشباب هم من يدفعون الثمن".
وقال المسؤول إنه في ظل الظروف الحالية لم يعد من الممكن حتى العودة إلى نفس النماذج الاقتصادية التي كانت موجودة قبل الجائحة، لذلك يجب على الحكومات الاستفادة منها للحد من التلوث الناجم عن الأغنياء والاستثمار في مستقبل الفقراء.
وقال إن البديل هو فرض ضرائب على بعض العناصر الكمالية غير الضرورية، مثل سيارات الكروس أوفر التي تجمع بين خصائص سيارة حضرية وخصائص سيارات الدفع الرباعي الريفية وتكون مرتفعة في استهلاك الوقود.
وليس من المستدام أن يلوث أغنى 63 مليون شخص الكوكب ويلوث الغلاف الجوي ضعف ما يفعله 3.1 مليار من الفقراء، وفوق كل شيء، فإن هؤلاء هم الذين يدفعون عواقب العيش في هذا العالم. الذي يسير ببطء ولكن بلا هوادة نحو الانقراض.