على عكس ما قد يعتقده الناس، نظرًا لشدة جائحة كوفيد-19 الذي يجتاح معظم أنحاء العالم، يظل الخطر الناجم عن تغير المناخ بالنسبة للكثيرين كحالة طوارئ عالمية والتي تتطلب استجابات نشطة وعاجلة.
جاء ذلك من خلال أكبر مسح تم إجراؤه على الإطلاق حول هذه القضية المثيرة للجدل، قام به برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والذي شمل مليون و200 ألف شخص يعيشون في 50 دولة، سواء من بين أكثر الدول اكتظاظًا بالسكان على وجه الأرض وذات أعلى مستوى دخل، وكذلك الأقل حظوة.
وكانت خصوصية هذا البحث هي أن حوالي نصف الأشخاص الذين تمت مقابلتهم كانوا في عمر 18 عامًا أو أقل، مما يعني تمثيلًا عاليًا جدًا للشباب في نتائج المسح. وتمت معالجة جميع الردود من قبل خبراء من جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة، ويشير 64 بالمائة منهم إلى وجود قلق واضح بشأن تغير المناخ والاحتباس الحراري.
ويتفق الأشخاص الذين يعيشون في أوروبا وآسيا وإفريقيا والقارة الامريكية على أن العمل العالمي مطلوب وضروري لمواجهة هذا التهديد.
وعلى عكس ما كان يُعتقد، فإن الأصغر سناً هم الأكثر اهتمامًا بهذه المشكلة، تليها الفئة العمرية بين 35 و59 عامًا. أعرب أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا عن مخاوف أقل بشأن العواقب الحياتية للصدمات المناخية. وحسب الجنس، فإن النساء هن الأكثر قلقًا بشأن عواقب البيئة التي يمكن أن تصبح عدائية بشكل متزايد.
وفيما يتعلق بمجموعة الحلول المقدمة من قبل المشاركين في المسح، فإن أكثرها عددًا، أي 54 بالمائة، يتعلق بحماية الغابات والمحميات الطبيعية والحفاظ عليها، بالإضافة الى استخدام الطاقات المتجددة، مثل تلك التي تولدها الرياح والشمس ومصادر أخرى غير الوقود الأحفوري.
وفي البلدان الصناعية ذات مستويات الدخل المرتفعة، فضل الذين تم استطلاعهم الإدخال السريع للسيارات أو الدراجات الكهربائية، وأيضًا لأن الأغنياء يدفعون ضرائب غير مباشرة مقابل التدهور الذي تسببه للبيئة.
وسيكون عام 2021 عامًا مميزًا بعودة الولايات المتحدة إلى اتفاقيات باريس، ولكن لا ينبغي أن يكون فقط لشغل مقعد أو إلقاء خطابات خاصة، ولكن مع مقترحات وإجراءات ملموسة للدفاع عن هذا العالم الوحيد الذي علينا الاستمرار في العيش فيه.