Miembros de la Esmad en plena faena represiva
يتزايد السخط داخل وخارج كولومبيا بسبب القمع العسكري الوحشي ضد السكان المدنيين، وهو الرد الوحيد الذي وجدته حكومة إيفان دوكي في محاولة لاحتواء غضب عشرات الآلاف من الأشخاص، الذين يطالبون بالتغيير الراديكالي في شوارع هذا البلد.
وما تظهره الصور والتقارير عن الضحايا في الـ 12 يومًا الماضية، هناك سيناريو حرب حيث يطلق أحد الأطراف، القوات المسلحة والشرطة وفرقة مكافحة الشغب المتنقلة، قوتها النارية ضد المدنيين العزل.
وبحسب ما أكده معهد التنمية والسلام يوم السبت الماضي، قُتل في الأيام العشرة الأولى من التظاهرات، 47 شخصًا، و963 معتقلاً تعسفيًا، و12 حالة اعتداء جنسي، و28 من بين مئات المصابين إصابات في العين و548 في عداد المفقودين.
وكما يتضح، فهو توازن يتوافق مع نزاع مسلح داخلي، حيث يطلق أعوان الدولة النار، بتواطؤ من أعلى السلطات.
وأعربت المنظمات السياسية والإنسانية والحكومات والشخصيات والبابا فرانسيس عن قلقها إزاء تصعيد الحكومة للعنف ضد شعب يطالب بحقه في العيش بكرامة، كما ان منظمة الدول الأمريكية، التي يبدو أن زعيمها، لويس ألماغرو، يأخذ قيلولة طويلة، لا تزال صامتة.
وكولومبيا، كما نعلم، هي أرض يحتلها البنتاغون ولديها ما لا يقل عن سبع قواعد عسكرية معلنة وعدد غير محدد من القوات، بحجة مكافحة تهريب المخدرات والإرهاب.
وحتى الآن، وكما يتذكر الكاتب هيرناندو كالفو أوسبينا، لا تزال الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية هي المنتج الرئيسي للكوكايين والولايات المتحدة هي المستهلك الأول، ال 95 في المائة من الأموال التي تنتجها هذه الأعمال غير المشروعة يتم غسلها في بنوك الولايات المتحدة.
وربما لهذا السبب أُمر الأمين العام لمنظمة الدول الامريكية لويس ألماغرو أن يفعل مثل القردة الحكيمة الشهيرة: ألا يستمع، لا ينظر، لا يتكلم.
ولن يوقف أي من هذا الانتفاضة الجارية في موطن خورخي إليسير غايتان، الذي أثار اغتياله في 9 أبريل 1948 أكبر انتفاضة شهدتها تلك الدولة حتى الآن.
إلا أنه اليوم لم يقتصر الأمر على بوغوتا فقط، لأن الانتفاضة امتدت إلى مدن أخرى، بما في ذلك مدينة كالي، حيث نفذ الجيش مجزرة حتى أنه أطلق النار على الأطباء الذين كانوا يعالجون الجرحى.
وتتضاءل سيناريو مناورة إيفان دوكي، حيث بدأ بالفعل يشعر بالوحدة التي تصاحب الطغاة عندما يفتحون النار على شعبه.