وفرت الولايات المتحدة تاريخيا المأوى لعناصر فاسدة وانقلابية من أمريكا اللاتينية واليمين المتطرف من أصل كوبي، وكانت مدينة ميامي، بولاية فلوريدا، هي ولا تزال المركز الرئيسي للعمليات الإرهابية وتغيير النظام ضد الدول الأخرى.
تم تشكيل هذه الإجراءات التدخلية ضد كوبا منذ اليوم الأول من انتصار الثورة، في يناير 1959، عندما لجأ الجلادون والمجرمون من دكتاتورية فولخنسيو باتيستا الدموية إلى الولايات المتحدة، وبدأ تشكيل المجموعات الصغيرة التي كانت يهدف إلى وضع حد للعملية الثورية لاستعادة ثرواتها وممتلكاتها الكبيرة، المتراكمة من خلال استغلال الشعب.
وعلى مر السنين، انضم آخرون إلى هذه المنظمات الإرهابية والتي تحولت الى عمل تجاري مربح حقًا، والتي حظيت في جميع الأوقات بدعم نقدي متزايد من السلطات الامريكية.
ومن دون موافقة دافعي الضرائب الأمريكيين، خصصت حكومات أمريكية متتالية ملايين الدولارات لتمويل هذه العناصر الارهابية، التي تقدم نفسها في مناسبات عديدة على أنها منظمات غير حكومية، والتي تسعى إلى اختراق المجتمع الكوبي، وإغواء بالمال عناصر معينة للترويج لأعمال استفزازية، وزعزعة الاستقرار ضد النظام الدستوري.
وتعمل هذه المجموعات على انها تدافع عن حقوق الانسان، ومن الغريب أن معظمهم يصرون على أن تكون كلمة ديمقراطية في أسمائهم، وهذه هي حالة ما يسمى بمجموعة دعم الديمقراطية، التي تركز على السجناء السياسيين المزعومين في كوبا وعائلاتهم.
وهناك أيضًا ما يسمى بالدليل الديمقراطي الكوبي، والتي وفقًا لمراجعة الحسابات، أنفق في عام 2019 وحده أكثر من مليون دولار على البرامج الإذاعية والأنشطة المدنية المزعومة التي تستهدف الشباب الكوبي لان يكونوا معاديي الثورة.
وتتجلى خيوط هذه المؤامرة برمتها ضد كوبا، التي كانت تبحث على مر السنين، في مواجهة فشلها التام، عن طرق أخرى وأتباع جدد، وهي استراتيجية كانت تستهدف القطاع الثقافي في الآونة الأخيرة.
فالأدلة التي قدمتها كوبا تكشف مدى استعدادهم، فهم يمولون رحلات إلى الخارج لمشاركتهم في المنتديات وورش العمل التي لها نية واضحة لإحداث فوضى تؤدي إلى سقوط الثورة.
وأظهرت تسجيلات وصور وتصريحات طبيب، منذ 25 عامًا، وهو عميل في أمن الدولة، كيف أن وراء أولئك الذين يروجون اليوم لمسيرة غير دستورية في كوبا، هناك شخصيات مرتبطة، على وجه التحديد، بتلك المنظمات الإرهابية التي تتخذ من ميامي مقراً لها، مثل الفا 66 وأوميغا 7 والمعروفة بتنفيذ أعمال إجرامية ضد الشعب الكوبي.
وهذا العمل الاستفزازي الجديد ليس صدفة، والذي، كما استنكرت الحكومة الكوبية، هو جزء من الحرب غير التقليدية أو سيناريو الانقلاب الناعم الذي يتم تطبيقه في كوبا.