لم ينته الأمر بعد، فهو مخفي فقط تحت أطنان من المعلومات حول الوباء، لكن جائحة متلازمة نقص المناعة المكتسبة، الإيدز، يستمر في إصابة البشر وقتلهم كل يوم في أي مكان في العالم.

هذا ما حذره برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، والذي يحدد أن التقدم المحرز لاحتواء هذا المرض ينطوي على خطر الضياع، سواء بسبب الأزمة الصحية التي أحدثها فيروس كورونا الجديد، وكذلك الزيادة في عدم المساواة.

فالإحصائيات تثبت ذلك. فمنذ منتصف الثمانينيات حتى يومنا هذا، أصيب أكثر من 79 مليون شخص بفيروس نقص المناعة البشرية، توفي منهم 36.3 مليون.

وفي العام الماضي، أصيب مليون ونصف المليون وتوفي ما لا يقل عن 680 ألفًا، واعتبارًا من يونيو 2021، لم يتم تطعيم معظم المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية ضد الوباء، على الرغم من كونهم أكثر عرضة للخطر وأكثر عرضة للوفاة.

وتشير بيانات أخرى للتأمل إلى أن 53 في المائة من المصابين هم من النساء والفتيات وأن هناك أكثر من ستة ملايين لا يعرفون أنهم مصابون بفيروس نقص المناعة البشرية وهم ناقلون محتملون.

وفي رسالتها لليوم العالمي للإيدز، في الأول من ديسمبر، أشارت مديرة هيئة الأمم المتحدة المسؤولة عن مكافحة المرض، ويني بيانيما، إلى أن هذا لا يزال وباءً ولا يمكننا محاربته إلا إذا أنهينا التفاوتات التي يثيرها.

وأوضحت أنه حيث يعملون معًا وبجرأة، مع أحدث التطورات العلمية، وتلبية جميع الاحتياجات وحماية حقوق الإنسان، تقل الوفيات، لكن هذا يحدث فقط في بعض الأماكن وللبعض.

وباختصار، حذر برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز من أنه إذا لم تتم مكافحة عدم المساواة بين المصابين في الحصول على الأدوية والتقنيات والموارد، فسوف تزداد الوفيات وستظل البشرية لعقود تحت رحمة الأوبئة التي تصطدم ببعضها البعض.

وما يحدث أن العالم قد اقترح إنهاء الإيدز كمشكلة صحية في عام 2030، ولكن كل شيء رأيناه حتى الآن، مع كل من فيروس نقص المناعة البشرية والوباء، يعلمنا أنه لتحقيق ذلك، يجب علينا أولاً تغيير العالم أثناء عمله.

فالقيم المعادية مثل الجشع والأنانية واللامبالاة والفساد والتراخي هي السائدة على الكوكب، مع استثناءات قليلة جدًا، لذلك لا يزال جنسنا، كما يقول برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، متفاوتًا وغير مهيأ وتحت التهديد.