ليما، 13 أبريل/نيسان 2018 (راديو هافانا كوبا) : شجبت كوبا في الأعمال المسبقة للقمة الثامنة للأمريكيتين، تحالف منظمة الدول الأمريكية مع معادي الثورة الكوبية، واتهمت مسؤوليها بتشجيع الكيل بمكيالين عند الحديث عن الديمقراطية والتسامح.
وكانت إدانة الوفد الكوبي في حوار الممثلين الاجتماعيين مع مسئولين رفيعة المستوى من الحكومات الأمريكية هي ضد الأمين العام لمنظمة الدول الامريكية لويس ألماغرو، الذي ووفقا لهذا الوفد، ارتجل خطابًا مليئًا بالتناقضات.
وفي غضون ذلك ، أكد المفكر والكاتب الكوبي إيرويل سانشيز، في الجلسة العامة الثالثة لقمة الشعوب المسبقة للقمة الثامنة للأمريكيتين، أن منظمة الدول الأمريكية كانت دائما أداة للولايات المتحدة.
وأكد أن هذه الهيئة الإقليمية أيدت واشنطن خلال حقبة الحرب الباردة وإطلاق التحالف من أجل التقدم، وهي محاولة فاشلة لتلبية توقعات الإنجازات الاجتماعية المفتوحة أمام شعوب أمريكا اللاتينية من قبل الثورة الكوبية.
من جانبه قال لويس سواريز استاذ العلاقات الدولية في جامعة هافانا، إن الولايات المتحدة ستسعى خلال القمة الـ8 للأمريكيتين في العاصمة البيروفية ليما، إلى إنقاذ ومواصلة هيمنتها على أمريكا اللاتينية .
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد ألغى أول زيارة له لأمريكا اللاتينية، ولن يشارك في القمة الـثامنة للأمريكيتين .
وقال سواريز إن الأمر الأكثر أهمية هو ليس حضور ترامب من عدمه في القمة، بل المقترحات السياسية والاقتصادية التي ستطرحها بلاده في القمة.
ووفقا لتقارير، سيحضر مايك بينس، نائب الرئيس الأمريكي ومبعوثه للقمة، ويجمع الآراء في القمة حول استراتيجية إقليمية جديدة.
وقال سواريز"إنهم يستعدون لقمة الأمريكيتين كفرصة لوضع جدول أعمالهم الاقتصادي والسياسي في نصف الكرة الأرضية الغربي".
وأفاد الخبير الكوبي أن هذه الخطة تعني أن البيت الأبيض سيسعى لفرض وجهة نظره الاقتصادية على العالم، والدفاع عن الدولار الأمريكي بصفته عملة احتياطية عالمية، وتحسين إقامة نظام مصرفي مالي متكامل يسمح لرصد جميع العمليات التي تجري في القارة.
وقال إن هذا الاقتراح لن يكون منطقة تجارة حرة للأمريكيتين ، بل "حرية استخراج رأس المال من المنطقة إلى الولايات المتحدة"، بالإضافة إلى آلية جزائية ضد من لا يمتثلون لشروط هكذا سياسات أمريكية.
وأضاف الخبير الكوبي "إن الولايات المتحدة تصمم سياساتها الخاصة، ثم تستخدم هذه القمم لحشد الدعم والإجماع من حكومات المنطقة من أجل استعمارها."
ويعكس الإعلان الذي أصدرته الولايات المتحدة في وقت سابق، بأن الرئيس دونالد ترامب لن يحضر القمة الثامنة للأمركتين التي ستعقد هذا الأسبوع هنا في العاصمة البيروفية، إيلاء "أولوية دنيا" لأمريكا اللاتينية على أجندة واشنطن، هكذا رأى محللون بيروفيون.
وأشار ميغيل رودريغيز ماكاي، الخبير في العلاقات الدولية في بيرو، إلى أن ترامب، الذي كان من المتوقع أن يقوم بأول زيارة له للمنطقة كرئيس للولايات المتحدة، قد جعل "ازدراءه" لأمريكا اللاتينية جليا مرة أخرى.
وقال رودريغيز "يجب أن نكون منطقيين، ازدراء ترامب لأمريكا اللاتينية قد تأكد"، في إشارة إلى مشروع ترامب لبناء جدار على الحدود مع المكسيك للحد من الهجرة غير الشرعية.
وذكر البيت الأبيض اليوم الأربعاء الماضي الحادي عشر من ابريل، أن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس سيحضر القمة نيابة عن ترامب، وقرر ترامب البقاء في البلاد للتركيز على القضايا المتعلقة بالاستخدام المزعوم للأسلحة الكيماوية في سوريا مؤخرا.
وأفاد رودريغيز أن "مصالح الولايات المتحدة ليست في أمريكا اللاتينية، وإنما في منطقة الشرق الأوسط. وما زال يُنظر إلينا باعتبارنا الفناء الخلفي لها. وهذا هو السبب في غياب ترامب عن القمة، حيث لن يكون هناك رئيس أمريكي بين المشاركين للمرة الأولى، وهو ما يمثل نقطة رئيسية في العلاقات وفي تطبيق السياسات القائمة على التوافق".
واتفق المحللان السياسيان فريد كاهات وأوسكار فيدارتي على أن واشنطن لا تضع أمريكا اللاتينية في مرتبة متدنية ضمن أجندتها فحسب، بل إنها تفتقر أيضا إلى وجود أي رؤية إنمائية لنصف الكرة الأرضية ككل.
وقال كاهات إن "ترامب لا يملك أجندة إيجابية لأمريكا اللاتينية يمكن أن يقدمها في القمة. وكل المسائل تقريبا التي ربطت ترامب بأمريكا اللاتينية هي أمور تتعلق بالمواجهة، سواء في التجارة أو الهجرة".
وأضاف "لست مندهشا للغاية (بسبب غياب ترامب) لأن الحكومة الأمريكية ليس لديها حقا أي أجندة واضحة للمنطقة".
ولفت فيدارتي إلى أنه منذ تولي ترامب السلطة في يناير عام 2017 "كان الموضوع الذي هيمن على العلاقات مع أمريكا اللاتينية هو البحث عن تدابير من شأنها أن تفيد بلاده أكثر".
بدوره، قال خورخي كاسترو، رئيس معهد التخطيط الإستراتيجي في الأرجنتين إن إلغاء ترامب للزيارة "يكشف تماما ويبين أن أولويات الولايات المتحدة في أماكن أخرى".
كما أشار إلى أنه مقارنة ببلدان في المنطقة الشمالية من أمريكا اللاتينية القريبة من الولايات المتحدة جغرافيا، فإن علاقات أمريكا الجنوبية مع الولايات المتحدة "غير ملائمة".