بيان صادر عن وزارة العلاقات الخارجية
هافانا، 31 أغسطس/آب 2019 (راديو هافانا كوبا – موقع وزارة الخارجية) : تكشف وزارة العلاقات الخارجية النقاب وتدين بشدة عدوان حكومة الولايات المتحدة الأخير على كوبا من خلال برنامجٍ "للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية" (USAID) مخصّص لتمويل تحركات والحصول على معلومات هدف تشويه وتعطيل التعاون الدّولي الذي تقدّمه كوبا بمجال الصحّة في عشرات البلدان ويستفيد منه ملايين الأشخاص. إنه مسعىً جديد يضاف إلى الضغوط الفظة التي تمارَس على عدة حكومات من أجل عرقلة التعاون وإلى محاولات سابقة ذات أهداف مماثلة، كالبرنامج الخاص "بارولي" الساعي لنهب الموارد البشريّة المؤهَّلة في كوبا.
يتمحور مركز الافتراء اللاأخلاقي في الادّعاء، بدون أي أساس من الصحة، أن كوبا ترتكب الاتّجار بالأشخاص أو ممارسة العبوديَة وفي السعي للطعن بالعمل المشهود له الذي مارسه ويمارسه طوعاً على مدار التاريخ مئات الآلاف من المهنيّين والفنيين الكوبيين في مجال الصحة في العديد من البلدان، لا سيّما منها بلدان من العالم الثالث.
يتعلّق الأمر بإهانةٍ لبرامج التعاونية الثنائية والحكوميّة، القائمة بصورة مشروعة وقانونية بين الحكومة الكوبية وحكومات عشرات البلدان، وهي برامج تتناغم مع مبادئ منظمة الأمم المتحدة المتعلّقة بالتعاون جنوب-جنوب وتأتي استجابة لمتطلبات صحية حدّدتها هذه الحكومات نفسها بسيادة.
إنه استهداف لجهدٍ تضامني وجد العرفان من المجتمع الدولي وثناءً خاصاً من أرفع موظّفي الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الصحة عبر الأمريكية.
تبرهن هذه الأكاذيب على دناءة حكومة الولايات المتحدة أخلاقياً ومعها السياسيين المتفرغين لتجارة الاعتداء على كوبا. تحظى هذه الحملة بأرصدة من ملايين الدولارات وتواطؤ العديد من وسائل الإعلام الكبرى، وبشكل خاص، مراسلين بلا وارع خلقي ممن يضحّون بحياديتهم المزعومة وموضوعيتهم خدمةً للمصالح السياسية لحكومة الولايات المتحدة.
على مدار عقود من الزمن وحتى يومنا هذا، تم تقديم هذا التعاون ويتم تقديمه في تلك البلدان ذات الظروف الاقتصادية الواهية كبادرة تضامنيّة تغطّي كوبا مجمل نفقاتها عمليّاً. كذلك الأمر، وعلى نسق مع مبادئ ومفاهيم الأمم المتحدة للتعاون بين البلدان الناميَة، يتم تقديم هذا التعاون في بلدان عديدة على أساس التكامليّة والتعويض الجزئي عن الخدمات المقدَّمَة.
يتجلّى هذا التعاون في تبادل عادل ومشروع كلياً بين بلدان نامية، حيث يتمتع كثيرون منها بثروات طبيعية أو مقاييس اقتصادية أو درجات من التطور الصناعي تتفوق على ما لدى كوبا، ولكنها تفتقد للموارد البشرية التي تمكّن بلدنا من تأهيلها، من مهنيين متفانين بعملهم وذوي حسّ إنساني مرهف ومستعدّين من تلقاء أنفسهم للعمل في ظروف أشد صعوبة، ومن مفاهيم التغطية الصحية التي سمحت لنا سنوات من التجربة الناجحة ببلورتها.
الفنيّون والمهنيّون الكوبيون الذين يشاركون في هذه البرامج إنما هم يفعلون ذلك بحرية مطلقة وطوعية. وخلال الفترة التي يؤدّون فيها مهمتهم، يتواصل دفع رواتبهم في كوبا كاملة، بينما يستفيدون هم أيضاً من مكافأة في البلد الذي يعملون فيه، إلى جانب أشكال تعويض أخرى.
في الحالات التي تتلقّى فيها كوبا بدلاً عن التعاون الذي تقدّمه، يكون لهؤلاء المتعاونين الفضل في تقديم مساهمَة سامية في قيّمتها وعادلة ومشروعة كلياً في تمويل واستدامة وتطوير نظام الصحة العام والشامل والمجّاني المتاح أمام جميع الكوبيين وأمام كل واحد منهم، وكذلك في برامج التعاون التي يتم تنفيذها في بقاع كثيرة من العالم.
الوصول إلى الصحة هو حق إنساني، وترتكب الولايات المتحدة جريمة في سعيها لحجبه أو عرقلته لدوافع سياسية أو عدوانيّة.