هافانا، 07 يناير/كانون الثاني 2022 (راديو هافانا كوبا): تبرعت كوبا للجمهورية العربية السورية، اليوم الجمعة، ب 240 ألف جرعة لقاح ضد جائحة كوفيد-19 مكونة من اللقاحات عبد الله وسوبيرانا 02 وسوبيرانا بلس، وذلك تأكيدا على موقفها التاريخي من مشاركة ما لديها وليس ما تبقى لها.
جاء ذلك في نشاط جرى في مطار هافانا الدولي، حيث اتفق على ذلك كل من سفير سورية لدى كوبا إدريس ميا ونائبة وزير التجارة الخارجية والاستثمار الاجنبي الكوبية آنا تيريسيتا غونزاليس فراغا.
وأعرب السفير السوري عن الشكر نيابة عن حكومته وشعبه لشعب وحكومة كوبا، مؤكدا أنهم يقدمون هذه المساهمة التضامنية على الرغم من الصعوبات التي تفاقمت بسبب الحصار الاقتصادي الأمريكي المفروض منذ أكثر من ستة عقود.
وأشار إلى أن كوبا هي "واحدة من أغنى دول العالم في الكرامة والسخاء، والتي أظهرت دائمًا في الأوقات الصعبة لمساعدة الشعوب الأخرى"، مضيفا إلى أن دولاً أخرى تتحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، لكنها تناقض ذلك الخطاب بإجراءات الحصار ضد كوبا وسورية ودول أخرى، حتى في خضم الوضع القاسي بسبب فيروس كورونا.
وسلط إدريس ميا الضوء على القيمة العالية لمساعدة الجزيرة الكاريبية لسورية، البلد الذي تعرض للهجوم أيضًا، وأشار إلى أن إسرائيل هاجمت في 28 ديسمبر ميناء اللاذقية، ودمرت أكثر من 500 حاوية تحتوي على مواد غذائية وأدوية، وهو ما يفاقم الصعوبات التي يواجهها السوريون.
بدورها، أشارت المسؤولة الكوبية إلى أن هذا التبرع هو تعبير عن علاقات التعاون الممتازة التي تقيمها كوبا مع سورية، وأن الوباء أظهر في العامين الماضيين الحاجة إلى تعزيز التعددية والتعاون والتضامن الدوليين.
وأشارت إلى أن فيروس كورونا أُضيف إلى تشديد واشنطن للحصار على كوبا، من خلال تطبيق 243 إجراءً جديدًا من قبل إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي لا تزال مستمرة.
وحذرت في الوقت نفسه من أن الحكومات والمنظمات وجماعات التضامن قدمت مساهمتها القيمة للشعب الكوبي في مكافحة الوباء، مضيفة، أن الاستراتيجية الوطنية لمواجهة الجائحة سمحت بتعافي 99 في المائة من جميع المصابين في البلاد.
كما أشارت إلى أن اللقاحات التي طورها العلم الكوبي، وهي الأولى من نوعها في أمريكا اللاتينية، تشكل مساهمة متواضعة في مكافحة الوباء وستساهم في الحد من آثار المرض في سورية.
وأكدت آنا تيريسيتا غونزاليس فراغا قناعة الكوبيين بأن "ممارسة التضامن والتعاون الدولي يشكلان الطريق إلى عالم أكثر إنصافًا واستدامة".