هافانا، 17 سبتمبر/أيلول (راديو هافانا كوبا) : ألقى رئيس مجلسي الدولة والوزراء جنرال الجيش الكوبي راؤول كاسترو كلمة في القمة السابعة عشرة لحركة بلدان عدم الانحياز في جزيرة مارجاريتا الفنزويلية، حيث أشار إلى أن بلاده ستواصل المطالبة برفع الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي الذي تفرضه الولايات المتحدة والذي سبب الكثير من الضرر والحرمان على الشعب الكوبي، ويؤثر أيضا على العديد من دول العالم بسبب تطبيقه خارج الحدود، كما تواصل كوبا بالمطالبة بإعادة الأراضي المحتلة بشكل غير قانوني في القاعدة البحرية الأمريكية في غوانتانمو شرق الجزيرة الكاريبية.
وأضاف "انه بدونها لا يمكن إن يكون هناك علاقات طبيعية مع الولايات المتحدة، و لا يكون من الممكن إذا لم يتم وضع حد لسياسات أخرى لا تزال سارية المفعول وتضر بسيادة كوبا مثل البرامج التخريبية والتدخل بالشئون الداخلية".
وقال الرئيس الكوبي: " نحن 120 دولة عدم الانحياز، ونعتمد على مبادئ باندونغ ونعتمد أيضا على الإعلان حول غرض ومبادئ ودور حركة بلدان عدم الانحياز في الوضع الدولي الراهن التي تم الموافقة عليها في القمة الرابعة عشرة في هافانا، لا يمكن الاستهانة بالقوة الهائلة لدينا عندما نقوم بالتوافق".
كما قال أن حركة عدم الانحياز قد رفضت عام 2006 محاولات تغيير النظام، وقامت بالمطالبة بضمان إن كل بلد يجب عليه الامتناع عن اللجوء إلى العدوان واستخدام القوة. كما قام رؤساء الدول والحكومات لأعضاء في مجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة بحر الكاريبي عام 2014 في العاصمة الكوبية هافانا، بالتوقيع على أعلان أمريكا اللاتينية والكاريبي باعتبارها منطقة سلام، والتأكيد حول الالتزام مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، لحل النزاعات سلميا والاحترام الكامل لحق كل دولة في اختيار نظامها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي باعتبارها شرطا أساسيا لضمان التعايش بين الأمم.
وأشار راؤول كاسترو "انه ومع ذلك، فأننا نشهد تزايد الهجمات على السيادة وتقرير مصير فنزويلا. أن كوبا تؤكد مجددا دهمها الغير مشروط للحكومة والشعب الفنزويلي والاتحاد المدني العسكري والرئيس نيكولاس مادورو".
واعرب الرئيس الكوبي عن الرفض من قبل بلاده للانقلاب البرلماني – القضائي في البرازيل ضد الرئيسة ديلما روسيف، والذي يشكل عملا من أعمال عدم احترام الإرادة السيادية للشعب الذي قام بانتخابها مع اكثر من 53 مليون صوت.
وأشار انه باستطاعة كولومبيا الشقيقة الاعتماد على كوبا للمضي قدما في الطريق الصعب لتنفيذ الاتفاق وتعزيز السلام العادل والدائم الذي يستحقه شعبها.
واعرب الرئيس الكوبي عن ثقته بان يكون الشعب العربي السوري قادرا على حل الخلافات بنفسه دون التدخل الخارجي الذي يهدف إلى تشجيع تغيير النظام.
وقال راؤول كاسترو، " من غير المقبول بان الشعب الفلسطيني لا يزال ضحية الاحتلال والعنف، وان سلطة الاحتلال تواصل منع إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية". كما أشار أن جميع المحاولات الرامية إلى ضمان حق تقرير المصير للشعب الصحراوي قد تم إحباطها، وتتطلب باتخاذ إجراءات من قبل المجتمع الدولي.
واعرب عن تضامن كوبا مع مطالبات شعب بورتوريكو من اجل الاستقلال وتقرير المصير، والدعم لمطالبات جمهورية الأرجنتين حول سيادة جزر مالفيناس وساندويتش الجنوبية وجورجيا الجنوبية.
واكد الرئيس الكوبي، "بالنسبة لكوبا فان عدم الانحياز يعني النضال من اجل التغيير الجذري للنظام الاقتصادي الدولي المفروض من قبل القوى العظمى، الأمر الذي أدى إلى إن يحصل 360 شخص على دخل سنوي أعلى من ثروة ال 45 بالمائة من سكان العالم. أن الفجوة بين البلدان الغنية والفقيرة آخذ في الازدياد. واصبح نقل التكنولوجيا من الشمال ألى الجنوب طموح بعيد المنال".
وقال أن العولمة هي لاستفادة مجموعة مختارة من الدول الصناعية، وديون دول الجنوب تتكاثر وقد وصلت هذه الديون إلى ألف و 700 مليون مليون دولار. ويتم دفع ألفي و 900 مليون نسمة إلى البطالة والفقر المدقع، ماليين الأطفال يموتون سنويا من الجوع والأمراض التي يمكن الوقاية منها، 800 مليون نسمة لا يستطيعون القراءة أو الكتابة، في حين يتم تخصيص اكثر من 1،7 مليون مليون دولار للإنفاق العسكري.
وأشار أن "عدم الانحياز يعني أيضا الكفاح من اجل القضاء على الثغرات في المعارف واستخدام التكنولوجيا المعلوماتية والاتصالات من اجل التنمية والتعاون، نرفض العسكرة المتزايدة واستخدام العدواني ضد بلدان ثالثة". وقال، " أن تغير المناخ في أسواء حال، واستمرار الأنماط الغير عقلاني للإنتاج والاستهلاك التي تهدد ظروف وجود الجنس البشري".
كما أشار، " أن إعمال حقوق الإنسان يبقى حلما بالنسبة للملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم. وتستخدم كل من الولايات المتحدة وأوربا التلاعب وازدواجية المعايير والانتقائية والتسيس، كما تزدحم موجات من اللاجئين على الحدود الأوروبية دون حلول عادلة ومستقرة ودائمة لحماية حياتهم وكرامتهم.
وأشار الرئيس الكوبي، " لقد مضت 21 شهرا منذ الإعلان في وقت واحد مع الرئيس باراك اوباما على قرار استئناف العلاقات الدبلوماسية بين كوبا والولايات المتحدة، وكان هناك بعض التقدم، خصوصا في الساحة الدبلوماسية والتعاون بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، ولكن لم تكن هي نفسها في المجال الاقتصادي والتجاري، بسبب النطاق المحدود، لكن إيجابي للتدابير المتخذة حتى الآن من قبل الحكومة الأمريكية.
وصادق راؤول كاسترو على الرغبة في الحفاظ على علاقات التعايش الحضاري مع الولايات المتحدة، ولكن كوبا لن تتخلى عن مبادئها أو تقديم التنازلات المتأصلة في السيادة والاستقلال. وقال أن كوبا لن تتنازل عن الدفاع على الأفكار الثورية المعادية للإمبريالية أو الدعم لتقرير مصير الشعوب.