واشنطن، 18 آب/أغسطس (راديو هافانا كوبا) - قامت الحكومة الأمريكية بتخفيض مدة المهمة الدبلوماسية لممثليها في كوبا إلى عام واحد فقط، حيث لا يوجد في السفارة الأمريكية سوى عدد قليل جداً من الموظفين، وذلك بسبب المشكلات الصحية التي لا تزال أسبابها مجهولة.
وقد أوضحت البوابة الرقمية "بوليتيكو"، التي نشرت المعلومات بعد حصولها على برقية من وزارة الخارجية في 10 أغسطس، أن هذا الإطار الزمني قصير بشكل غير معتاد وينطبق على البلدان التي دمرتها الحرب أو على البلدان الخطيرة للغاية لأسباب أخرى.
إن مثل هذا التغيير في مدة مهمة البعثات، التي عادة ما تكون 24 شهراً، يؤدي إلى فرض فترات زمنية مماثلة لتلك التي يتبعها المسؤولون في العراق وأفغانستان وجنوب السودان، على الرغم من أن العديد من القطاعات في الولايات المتحدة تعترف بأن الجزيرة الكاريبية (كوبا) مكان آمن جداً.
ووفقاً لموقع "بوليتيكو، فإن هذا الإجراء، يتعلق بالمشكلات الصحية التي أبلغ عنها الدبلوماسيون الأمريكيون في هافانا، والتي وصفتها إدارة دونالد ترامب بأنها هجمات على الرغم من أن أسباب الأعراض المزعومة لا تزال مجهولة.
وتُضاف هذه الخطوة إلى الإجراءات الأحادية الأخرى التي اتخذتها الحكومة الأمريكية منذ سبتمبر عام 2017، مثل تخفيض عدد دبلوماسييها في هافانا بشكل كبير، ووقف منح التأشيرات وطرد 17 دبلوماسياً كوبياً من واشنطن.
وإلى جانب هذه التدابير، فلا تزال وزارة الخارجية تُبقي على تحذيرها من السفر إلى كوبا في المستوى الثالث، من أصل 4 مستويات كحد أقصى، وهو الأمر الذي تعتبره كل من الدولة الكاريبية وقطاعات أمريكية محاولة لتسييس القضية، من أجل عرقلة عملية التقارب الثنائي.
وكما حذرت البوابة الرقمية "بوليتيكو"، فإن تخفيض فترة المهمة الدبلوماسية للمسؤولين الأميركيين في هافانا إلى عام واحد فقط يمثل أيضاً ضربة جديدة للشركات والمجموعات الأخرى التي ما زالت تأمل في علاقات أفضل بين الولايات المتحدة وكوبا "على الرغم من عزوف ترامب عن هذا الأمر".
وفي بيان تم إرساله إلى وسائل الإعلام، أكدت وزارة الخارجية أنها ما زالت لا تملك إجابات محددة بشأن مصدر أو سبب المشكلات الصحية، التي وصفتها مرة أخرى بأنها هجمات رغم أنها أشارت إلى أن التحقيق جار.
وقد ورد هذا الخبر بعد أن قام 10علماء من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا هذا الأسبوع بإرسال 4 رسائل إلى مجلة الجمعية الطبية الأمريكية للتعبير عن شكوكهم في الدراسة التي تؤكد أن الدبلوماسيين الأمريكيين في كوبا قد عانوا من إصابات غامضة في الدماغ.
ووفقاً للخبراء، فإن واضعي التقرير الذي نُشر في فبراير في نفس الوسيلة الإعلامية لم يأخذوا بعين الاعتبار الهستيريا الجماعية كأحد الأسباب المحتملة للأعراض التي أبلغ عنها الدبلوماسيون.
وتشكك الرسائل في الدراسة التي أجرتها جامعة بنسلفانيا، والتي تُستخدم إلى حد ما لتبرير قرارات إدارة ترامب.