هافانا، 04 مايو/أيار 2020 (راديو هافانا كوبا) : شارك الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل في قمة حركة عدم الانحياز الافتراضية من خلال مؤتمرات الفيديو والتي ناقشت التنسيق المعزز للدول الأعضاء في حربها ضد فيروس كورونا كوفيد-19.
وندد رئيس الدولة الكوبي في قمة حركة دول عدم الانحياز بالهجوم الإرهابي ببندقية هجومية، وبأكثر من 30 طلقة رصاص أصيبت بها السفارة الكوبية في واشنطن في 30 أبريل الماضي، ودعا الحكومة الأمريكية الى تحقيق شامل وسريع، وعقوبات شديدة، وضمانات للبعثات الدبلوماسية على أراضيها، على النحو المنصوص عليه في اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961.
وقال دياز كانيل إن حركة عدم الانحياز أثبت صلتها بالوضع الحالي، وهذا ما تؤكده البيانات المعتمدة لدعم منظمة الصحة العالمية، وبشأن الوباء الذي يعزز الوحدة العالمية والتضامن والتعاون الدولي، مضيفا الى ان هذه الحركة تدعو إلى الفصل بين الخلافات السياسية والقضاء على التدابير القسرية الانفرادية التي تنتهك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتحد من قدرة الدول على مواجهة الوباء العالمي بشكل فعال.
وأشار ان جائحة كوفيد-19 أثبتت أنه تحد عالمي لا يميز الحدود أو الأيديولوجيات أو مستويات التنمية. "ومن ثم، يجب أن تكون الاستجابة عالمية ومشتركة، وتتغلب على الخلافات السياسية"، مؤكدا أنه لا يمكن التكهن بدقة بحجم عواقب هذا الوباء.
كما أشار ان عدم وجود التضامن والتعاون، والقيم التي لا يمكن استبدالها بالبحث عن الأرباح، هي "الدافع الحصري لأولئك الذين يعبدون السوق وينسون قيمة الحياة البشرية".
وقال أيضا بأنه عندما تتم مراجعة الحقائق التي وضعت الإنسانية على حافة الهاوية في الأشهر الأربعة الماضية، فمن الضروري ذكر الأخطاء المكلفة للسياسات النيوليبرالية التي أدت إلى الحد من إدارة وقدرات الولايات إلى الخصخصة المفرطة والنسيان للأغلبية.
رفض الرئيس الكوبي التهديدات العسكرية الأخيرة والخطيرة التي تشنها حكومة الولايات المتحدة ضد جمهورية فنزويلا البوليفارية، مؤكدا من جديد تضامنه مع شعب وحكومة نيكاراغوا ورفض التدابير التي تنتهك حقه في الرفاه والأمن والسلام.
ووفقًا لدياز كانيل، فأنه في السيناريو المعقد الحالي الذي يمر به العالم، تهاجم الولايات المتحدة التعددية وتنقص دور المنظمات الدولية، ولا سيما منظمة الصحة العالمية.
وأصر على أنه من خلال الجهود والتضحيات الهائلة، نجحت كوبا في الحفاظ على نظام الصحة العامة المجاني والعالمي في هذه الظروف، مع المهنيين المرموقين والمؤهلين تأهيلا عاليا، "المعترف به في جميع أنحاء العالم على الرغم من حملات التشويه الوقحة ".
وأكد أنه من خلال هذا السياق الخانق للحرب الاقتصادية، ظهرت علامات التحذير الأولى حول إمكانية أن يصبح كوفيد-19جائحة، مما زاد من صرامة تحديات البلاد.
وذكر دياز كانيل أنه تم على الفور وضع خطة تدابير من قبل الحكومة الكوبية تستند إلى القوى الأساسية للبلد لضمان صحة مواطنيها، وكذلك مجتمع يتمتع بدرجة عالية من المشاركة في حل المشاكل.
وشدد إنه على الرغم من القيود التي يفرضها الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي الذي تفرضه واشنطن، الأمر الذي جعل من الحفاظ على النظام الصحي تحديًا يوميًا، وعلى وجه الخصوص، لمواجهة هذا الوباء، "فقد ضمننا الحق على صحة الشعب الكوبي بمشاركة المجتمع بأسره".
وأشاد الرئيس الكوبي بالتطور العلمي الذي تحقق في الجزيرة الكاريبية، والذي سمح بالعلاج الناجح لمختلف الأمراض المعدية، سواء في البلاد أو في الدول الأخرى.
وتم عقد القمة الخاصة على الإنترنت لرؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز بمبادرة من الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بصفته الرئيس الحالي للحركة.