هافانا، 10 يونيو/حزيران 2020 (راديو هافانا كوبا): أكد الرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل، على إرادة حكومته لتعزيز التعاون مع أعضاء التحالف البوليفاري لشعوب القارة الامريكية معاهدة التجارة بين شعوب المنطقة (البا).
جاء ذلك خلال لقاء افتراضي مع ممثلي دول المجموعة التكاملية، حيث دعا الرئيس الكوبي إلى تبادل الخبرات داخل التحالف البوليفاري لمواجهة عواقب جائحة كوفيد-19 في المنطقة.
وقال الرئيس الكوبي: "نقدم المشورة لمواجهة التحديات الجديدة في مجال الأوبئة، ونجعل معهد بيدرو خوري للطب الاستوائي متاحًا لدول (البا) كمستشار في هذا المجال"، مشددا على أن كوبا تحافظ على الإرادة لتعزيز وتوسيع التعاون في مجال الصحة العامة داخل هذا التحالف الاقليمي.
وأضاف دياز كانيل، "يجب أن نحدد إمكانات كل دولة عضو في البا على أساس التكامل الاقتصادي والإقليمي الذي يعطي الأولوية للتكامل، كل بلد ينتج ما هو أكثر تنافسية وتبادل السلع والخدمات".
وفي هذا السياق، رفض آثار الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي الذي تفرضه حكومة الولايات المتحدة، وقال انه يعرقل بتنمية دول مثل كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا.
كما قال، "منذ بداية العام الجاري، حضرنا فئة مؤلمة من الاقتصاد السياسي العالمي في كل مرة يتم إغلاق الموانئ، وكل طائرة لم تعثر على مهبط، وكل تكهنات مالية للحصول على الأدوية أو وسائل الحماية التي يحتاجها الجميع"، مشيرا الى إن هذه السياسة هي تعبير عن الأنانية والظلم لنظام هدفه الوحيد إثراء الأقليات على حساب معاناة الأغلبية.
وشدد على أنه "بقدر ما يتوقع التأثير العالمي، فلا أحد يجادل في أن أولئك الذين يعانون أكثر من عواقب الأزمة هم دول الجنوب"، "إنهم يتحملون العبء الثقيل المتمثل في التخلف والمديونية والتدابير القسرية الانفرادية المفروضة في سياق نظام دولي غير عادل يضر بالتنمية المستدامة لشعوبهم.
وأكد الرئيس الكوبي خلال القمة الافتراضية للتحالف البوليفاري، أن التعاون والتضامن أمران ملحان في مواجهة الأزمة المتعددة القطاعات، خاصة في المجال الاقتصادي، الذي يهدد بالخطر بعد انتشار الفيروس المستجد في المنطقة والعالم.
وأشار، "لا أحد يشك في أن أولئك الذين سيعانون من العواقب أكثر من غيرهم هم دول الجنوب، ولا سيما تلك التي تواجه إجراءات قسرية في سياق نظام دولي ظالم يعرقل تنميتها".
وناقش الاجتماع الافتراضي للتحالف البوليفاري، الذي دعا لعقده رئيس جمهورية فنزويلا، نيكولاس مادورو، الوضع الاقتصادي العالمي المعقد بسبب آثار الوباء العالمي. الغرض من الاجتماع هو وضع معايير ومقترحات لمواجهة التحديات الاقتصادية بشكل مشترك.
وتم إنشاؤه في عام 2004 ويتكون من أنتيغوا وبربودا، وكوبا، ودومينيكا، وغرناطة، ونيكاراغوا، وسانت كيتس ونيفيس، وسانت فنسنت وجزر غرينادين، وسورينام، وفنزويلا.
وفقًا للجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي التابعة للأمم المتحدة، فقد ينخفض اقتصاد المنطقة بنسبة 5.3 في المائة نتيجة فيروس كورونا، والذي إذا حدث، سيكون أكبر انكماش اقتصادي منذ عام 1930.
تشير توقعات هيئة الأمم المتحدة هذه إلى زيادة ما يقرب من 12 مليون عاطل عن العمل وزيادة في الفقر تصل إلى 214 مليون أمريكي لاتيني (34 في المائة من السكان).
وقد عقدت آخر قمة للتحالف البوليفاري في 14 ديسمبر الماضي في هافانا احتفالًا بالذكرى الخامسة عشرة لتأسيس المنظمة من قبل زعيم الثورة الكوبية، الراحل فيدل كاسترو، وزعيم جمهورية فنزويلا، الراحل هوغو تشافيز.