بعد مرور 75 عامًا على توقيع الدول الأعضاء في هذه المنظمة على ميثاق الأمم المتحدة، أصبح التقيد الصارم بمقاصدها ومبادئها والقانون الدولي والحفاظ على التعددية أكثر أهمية من أي وقت مضى. إننا نواجه أزمات متعددة نتيجة لفيروس كورونا كوفيد-19، الوباء الذي من المتوقع أن يكون آثاره مدمرة في جميع مجالات المجتمع، ويضاف إلى التحديات العالمية العالقة.
أن المشهد الدولي معقد بشكل متزايد. تتصاعد الصراعات وسباق التسلح، والحروب غير التقليدية لغرض الهيمنة، وأعمال العدوان، والتدابير القسرية الانفرادية، والتلاعب وتسييس حقوق الإنسان، وعدم احترام حق تقرير المصير للشعوب. تتعرض تعددية الأطراف للهجوم، لم يتم الاعتراف بالاتفاقات الدولية ودور منظمات مثل الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية.
وفي الوقت نفسه، يعمق النظام الاقتصادي الدولي الحالي الغير عادل عدم المساواة والتخلف. ويزيد الفقر والجوع والتهميش وانعدام الوصول إلى خدمات الحياة الأساسية، مثل الخدمات الصحية. يجبر التوقيت والحس السليم المجتمع الدولي على تنحية الخلافات السياسية جانباً والبحث عن حلول مشتركة للمشكلات العالمية من خلال التعاون الدولي.
من واجب الجميع الوفاء بالالتزامات التي تعهدنا بها من خلال التوقيع على ميثاق الأمم المتحدة، الذي لا يزال يشكل قاعدة عالمية خالدة لا غنى عنها لتعزيز نظام دولي عادل وديمقراطي ومنصف يستجيب لمطلب السلام والتنمية والعدالة لشعوب جميع العالم، وان يساهم في تحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
أغتنم هذه الفرصة لأعيد التأكيد لمعالي سعادتكم على أعلى تقديري واحترامي.
ميغيل دياز كانيل
رئيس جمهورية كوبا